يخطئ من يراهن على تحريض شعب مصر ضد دولته، أو يعتقد في قدرته على إحداث فتنة بينهم، الشعب المصرى ليس كما يتصور البعض أنه يمكن أن يتم توجيهه أو دفعه إلى اتجاه دون إرادته، بل لديه من القدرة والذكاء ما يكفيه ليدرك كيف يحمى دولته ويصون مقدراتها، الشعب الذي قدم روحه فداء بلده في كل زمان مستحيل أن يكون هو سبب تدميرها.
شعب مصر عبقرى في جيناته، مبهر في مواقفه، يقولون إنه ليس له «كتالوج» لكن الحقيقة أن «كتالوجه» مكتوب بحب الوطن وعشقه.
لذلك من يعتقد أن المصريين يمكن أن يستجيبوا لدعاة الخراب أو مشعلى الفتن واهمون، والمحن الكثيرة التي مرت على مصر الفترة الماضية بسبب الأحداث العالمية أثبتت معدن هذا الشعب الأصيل في انتمائه العجيب في توحده، المتفرد في صلابته وتحمله.
الأمة المصرية بشعبها الأصيل تعطى كل يوم النموذج في التماسك، ومع كل أزمة تقدم القدوة في الوقوف بجانب الوطن. وفي كل تحد تثبت أنها قادرة على المواجهة، ولهذا ليس غريبا أن يشيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الشعب ويتباهى كل مرة بهذه الأمة ومواقفها، لأن الرئيس يعرف جيدًا بخبرة السنين والتحديات التي مرت بها مصر كيف أفسد هذا الشعب مخططات كثيرة كانت مدمرة، وكيف حمى بلده من مصير صعب ليس مرة واحدة بل مرات، وكيف كان هذا الشعب داعمًا لقيادته في أشد الظروف أن تفرض إرادة مصر على الجميع وترسم خطوطها الحمراء.
حديث الرئيس المتجدد في احتفالية «ليلة القدر» عن الشعب هذا الشعب عندما يريد فهو قادر أن يفعل المستحيل وأن يكسر كل الحواجز وبغير أصعب المعادلات، لأنه منتم لتراب بلده ومرتبط بها ولا يقبل أن يخونها أو يبيعها أو يتخلى عن مسئوليته تجاهها، ولهذا خابت كل الرهانات على أن الشعب المصرى لن يتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة، وفشلت كل التوقعات بأنه لن يصبر على التحديات.
لأن من راهنوا لا يعرفون جوهر هذا الشعب، ولا قرأوا التاريخ، لو قراءوا تاريخ مصر جيدًا لأدركوا أنهم أمام طينة مختلفة من البشر، سبيكة لا تنكسر ولا تصدأ، لأنها من ذهب حر خالص، الشعب المصرى طوال تاريخه حر في قراره وفى إرادته، لا يحب بالأمر ولا يغضب بالأمر، وإنما يحب مخلصًا ويتحرك مقتنعًا ويتصدى مؤمنًا بقضيته.
- هذا الشعب هو الذي يذكر التاريخ بفخر أنه لم يقبل أن يدوم احتلال لبلده مهما كانت قوته وسطوته بل كان يقاتل بشعار، الموت أو الحرية والاستقلال.
- هذا الشعب هو الذي لم ينم ليلة إلا وجعلها سوداء على الاحتلال الإنجليزي حتى كتب له التحرر لأنه لم يقبل أن يكون تابعاً.
- هذا الشعب هو الذي لم يفرط في هويته ولم يسمح لمحتل أن يفرض عليه ثقافة أو لغة أو قيما غير قيمه.
- وهذا الشعب هو الذي رفض أن يتنحى رئيسه بعد هزيمة الخامس من يونيو 1967 وأصر على أن يبقى حتى نسترد الأرض والكرامة.
- وهذا الشعب هو الذي ربط البطون وتحمل الصعب ورفض أن يعلو صوت فوق صوت معركة سيناء في 6 أكتوبر بل ولم يكف يوما عن طلب خوض المعركة والإلحاح عليها حتى تحقق له ما أراد.
- هذا الشعب هو الذي رفض أن تستمر جماعة خائنة الدين والوطن في حكم مصر ولفظها في 30 يونيو 2013.
- وهذا الشعب هو الذي قدم أبناؤه كل صور التضحية في سبيل تطهير بلده من الإرهاب وألا يسقط الوطن وألا تعم الفوضى كما حدث في بلدان أخرى أو يتمكن منه هذا الإرهاب.
- وهذا الشعب هو الذى رفض كل محاولات الجماعة الإرهابية طوال السنوات الماضية لتحريضه ضد قيادته ومؤسسات بلده لثقته في وطنية القيادة.. وأن مصر تسير في الطريق الصحيح وتمتلك كل مقومات القوة وأنها مستهدفة لإسقاطها.
- هذا الشعب هو الذي تناسى تماما كل الأزمات عندما وجد أن دولته تتعرض لاختبار في أمنها القومي من خلال مخطط التهجير للفلسطينيين وأعلن أنه جاهز للمواجهة خلف قائده مهما كان الثمن.
- هذا هو الشعب المصرى الذى من حق الرئيس السيسي أن يتباهى بتماسكه وصلابته وظهوره في أصعب الأوقات والظروف في لحمة وقوة تتصدى للخطر، ولم يأت هذا من فراغ وإنما الرصيد الحضارى الذى يمتلكه هذا الشعب هو الذي صنع له الاختلاف وجعله قادرًا على الفرز ويستشعر الخطر ويتمسك بالأرض ويتوحد عند الأزمات دون حشد أو طلب.
الرصيد الحضاري وخبرة القرون والأجيال هي التي تجعل هذا الشعب يعرف كيف يحمى بلده وكيف يفسد كل مخطط وكيف يردع كل من يفكر في الاقتراب من كرامته أو استقلال تراب وقرار بلده.
ولهذا صدق الرئيس فى فخره واعتزازه بهذا الشعب، ومتخافوش على مصر.. خافوا على اللى يجيى عليها، لأن شعبها حاضر وقوى ومتماسك وصلب.