المعدة مسئولة عن 90 ٪ من أسباب السعادة وبعض الأغذية يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية
الأفضل
أن نوجه الباحثين إلى دراسة الذكاء الاصطناعى والبرامج الالكترونية بدلاً من إضاعة الوقت فى موضوعات تقليدية
أعاد المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى مؤخرا انتخاب الدكتورة أمانى عبد الله الشريف لمنصب نائب رئيس مجلس جامعة عموم أفريقيا لمدة أربعة أعوام أخرى بعد أن تم انتخابها عام 2022، حيث حققت إنجازات عديدة خلال الفترة الأولى لها .. ويعد مجلس الجامعة أعلى جهاز إدارى يتولى الإشراف على سياسة الجامعة وبرامجها المختلفة فى مجال التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وانتخابها مجدداً يعكس مكانتها العلمية ودور العلماء والباحثين المصريين فى القارة الأفريقية.
الدكتورة أمانى تكشف الدور الذى تقوم به جامعة عموم أفريقيا فى دعم البحث العلمى و أهمية الاتجاه إلى العلوم الحديثة والذكاء الاصطناعى وتؤكد أن التعليم الإلكترونى ملاذ أمن وأن الاستثمار فى البشر يحقق أسرع النتائج.
د.أمانى تكشف أيضا كيف يمكن للإنسان أن يحمى نفسه من الخطر من خلال ضبط نظامه الغذائى والبعد عن أسباب المرض تتحدث بالتفصيل عن الأكلات التى تحمى من السرطان، وخطورة المعدة التى تمثل 90 ٪ من أسباب السعادة أو الألم للإنسان.
> ماهو الدور الذى تقوم به «جامعة عموم إفريقيا»؟
>> جامعة عموم أفريقيا هى جامعة قارية تقدم منحًا كاملة لدراسة الماجستير والدكتوراه لأبناء القارة الإفريقية، ومجلس جامعة عموم أفريقيا يعد أعلى جهاز إدارى يتولى الإشراف على سياسة الجامعة وبرامجها المتنوعة فى المجالات المختلفة لمؤسسات الجامعة والتى تسعى لتحقيق أهداف أجندة إفريقيا التى نريدها، وتتضمن تلك المجالات: الطاقة، وعلوم المياه، وتغير المناخ، والتى يقدمها فرع الجامعة بالجزائر، ويقدم فرع الجامعة بكينيا برامج دراسات عليا فى مجالات التكنولوجيا والزراعة، أما فرع الجامعة بغرب إفريقيا بنيجيريا فيختص بمجالات العلوم الأساسية والعلوم الطبية، وفى وسط إفريقيا بالكاميرون تقدم الجامعة برامج فى مجالات الحوكمة والدراسات الانسانية ويهتم فرع الجامعة بجنوب إفريقيا بعلوم الفضاء، ويسعى مجلس إدارة الجامعة حاليا لإقامة فرع سادس للجامعة وهى الجامعة الافتراضية لمواكبة احتياجات العصر والاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التكنولوجى الهائل.. ويشمل مجلس الادارة ممثلين عن كل الجهات المهتمة بالتعليم والجهات المانحة مثل بنك التنمية الإفريقى والبنك الدولى واليونسكو وغيرها من الجهات الدولية من الأطراف المعنية.
> نتقل إلى محطات فى حياتك ما أبرز التحديات التى واجهتك فى مشوارك الأكاديمية والمهنية.. وكيف تم التغلب عليها؟
>> واجهت العديد من التحديات، أبرزها: التوازن بين الإدارة والأكاديمية سواء الجمع بين الأدوار الإدارية مثل قيادة كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، ورئاسة جامعة عموم افريقيا وإدارة المكتب الاقليمى لاتحاد الجامعات الافريقية وكذلك المجال الأكاديمى والبحثى كان تحديا كبيرا.. وتجاوزت ذلك من خلال تطبيق منهجية تفويض المهام ووضع نظم فعالة لإدارة الوقت والاستثمار فى بناء فرق عمل قوية، فأنا أؤمن أن الاستثمار فى البشر هو أفضل استثمار يحقق أسرع وأفضل نتائج ويضاعفها، هذا أسرع طريق للنجاح.
أيضا واجهت تحديا كبيرا خلال فترة عمادتى لكلية الصيدلة جامعة الأزهر الممتدة لمدة خمس سنوات بسبب ضعف ميزانية الكلية مقارنة بطموحاتى فى التطوير، وتغلبت على ذلك بالاستعانة بالأطراف المجتمعية ذات الصلة بخريجى الكلية مثل شركات الأدوية والمجتمع المدنى وقد استطعت توفير أجهزة علمية متقدمة للكلية وانشاء قاعات جديدة وتطوير البنية التحتية.
> قمتِ بإطلاق حملة عنوانها «المضاد الحيوى عقار مش فشار».. ما الهدف منها؟
>> لأن وجدت أن العقود الأخيرة شهدة ارتفاعا خطيرا فى مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بسبب الاستخدام العشوائى لها.. وهذه المشكلة تهدد صحة البشر على مستوى العالم، حيث بدأنا نفقد فعالية الكثير من المضادات الحيوية؛ لذلك أطلقت هذه الحملة لتوعية الجميع بمخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية وإنها ليست علاجا لكل الأمراض خاصة الفيروسية مثل البرد والإنفلونزا مع تثقيف الصيادلة للحد من بيع المضادات الحيوية دون ضرورة، وهناك صراع طول الوقت بين الانسان والبكتيريا فعندما تظهر عدوى بسلالة جديدة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية يبحث العلماء والشركات حتى يتم اكتشاف مضاد حيوى جديد يقضى عليها، فانتشار الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تعتبر من أكثر المشاكل الصحية إزعاجا، وتسبب فى وفاة ملايين الأشخاص خاصة أثناء جائحة كورونا حيث استخدام شعوب العالم المضادات الحيوية بشكل مفرط.
> كيف يمكن للبحث العلمى والمجتمع الأكاديمى المساهمة فى تحسين أوضاع المجتمع؟
>> البحث العلمى هو المحرك الأساسى للتنمية المستدامة، ومؤخرا اتجهت الجامعات لدورها فى تطبيق التكنولوجيا لحل مشاكل المجتمع وتنمية البيئة من خلال انشاء الحاضنات التكنولوجية لريادة الأعمال.. وقامت أكاديمية البحث العلمى بدور ريادى فى دعم التحول لريادة الأعمال وتولى الراية حاليا صندوق دعم الابتكار والنوابغ التابع لوزارة التعليم العالي، وقد توليت إدارة حاضنة أعمال رواق القاهرة وهى حاضنة تكنولوجية فى مجال النباتات الطبية والغذاء والزراعة وقد تخرج منها 9 شركات ريادية وتفوق بعض المحتضنين لمستوى عالمى ودخلوا مجلة «فوربس» كأصغر رواد أعمال ومليونيرات تحت سن الثلاثين، واستطاعوا استخدام الذكاء الصناعى فى إنتاج بروتين من الطحالب قابل للاستخدام الآدمى للتصدى للنقص المتزايد فى البروتين الحيوانى نتيجة التغيرات المناخية، كما أن دخول الذكاء الصناعى والبرامج الالكترونية التكنولوجية وفرت الكثير من الجهد والوقت للباحث إضافة إلى زيادة الدقة فى النتائج؛ لذلك يجب أن تتوجه البرامج المؤهلة لترقية الباحثين وأعضاء هيئة التدريس إلى بناء قدراتهم فى كيفية استخدام تلك الأدوات الحديثة بدلا من إضاعة الوقت فى دورات تقليدية مثل الكتابة البحثية، فأصبح متوفراً حاليا برامج تجيد ذلك وبأقل الأخطاء، ولو تم معرفة كيفية التعامل معها مع الاهتمام بمهارات التواصل عبر الانترنت، فرغم أهمية هذه المهارة للتواصل بين الباحثين حول العالم إلا أنه مازال كثيرون يجهلون كيفية تحقيق تواصل فعال يحقق أهدافاً ومكاسب حقيقية.
> ما تقييمك لدور التعليم الإلكترونى والمنصات الرقمية فى تطوير التعليم الجامعي؟
>> التعليم الإلكترونى أصبح جزءا أساسيا من التعليم الجامعى فالتعليم الالكترونى يقدم حلولا رائعة للمؤسسات التعليمية وأهم ثلاث مكاسب تحسب للتعليم الالكترونى هى الوصول الشامل للطلاب فى المناطق النائية خاصة مع توافر خدمات الانترنت فى معظم المناطق بمعظم الدول، التعلم التفاعلى من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى والفصول الافتراضية وتحليل بيانات الطلاب لتخصيص تجربة تعليمية تناسب احتياجاتهم، وقد عاينت الدور الفعال للتعليم الإلكترونى بالكثير من الدول الافريقية حيث حصلت على جائزة المرأة الأكثر إنجازا فى مجال التعليم لما تم تقديمه من دورات تدريبية «أون لاين» لكل من الطلبة والأكاديميين الأفارقة لتدريبهم على كيفية استخدام المنصات التعليمية الرقمية.
> ما هى محفزات تراكم السموم فى الجسم؟
>> يعتبر السكر الزائد فى النظام الغذائى أحد العوامل الرئيسية التى تساهم فى تراكم السموم فى الجسم والإصابة بأمراض مزمنة، فعند تناول كميات كبيرة من السكر يفرز البنكرياس الإنسولين لتنظيم مستويات السكر فى الدم ومع الوقت تصبح الخلايا مقاومة للإنسولين مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر بشكل مزمن، ويؤثر على وظائف الكبد والكُلي.
كما أن ارتفاع نسبة السكر فى الدم يسبب إنتاجا زائدا للجذور الحرة مما يؤدى إلى تلف الخلايا والحمض النووي، وهو ما قد يؤدى إلى أمراض السرطان والقلب، كما أن السكر الأبيض يعزز إنتاج البروتينات الالتهابية مما يساهم فى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، والسكري، وتناول كميات كبيرة من الفركتوز الموجود فى المشروبات الغازية والعصائر المحلاة يؤدى إلى تشحم الكبد مما يؤثر على وظائف إزالة السموم من الجسم، لذلك يفضل استبدال السكر المصنع بسكر التمر والذى ثبت علميا بأنه لا يؤدى الى ارتفاع الانسولين بالدم بسرعة ويعتبر مع عسل النحل من أفضل أنواع السكر مع تجنب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة المعلبة واتباع نظام غذائى غنى بالألياف لتحسين حساسية الإنسولين وشرب الكثير من ماء الليمون والشاى الأخضر لطرد السموم.
> ماذا عن الطريقة الغذائية الفعالة للشفاء من السرطان؟
>> الغذاء ليس مجرد مصدر للطاقة فقط بل يمكن أن يكون سلاحا فعالا ضد السرطان، حيث تشير عديد من الدراسات أن بعض الأطعمة تمتلك خصائص مضادة للسرطان، منها: الخضروات الصليبية «البروكلي، القرنبيط، الكرنب» التى تحتوى على مركبات الكبريت التى تحفز موت الخلايا السرطانية، ونجد أن مادة الكركمين لها خصائص قوية مضادة للالتهابات وتمنع نمو الأورام والثوم والبصل يحتويان على مركبات الأليسين التى تحفز الجهاز المناعى ضد السرطان والشاى الأخضر غنى بمضادات الأكسدة التى تمنع انتشار الخلايا السرطانية، أيضا الصيام يساعد الجسم على إعادة تدوير الخلايا التالفة وتعزيز عملية الأوتوفاجى التى تعمل على تنظيف الجسم من الخلايا السرطانية المحتملة.
> المعدة قد تكون مسئولة عن الشعور بالضيق والمزاج السيئ.. كيف ذلك؟
>> هناك ارتباط قوى بين صحة المعدة والصحة النفسية ويعرف هذا الارتباط باسم محور الأمعاء الدماغ، فنجد 90٪ من هرمون السعادة «السيروتونين» ينتج فى الأمعاء وعند حدوث خلل فى بكتيريا الأمعاء النافعة ينخفض إنتاج السيروتونين مما يؤدى إلى الاكتئاب والقلق، إضافة أن «الميكروبيوم» يؤثر على الجهاز العصبى المركزي، حيث تشير الأبحاث أن الأمعاء تحتوى على ملايين الخلايا العصبية التى تتصل مباشرة بالدماغ عبر العصب الحائر، وبالتالى يجب تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، الكفيار، والمخللات الطبيعية مع تجنب الأطعمة المصنعة والمضادات الحيوية غير الضرورية وممارسة التأمل والرياضة لتقليل التوتر وتحفيز صحة الأمعاء وعدم ملء المعدة واتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم بتقسيم المعدة ثلث للطعام وثلث للسوائل وثلث للتنفس.
> هل يمكن استخدام «سم العناكب» فى علاج أمراض القلب؟
>> الأبحاث الحديثة أظهرت أن سم بعض أنواع العناكب قد يحتوى على مركبات مفيدة لعلاج مرضى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث يحتوى سم العناكب على ببتيدات نشطة بيولوجيا تساعد فى حماية خلايا القلب والمخ من التلف فى حالة نقص الأكسجين، وتشير الأبحاث أن بعض البروتينات فى سم العناكب قد تحسن تدفق الدم وتقلل من التجلطات.
> ماذا عن فوائد الرمان بالنسبة لصحة الرجال والنساء؟
>> من أهم الفوائد الصحية للرمان: تقوية القلب والشرايين فيساهم فى منع تكوين الجلطات، يعمل على خفض نسبة الكولسترول فى الدم حيث يذيب الدهون الثلاثية، مضاد قوى للأورام السرطانية حيث إنه يجوع الخلايا السرطانية، يعد أقوى مضاد للأكسدة فيقوى جهاز المناعة، علاج لضغط الدم المرتفع لاحتوائه على نسب عالية من البوتاسيوم،أيضا يساعد الرمان على علاج حالات الاكتئاب، والقضاء على الكرش وتقليل غازات البطن، يحسن الوظائف الدماغية ويسهم فى تقوية الذاكرة، له فاعلية كبرى فى علاج هشاشة العظام عند النساء، يحتوى على أوكسيد النيتريك الذى ينشط الدورة الدموية وهو الذى يساعد فى زيادة الرغبة الجنسية.
> ما الآثار الناتجة عن الإفراط فى تناول البروتين الحيوانى بكثرة؟
>> رغم أن البروتين الحيوانى ضرورى للجسم، فإن الإفراط فى تناوله قد يسبب مشاكل صحية، حيث يزيد من إنتاج الأمونيا واليوريا وعند هضم البروتين تتحلل الأحماض الأمينية وينتج عنها نفايات مثل الأمونيا التى يتم تحويلها فى الكبد إلى يوريا ثم تخرج عبر الكلى لكن الإفراط فى البروتين يضغط على الكلى ويقلل من كفاءتها، أيضا الإفراط فى البروتين الحيوانى يزيد من حموضة الدم مما يجعل الجسم يسحب الكالسيوم من العظام مما قد يؤدى إلى هشاشة العظام وبعض اللحوم المصنعة تحتوى على مركبات مسرطنة مثل النيتروزامينات التى تزيد من خطر سرطان القولون؛ لذلك يجب استبدال بعض اللحوم الحمراء بالبروتين النباتى مثل العدس والمكسرات مع اختيار اللحوم العضوية بدلا من اللحوم المعالجة وتناول كميات معتدلة من البروتين وفقا لاحتياجات الجسم.
> أخيرا.. ماذا عن مستقبل البحث العلمى فى ظل التطورات التكنولوجية السريعة؟
>> التطور التكنولوجى متسارع ونشهد قفزات تكنولوجية كنا نعتقد أنها ستحتاج عقوداً لحدوثها.. ومنها: ثورة الذكاء الاصطناعى الذى يساعد فى تسريع تحليل البيانات واكتشاف أدوية جديدة، وتقنيات التعديل الجينى تفتح آفاقا لعلاج الأمراض الوراثية واقتراح خطط علاج شخصية.
فالتعاون البحثى العالمى أصبح أسهل عبر المنصات الرقمية وأصبح من السهل تكوين فرق بحثية متعددة الجنسيات والعمل معا افتراضيا، لكن التحدى الأكبر سيكون فى ضمان التمويل والأخلاقيات العلمية وسط التطورات السريعة.
