مباريات كأس العاصمة.. كشفت بوضوح الأزمة الحقيقية التى تواجه كرة القدم المصرية.. والتى حذرنا منها مراراً وتكراراً منذ سنوات.. وشاهد الجميع مستوى ناشئى أو بمعنى أدق شباب الكرة فى الأهلى والزمالك.. ولعل مباراة طلائع الجيش والأهلى والتى فاز فيها الطلائع بهدفين.. بعد عرض هزيل وأداء غريب جداً لشباب الكرة بالأهلي.. ونفس الشيء حدث لشباب الزمالك فى خسارته من بتروجت فى نفس المسابقة.. وعدت بالذاكرة سريعاً إلى قطاع ناشئى الكرة بالأهلى الذى قدم خلال موسم واحد.. الخطيب.. ومصطفى عبده.. وعبدالعزيز عبدالشافى وخالد جاد الله وعلاء ميهوب وأسامة عرابي.. وماهر همام.. وكان شباب الأهلى يهزمون أى فريق من أندية الدورى الممتاز بسهولة.. وكذلك قطاع ناشئى الزمالك الذى قدم فى موسم واحد.. أحمد حسام ميدو.. حازم إمام.. مصطفى إبراهيم.. مدحت عبدالهادي.. معتمد جمال.. أحمد رمزي.. محمد إبراهيم.. مصطفى محمد.. نجوم كبار أثروا الكرة المصرية فى معظم المراحل السنية.. لكن ماذا حدث منذ عام 09 وحتى الآن.. لم يقدم الأهلى لاعباً واحداً من قطاع الناشئين وكذلك الزمالك بسبب عجائب القيد فى قطاع الناشئين.. وغياب عيون الكشافين الحقيقيين.. فى ظل انتشار أكاديميات البيزنس.. والمجاملات الصارخة فى اختيار وتسجيل الناشئين فى قوائم الأندية والمستوى فى ذلك أندية الممتاز الأهلى والزمالك وغيرهما وأندية الدرجة الرابعة وأتيحت لى الفرصة لأكون قريباً من ذلك خلال قيد اللاعبين فى ناشئى أكبر الأندية.. وناد من الدرجة الثالثة.. وكان الأسلوب واحداً.. هيمنة أعضاء مجلس الإدارة على ذلك وكل مسئول لديه قائمة.. ولا يتم تسجيل غير ذلك.. المحسوبية الأساس وليس المهارة ولا الموهبة إلا ما ندر.. وما كان فوق الوصف ولا يتعدى ذلك الخمسة فى المائة.. وزاد من هذه الظاهرة.. انتشار أكاديميات البيزنس فى كرة القدم.. كل مركز شباب أو ناد.. ثلاث أو أربع أكاديميات.. برسوم تبدأ من 002 جنيه شهرياً وحتى ألفى جنيه.. وإذا كان من ذوى النفوذ والمال استطاع تسجيل ذويه فى قوائم الناشئين بالأندية.. فهبط مستوى الناشئين.. وأصبح كل ناد يبحث عن صفقات المواهب من خارج النادى مما كلف ميزانية الأندية فوق طاقتها.. وتسببت عمليات السمسرة ووكلاء اللاعبين فى إفلاس خزائن الأندية.. وصار اللاعب الذى لا يعطى بملاليم يحصل على الملايين.. وصار أنصاف اللاعبين نجوماً بملايين أيضاً وهبط مستوى الكرة بصورة لافتة.. ولو أبعدت بعض المحترفين مثل صلاح ومرموش ومصطفى محمد وتريزيجيه وحمدى فتحى من المنتخب.. أصبح قريباً من مستوى مركز شباب مع كامل تقديرى لكل اللاعبين.
>>>
ويعلل البعض عدم الاهتمام بالناشئين.. أن الأندية الكبرى التى تلعب على بطولة تبحث عن اللاعب الجاهز وصفقات المواهب.. وهى مدرسة مانويل جوزيه الذى دمر قطاع الناشئين فى الأهلى بسبب عدم استعانته بأى ناشئ.. وكان يضم فقط الصفقات التى يطلبها من خارج الأهلي.. وعندما جاء للأهلى فى المرة الأولى عام 2002 خرج من الدورى والكأس وأفريقيا.. وقدم 7 أسماء لإدارة الأهلى للتعاقد معهم.. وغادر.. وعندما عاد مرة أخرى أحضروا له الأسماء التى اختارها.. أحمد فتحي.. محمد بركات.. إسلام الشاطر.. أحمد حسن.. عبدالله السعيد.. محمد أبوتريكة.. عماد النحاس.. خالد بيبو.. سيد معوض.. فقاد الأهلى لألقاب محلية وقارية غير مسبوقة.. وكان دائماً يردد أن النادى الذى يلعب على بطولة.. لابد له من لاعب جاهز ينفذ ويعطى فى الحال.. ولا وقت للصبر على ناشئ ولا إعداد جيل جديد من اللاعبين يستغرق عاماً أو عامين لكى يعطى الثمار.. فكانت مدرسة مانويل جوزيه.. على حساب الناشئين.
>>>
وإذا كانت المنظومة الكروية فى حاجة إلى إعادة نظر وترتيب الأوراق من جديد فلابد من خطوتين مهمتين.. الأولى عودة عيون الكشافين والخبراء للأهلى والزمالك على وجه الخصوص.. كما كان فى الماضي.. وجعل القيد بالناشئين فى يد لجنة من خبراء الكرة وليس مجلس الإدارة والمدربين القائمين على قطاع الناشئين لأن ما يحدث فى القيد.. شيء آخر غير الكرة.. وأساليب تتنافى حتى مع الأخلاق الرياضية.. الخطوة الثانية.. فتح باب الاحتراف أمام ناشئ دون مغالاة فى تقدير سعره.. كما فعلت كل دول القارة الأفريقية حديثة العهد بالكرة والتى سبقتنا فى عدد المحترفين فى أقوى دوريات العالم.. وفى مستوى الكرة لديها.. فيكفى أن تعرف أن عدد المحترفين فى كل من الكاميرون.. غانا.. نيجيريا.. كوت ديفوار.. السنغال.. زامبيا.. أكثر من 03 لاعباً محترفاً فى كل دولة.