هناك اناس يألفون الشقاء حتى يصير رفيقاً لهم تتلاطمهم أمواج الحياة وتحفر احداثها على وجوههم ولكن تظل ابتسامتهم درعاً واقية من كل عوامل الزمن وتقلباته وقوتهم تزداد كلما مروا بالم أو وجيعة..
من أكبر الأمثلة على ذلك شخصيتنا اليوم التى مرت بأمواج حياتية كثيرة بين صعود وهبوط لم تفتر فيها عزيمتها أو تعجزها الحياة عن الاستمرار والتقدم بنفس القوة انها المرأة الحديدية نسمة أحمد فرج.
تبدأ نسمة حكايتها: تزوجت وسافرت معه إلى إحدى الدول العربية وهناك اضطررت للعمل لقلة الدخل فعملت كمعلمة تأسيس فى أحد الأماكن الترفيهية هناك وعندما عدنا إلى مصر لم اجد عملاً مناسباً حيث اننى خريجة معهد كمبيوتر قمت بعمل مشروع لعمل الاكل البيتى للموظفات وكان قد بدأ يؤتى ثماره حين حدث الانفصال بينى وبين والد ابنائى الثلاثة، ونتيجة انتقالى لمكان آخر ومسئولية ابنائى الكبيرة قل دخلى بصورة كبيرة خاصة مع نزولى مع حملة تعداد سكانى لفترة فقد نسينى الزبائن.
تكمل: لعشقى للتصوير انتهزت فرصة ان احد معارفه يريد بيع كاميرا جديدة واشتريتها وبدأت فى تصوير اعلانات المحال التجارية فى محافظتى وتصوير الحنة والافراح والمجالس النسائية، ايضا اتفقت مع منحل بأخذ منتجاته من العسل وتوزيعها على المحال والمطاعم وهناك تعرفت على أصحاب مصانع الفويل والورقيات واخذت بعض انتاجهم لتوزيعه على الفنادق والمطاعم كل ذلك كنت اقوم به فى وقت واحد كما عملت فى مجال سمسرة الشقق والعقارات لفترة ولعلمى بالسواقة فقد اشتغلت عاماً كاملاً كسائقة لسيارة نقل اوزع منتجات أحد المصانع كما كنت أقوم بتنظيم رحلات اليوم الواحد وبعض المصايف فى فترة الصيف.
تستطرد: فى أحد الأيام كنت جالسة مع صديقة لى لديها سيارة وزوجها بالخارج اقترحت عليها ان اشغل السيارة كتاكسى للفتيات كان الأمر دعابة فى البداية ولكنى حين نشرت منشوراً بذلك فوجئت باقبال غير مسبوق من فتيات محافظتى فتوكلنا على الله وبدأنا العمل وزاد الطلب على لاحساس الفتيات بالأمان معى وصرت اشهر سائقة للفتيات فى مصر كما اقوم باحضار الطلبات لبعض كبار السن وحالياً ادرب الفتيات على قيادة السيارات وبإذن الله سأنشئ مدرسة لتعليم السواقة.