بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرارا عن نيته فرض رسوم جمركية جديدة، إلا أن توقيعه القرار آثار صدمة عالمية وسط تهديدات بإجراءات انتقامية، حيث تهدد الرسوم الجديدة المفروضة على كافة دول العالم، بإندلاع حربًا تجارية عالمية تهدد بارتفاع التضخم وتقويض النمو الاقتصادى فى الولايات المتحدة والعالم.
كان ترامب قد أعلن حالة طوارئ اقتصادية وطنية وفرض رسومًا جمركية بنسبة لا تقل عن 10 ٪ على جميع الدول، مع معدلات أعلى تصل إلى 49 ٪ على 60 دولة تشمل حلفاء وخصوم وفقًا لمسؤولين فى البيت الأبيض.
عواصم– وكالات الأنباء
أوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية بنسبة 10 ٪ ستدخل حيز التنفيذ غدا السبت، بينما ستدخل المعدلات المخصصة حيز التنفيذ فى 9 أبريل، ما يشير إلى احتمال وجود مساحة للتفاوض مع الدول التى فرضت عليها رسوم تتجاوز نسبة 10 ٪.
من جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبى يستعد لاتخاذ حزمة جديدة من الإجراءات المضادة ردًّا على ترامب مؤخرًا، والتى وصفتها بأنها «ضربة كبيرة» للاقتصاد العالمي.
قالت دير لاين: «نحن بصدد الانتهاء من حزمة الإجراءات المضادة الأولى ردًا على الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، ونستعد الآن لاتخاذ المزيد من الإجراءات المضادة لحماية مصالحنا وشركاتنا إذا فشلت المفاوضات».
وانتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية بشدة السياسة التجارية الأمريكية الجديدة قائلة: «يبدو أنه لا يوجد نظام فى الفوضي، ولا مسار واضح للتعقيد والاضطراب الذى يتم خلقه مع تأثر جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة».
أضافت أن عدم اليقين سيتصاعد ويؤدى إلى ارتفاع المزيد من الحمائية، وستكون العواقب وخيمة لملايين الأشخاص حول العالم، وأيضًا للبلدان الأكثر ضعفًا، والتى تخضع الآن لبعض أعلى الرسوم الجمركية الأمريكية.
فى الوقت نفسه، تعهد رئيس الوزراء الكندى مارك كارنى بالرد على رسوم ترامب، معتبرا أنها «ستغير جذريا» التجارة الدولية، وقال: سنتصدى لهذه الرسوم الجمركية بإجراءات مضادة معتبرا أن الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات ستؤثر مباشرة على ملايين الكنديين.
وفى ألمانيا، دعا اتحاد الصناعات الكيميائية الألمانية -الذى تُعتبر الولايات المتحدة أكبر مستورد لمنتجاته- الاتحاد الأوروبى إلى «التحلى بالهدوء» فى رده على رسوم ترامب، مؤكدا أن «التصعيد لن يؤدى إلا إلى تفاقم الضرر».
بينما ندد اتحاد صناعة السيارات الألمانى بالرسوم الجمركية، مطالبا الاتحاد الأوروبى بالرد عليها بقوة كونها ستُسبب خسائر فادحة ومناشدا إياه فى الوقت نفسه الاستمرار فى التعبير عن استعداده للتفاوض. كما حذر الاتحاد من أن الخسارة لن تقتصر على بلاده بل ستطال المستهلك الأمريكى وصناعة السيارات الأمريكية نفسها.
فى إيطاليا، أعلنت رئيسة الوزراء جورجا ميلونى أن رسوم ترامب «إجراء سيئ» محذرة من أن اندلاع حرب تجارية لن يؤدى إلا إلى إضعاف الغرب. وصفت ميلونى «فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبى بالخاطئ ولا يصب فى مصلحة أى من الطرفين. وانها ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية ستؤدى حتما لإضعاف الغرب لصالح جهات فاعلة عالمية أخري».
فى السياق، أعلن وزير التجارة البريطانى جوناثان رينولدز أن المملكة المتحدة ما زالت ملتزمة بالتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة «لتخفيف» تأثير الرسوم الجمركية الجديدة، مشددا على أن لندن لا تعتزم اتخاذ إجراءات انتقامية فى الحال.
فى البرازيل، أقر البرلمان قانونا يجيز للحكومة اتخاذ إجراءات للرد على أى قيود تجارية تعرقل صادرات البلاد، بينما قالت حكومة الرئيس اليسارى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنها تأسف للقرار الذى اتّخذته الحكومة الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 ٪ على كل الصادرات البرازيلية.
بينما أعلن رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز أن رسوم ترامب «غير مبررة» ومن شأنها أن تغير علاقة بلاده بالولايات المتحدة.
أعرب رئيس الوزراء الإيرلندى مايكل مارتن عن «الأسف الشديد» لفرض الرئيس الأمريكى رسوما جمركية بنسبة 20 ٪ على واردات بلاده من الاتحاد الأوروبي، داعيا الدول الـ27 الأعضاء بالتكتل إلى الرد على واشنطن بطريقة «متناسبة».
فى الدانمارك، قال وزير الخارجية لارس راسموسن إن الجميع استفادوا من التجارة العالمية، ولا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة شن حرب تجارية على أوروبا. لا أحد ينتصر، الجميع خاسرون مؤكدا أن «أوروبا ستبقى موحدة وستقدم ردودا قوية ومتناسبة».
فى حين أكدت الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر على ضرورة احترام القانون الدولى والتجارة الحرة خاصة بعد فرض ترامب رسوما 31 ٪ على بلادها من ناحية أخري، أعلنت الصين معارضتها الشديدة للرسوم الجمركية الجديدة على صادراتها، متعهدة باتخاذ «تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها» وقالت وزارة التجارة فى بيان إن الرسوم الجمركية «لا تتوافق مع قواعد التجارة الدولية وتضر بشكل خطير بحقوق الأطراف المعنيين وبمصالحهم المشروعة».
جددت بكين موقفها بأن «الحروب التجارية لا يوجد فيها فائزون»، وأكدت أن الخطوة الأمريكية «تمثل ممارسة أحادية الجانب، وتنم عن أسلوب تنمر نموذجي».
حذرت اليابان من انتهاك «رسوم ترامب» قواعد منظمة التجارة العالمية والمعاهدة التجارية المبرمة بين البلدين وأعلن وزير التجارة والصناعة يوجى موتو أن طوكيو أبلغت واشنطن بأن الرسوم الجمركية إجراء «مؤسف جدًا».
أعلن رئيس الوزراء التايلندى بايتونجتارن شيناواترا أمس أن بلاده لديها «خطة قوية» للتعامل مع رسوم ترامب مؤكدا أن بانكوك تأمل أن تنجح عبر التفاوض فى خفض هذه التعرفات الباهظة البالغة نسبتها 36 ٪.
فى كوريا الجنوبية، أعرب الرئيس بالإنابة هان داك سو عن أسفه لأن حرب الرسوم الجمركية العالمية أصبحت حقيقة متعهدا باستخدام جميع موارد الحكومة للتغلب على الأزمة التجارية.









