وأكتب اليوم فى الحياة.. فى الدروس المستفادة فى الدنيا التى لا يجب أن تأخذنا بعيداً عن الحقيقة.. أكتب عن الإيمان الذى يتجلى ويقوى ويشتد فى الأزمات والمحن والاختبارات التى تأتينا فجأة.. أكتب عن الداعية الإماراتى الشيخ وسيم يوسف الذى استدعاه الطبيب ليخبره بأن التحاليل والفحوصات أظهرت إصابته بسرطان ساركوما وهو واحد من أبشع وأندر أنواع السرطانات.
والداعية وسيم يوسف كتب يقول بعد أن علم بأن أيام العمر قد أصبحت معدودة وأن ساعة اللقاء قد اقتربت «جميل أن يبعث الله عز وجل لك رسالة لكى تجهز رحالك وحتى تستعد لأن تلاقى الله وأن تشد عضدك بالله وحتى تبحر فى طاعة الله».
ويا الله يا شيخ وسيم.. يا الله حين نكون دائماً وأبداً على استعداد لملاقاة الخالق، يا الله حين نبحر فى طاعة الله بالخير بالصدق بالحق بالفضيلة.. يا الله حين نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله.. يا الله عندما نضع نصب أعيننا دائماً أننا نبحر فى ملكوت الله وأن الطاعة هى لله.. وشفاك الله وعافاك يا شيخ وسيم فأنت تبحر فى ضيافة الخالق البارئ المصور الذى إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، فسبحان الله والحمد لله.
>>>
وأصطحبكم فى جولة فى مساجد مصر.. فى أجمل مشهد فى مصر.. فى أيام رمضان المباركة.. أصطحبكم إلى المساجد العامرة بآلاف من المصلين لتأدية صلاة التراويح.. شيوخاً وشباباً وأطفالاً ونساء.. قلوب خاشعة عامرة بالإيمان جاءت تبحث وتلتمس الرحمة والمغفرة.. جاءت ترفع أكف التضرع بالدعاء.. جاءت تستعيد توازنها وسلامها النفسى الداخلى مع الصلاة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.. جاءت بنور الإيمان إلى مساجد مصر التى تحمينا.. مساجد مصر التى تؤوينا.. مساجد مصر التى هى حصن الأمان والاستقرار وحماية المجتمع.. مساجد مصر التى هى مجالسنا ومدارسنا.. وروح شعب مصر.. مساجد مصر العامرة بالقلوب المؤمنة الخاشعة التى تمثل حائط الصد ضد الذين يحاولون طمس معالم هوية هذا الشعب وثوابته الدينية وعاداته وتقاليده التى هى جزء أصيل من الشخصية المصرية.. حفظ الله مصر.
>>>
وعندما نتحدث عن الخير.. نتحدث أيضاً عن الأمل.. عن الثقة بأن القادم أفضل.. عن الثقة من أنه بعد العسر يسر.. عن تفاؤلنا بمستقبل مصر وبقدرتنا على تخطى الصعاب.. وأتحدث فى ذلك عن التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى يتيح بمقتضاه رفع قيمة القرض من ثلاثة مليارات إلى ثمانية مليارات دولار بعد مراجعات ومراجعات بين الصندوق والحكومة المصرية حول إجراءات وخطوات المسار الاقتصادي.
وصندوق النقد وافق على الزيادة فى ضوء زيادة التدفقات من الأموال على مصر بعد توقيع اتفاق رأس الحكمة وفى ضوء الخطوات الاقتصادية المصرية الأخيرة.. وفى ضوء أن هذه هى مصر.. البلد الذى يقلب كل التوقعات دائماً.. البلد الذى يقود ولا يقاد مهما كانت الظروف والتحديات.
>>>
وتعالوا نذهب إلى مصرى فى إنجلترا أصبح حديثاً للمجتمع البريطانى بعد أن نال وسام الفرنسية.. والمصرى هو الملياردير محمد منصور الذى شغل من قبل منصب وزير النقل فى عهد مبارك.. منصور الذى يعتبر واحداً من أهم رجال الأعمال فى بريطانيا يترأس شركة هامة للاستثمار هى شركة «مان كابيتال» وهو أيضاً أمين الخزانة فى حزب المحافظين البريطانى الحاكم وواحد من أكبر المتبرعين للحزب.
وعندما نتحدث عن منصور فإننا نسعد بأى إنجاز يحققه واحد من أبناء الوطن خارج الحدود أياً كانت مواقفه أو اتجاهاته أو حتى خلفياته وماضيه.. منصور هو أحد أبناء مصر من الذين يثبتون أن العقول المصرية قادرة على النجاح والتميز فى كل مكان وتحت أى ضغوط.
>>>
وخارج الحدود نتحدث أيضاً عن المؤامرة على غزة والهجوم الذى يتم التحضير له على مدينة رفح.. وأتحدث فى ذلك عن ما نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية التى أكدت أن إدارة الرئيس جو بايدن قد أعطت موافقتها على نقل طائرات مقاتلة وقنابل بمليارات الدولارات إلى إسرائيل رغم أن واشنطن على قناعة بأن هجوم إسرائيل على رفح يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين..!! ويحدث هذا وسط أنباء عن خلافات «وهمية» بين إسرائيل وأمريكا حول اقتحام رفح..! أمريكا هى إسرائيل وإسرائيل هى أمريكا.. وأى حديث عن تضارب فى المصالح هو ضحك على الذقون..!
>>>
ونعيش ذكرى رحيل أسطورة الغناء العربى عبدالحليم حافظ الذى رحل عن دنيانا قبل سبعة وأربعين عاماً بعد صراع طويل مع البلهارسيا التى أصابت الكبد بالتليف.. وعندما نتحدث عن حليم نتحدث عن الإبداع الذى خرج من رحم المعاناة.. نتحدث عن الفنان الذى كان قصة حب مصرية خالصة على أرض النيل.. ونتذكر نحن جيل عبدالحليم عندما عشنا معه أجمل أيام الشباب.. وكيف كنا نتعامل معه فى رحلة الآلام وهو يغنى من كلمات محمد حمزة ومن ألحان العبقرى بليغ حمدي.. الليل فى أحضان الهموم.. لا فيه قمر ولا فيه نجوم، ومشيت مشيت وطالت خطوتى والريح جريح.. الريح جريح فى سكتي.. يا رحلة الآلام يا عمرى بالأيام، ماشى فى طريق من كام سنة ماشى فى طريق، تعب الطريق ما تعبت أنا تعب الطريق، وبصبر نفسى وبدوس على يأسي، وبدوب حيرتى مع طلعة شمس، وأتوه أتوه وسط الزحام وأكمل.. أكمل رحلة الأيام..!
>>>
ويارب.. فى هذه الأيام الطيبة اجعلنا أسعد خلقك، وأقرب عبادك إليك، واغفر لنا ما مضى وأصلح لنا ما بقي، إننا نخاف فآمنا ونتعثر فأقمنا، ونحاول فأوصلنا.