نظمت شركة روساتوم الروسية، المنفذة لمشروع محطة الضبعة المصريه للطاقة النووية، زيارة فنية للوفد الإعلامى المصرى المشارك فى المنتدى الدولى «ATOMEXPO-2024» بروسيا، إلى محطة إليماش للوقود النووى بإقليم موسكو. وهى من أكبر الشركات العالمية المنتجة للوقود النووى لمحطات الطاقة النووية ومحطات المفاعلات البحرية، والمقرر أن تلبى احتياجات الضبعه من الوقود النووى على مدار 60 عاما وفقا للعقود الموقعة بين مصر وروسيا وذلك للتعرف على الأمان المتبع فى عمليات انتاج الوقود النووى من مراحل تحضير اليورانيوم نهاية بانتاج الاقراص والاوعية والانابيب الحاملة لهذا الوقود
وقد تم تأسيس هذه المصنع منذ أكثر من 107 أعوام وتحديداً عام 1917، وهو تابع لشركة الوقود TVEL التى ستكون مسئولة عن إنتاج الوقود النووى لمحطة الضبعة النووية، خلال دورة حياة المشروع والتى لا تقل عن الستين سنة القادمة وفقا للعقود الموقعة بين الجانبين المصرى والروسي.
هدفت الزيارة إلى التعرف على عوامل الأمان ودقة الاختبارات والقياسات ومراحل التصنيع المختلفة لإنتاج الوقود النووى والتى تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الأمان بدءاً من تحويل اليورانيوم إلى أقراص اليورانيوم ووضعها فى قضبان الوقود إلى تجميع قضبان الوقود فى وحدات الوقود «مصفوفة قضبان الوقود» وضمان تدابير السلامة أثناء إعداد وحدات الوقود للنقل.
جميع المراحل متوافقة مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبالعودة إلى مراحل إنتاج الوقود النووي، نبدأ بتصنيع أقراص اليورانيوم. يحتوى الوقود النووى على اليورانيوم المخصب «أى اليورانيوم المخصب بنظير اليورانيوم 235» يمثل هذا النظير ما لا يقل عن 0.7٪ من اليورانيوم الطبيعي. ولهذا السبب، يتم أولاً تخصيب اليورانيوم وضغطه وتلبيده على شكل أقراص فى عملية مؤمنة بالكامل: أولاً، يدخل المسحوق إلى وحدة التحبيب، حيث يتكون جزء أكبر مهم لتحقيق كثافة أعلى أثناء الضغط. بعد التحبيب، يتم تحديد جرعات المسحوق وضغطه فى قوالب – وأقراص يبلغ قطرها حوالى 10 ملم، يتم تفريغ هذه القوالب فى قارب الموليبدينوم، حيث «تطفو» على طول الناقل إلى فرن التلدين. ويستخدم فى هذه الأفران الهيدروجين الذى يحترق عند امتزاجه بالهواء حتى تعطى هذه الأقراص الصلابة وتمنع الأقراص من التشقق.
فى غضون 24 ساعة، تمر الحاويات التى تحمل الاقراص عبر عدة مناطق تسخين تزيد درجة حرارتها عن 1700 درجة. هناك، يتم تلبيد القرص وتقليل حجمه، مع تحقيق كثافة عالية. وبعد ذلك تأتى عمليات التلميع والتنظيف، ثم مراحل مراقبة الجودة المتعددة والدقيقة. هناك الكثير من العناصر التى يجب التحقق منها فى كل قرص: الأبعاد، وعدد الأقراص، تخصيبها، وطول المثبات ودرجة ثباتها، وفحص اللحام، ونعومة السطح، وما إلى ذلك.
يتم وضع كريات ثانى أكسيد اليورانيوم التى تحتوى على ما يصل إلى 5٪ من اليورانيوم 235 داخل قضبان الزركونيوم المجوفة ومختومة بسدادات. ونتيجة لذلك، يتم الحصول على عناصر الوقود «قضبان الوقود». يتم ترقيم كل قضيب وترميزه لضمان تتبعه والتحكم فيه. يتم وضع الأقراص فى القضبان، ويتم تثبيتها بقفل. بعد وضع الأقراص فى الغلاف، يتم لحام أطرافها بالأجزاء الطرفية. لكن أولاً يتم إنشاء فراغ داخل الأنبوب، ومن ثم يتم ملؤه بالهيليوم لتعويض الضغط الخارجى الذى يحدث فى المفاعل أثناء التشغيل.
وبعد ذلك تصبح القضبان جاهزة للتجميع الأخير ليتم توفيرها للاستخدام المحلى أو التصدير، وتضم كل مجموعة «أو وحدة وقود» 312 قضيب وقود ويحتاج كل مفاعل إلى حوالى 163 مجموعة لضمان تشغيله. إن ما شهدناه خلال الجولة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قدرة شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية وريادتها التكنولوجية على إنجاز إنتاج الوقود دون أى ضرر وبأعلى معايير السلامة وأكثرها صرامة.