التقوى هى أهم غايات الصوم، حيث يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183)، فيا لسعادة من حقق هذه التقوى فصار بها عبدا ربانيا.
وهى الحصن الحصين من الشرور والآثام وهوى النفس وشقاء الدنيا والآخرة، يقول الحق سبحانه: «وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَي» (طه: 132)، ويقول سبحانه: «وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (الأعراف: 128)، ويقول سبحانه وتعالي: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (الطلاق: 2، 3)، ويقول سبحانه: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (الطلاق : 4)، ويقول (عز وجل): «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا» (الطلاق: 5)، ويقول سبحانه: «وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ» (الأعراف: 26).
وهو سبحانه وتعالى أهل التقوى وأهل المغفرة، حيث يقول جل فى علاه: «هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة» (المدثر: 56).
وهو (عز وجل) مع المتقين حيث كانوا، يقول سبحانه: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» (البقرة: 194)، يحبهم حيث يقول سبحانه: «بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ» (آل عمران: 76)، ويتقبل منهم، حيث يقول الحق سبحانه: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» (المائدة: 27).
وقد دعانا الحق سبحانه إلى التزود بالتقوى فهى خير زاد يتزود به العبد لعاجله وآجله، حيث يقول الحق سبحانه: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ» (البقرة: 197)، وحثنا على التعاون عليها، فقال سبحانه: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَي» (المائدة: 2)، كما حثنا على المناجاة بها، فقال الله (عز وجل): «وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» (المجادلة: 9).
وهى سبيل جنات النعيم، حيث يقول سبحانه وتعالي: «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ» (القلم: 34)، ويقول الحق سبحانه: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» (الذاريات: 15)، ويقول جل فى علاه: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» (القمر: 54، 55)، ويقول سبحانه: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» (آل عمران: 133)، ويقول سبحانه: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا» (مريم: 63).
وقد عرف بعض العلماء التقوى بأنها هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
فالتقوى تعنى خشية الله عز وجل، وهى وقاية من المعاصى فى الدنيا، ووقاية من عذاب الله يوم القيامة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه اللهُ يومَ القيامةِ، ليس بينه وبينه تَرجمانُ، فينظرُ أيْمنَ منه، فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظرُ أشأَمَ منه، فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظرُ بين يدَيه، فلا يرى إلا النَّارَ تِلقاءَ وجهِه، فاتَّقوا النَّارَ، ولو بشِقِّ تمرةٍ» (صحيح الجامع).
أهل التقوى هم أهل النجاة، حيث يقول الحق سبحانه: «وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ» (فصلت: 18)، وهم أهل الأمن فى الدنيا والآخرة حيث يقول الله (عز وجل): «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ» (يونس: 62، 63).