ويبقى السؤال الكبير.. الحائر فى واشنطن.. وحتى تل أبيب: ما هى قيمة إسرائيل.. بالنسبة للاستراتيجية الكونية الأمريكية الجديدة فى القرن الحادى والعشرين؟!
الاستراتيجية الأمريكية تتغير.. فى الاتجاهات والأهداف.. وحتى فى المصالح الاستراتيجية الأساسية.
ويبقى السؤال بلا إجابة: ما تأثير ذلك على وجود وبقاء دولة اسرائيل بالشرق الاوسط.. فى الحاضر والمستقبل؟!
> ماذا يمكن أن يحدث لإرسرائيل حين تتخذ الولايات المتحدة القرار الاستراتيجى الحاسم بانسحاب الجيوش الامريكية من قواعدها حول العالم.. وتحتشد فى قواعدها الجديدة.. داخل الاراضى الأمريكية فى نصف الكرة الغربى؟!
> ماذا يمكن ان يحدث لإسرائيل فى عصر الانتشار النووى الواسع لدى حلفاء أمريكا فى ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.. وليس لدى إيران فقط.
> ماذا يمكن ان يحدث فى هذا العالم.. فى عصر انفراد الولايات المتحدة بعسكرة القضاء.. ونشر اسلحة فضائية استراتيجية فى الفضاء لحماية الاراضى الامريكية والمصالح الامريكية؟!
> الانباء القادمة من واشنطن تعطى صوراً متعارضة ومتناقضة خصوصا إذا تعلق الأمر بإسرائيل.
> فقد انتشرت حالة واسعة من العداء لإسرائيل داخل الجامعات الامريكية والكندية والأوروبية.. وهناك انحياز واضح لدى اغلبية الرأى العام الأمريكى والاوروبى للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.. ورفض إدانة تامة لجرائم الحرب التى ترتكبها اسرائيل فى قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.
> وتقصف اسرائيل ذلك بأنها حملة العداء والكراهية لليهود والعداء والكراهية للسامية.
> وتختلف الصورة تماما فى أوساط مؤسسة الامن القومى الامريكى.. حيث يتمتع اللوبى الإسرائيلى وجماعات الضغط الصهيونية بنفوذ واسع وسيطرة كاملة وقد وقف اللوبى الإسرائيلى الصهيونى ضد تعيين الجنرال الامريكى السابق دانيل ديفيز فى منصب نائب مدير الجهاز القومى للمخابرات الامريكية لشئون المهام المتكاملة.
> وقد تم طرد وحرمان دانيل ديفيز من هذا المنصب الرفيع فى المخابرات الامريكية لانه كتب مقالات فى الصحف الامريكية يتهم فيها اسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. وان ما يقوم به الجيش الاسرائيلى هو حملة عسكرية واسعة للتطهير العرقى فى قطاع غزة وفى مدن وقرى الضفة الغربية.
> وفى باريس اكد بيرآسولين لصحيفة لوفيجارو.. ان الاسرائيليين يقولون إنه لو حدث وتعرضوا للهزيمة فى حرب واحدة فسوف يتم القاؤهم جميعا فى البحر اضاف ان اسرائيل فى الواقع عبارة عن دولة فى حالة حرب دائمة لا تتوقف.. ولن تنتهى.. وهذا ما يؤكده الإسرائيليون دائما.. خصوصا جنرالات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
> ويبقى السؤال حائرا فى الشرق الأوسط.. حيث اقيمت دولة اسرائيل فى فلسطين فى قلب «جغرافيا الحرب».. فى جزيرة العالم الكبرى آسيا وأوروبا وافريقيا نعم ماذا عن اسرائيل اصغر قوة للغزو والاحتلال فى الشرق الاوسط.. وفى العالم؟!
> من الواضح ان اسرائيل ترى انها تستعصى على الانكسار.. مادامت الولايات المتحدة الاميريكية امبراطورية كونية تستعصى على الانكسار!! ويقال حاليا فى واشنطن ان امريكا يمكن ان تتعرض للاستنزاف او حتى الهزيمة فى الحرب.. لكنها حتى الان.. تستعصى على الانكسار والسقوط!!
> ومازال صهاينة تل أبيب يرون ان اسرائيل داخل حدود 1945 مجرد بداية.. ونواة لإسرائيل الكبرى التى خطط لها تيودر هيرتزل وحكماء صهيون فى أواخر القرن الـ 19.
> وتبدو اسرائيل حاليا مأخوذة بالحرب.. بل وتهدد بالحرب.. ليس فقط ضد إيران او حماس وحزب الله.. بل ضد سوريا صحف تل ابيب تطالب بضرورة ان تبقى الأراضى السورية من الجولان حتى جنوب دمشق منطقة منزوعة السلاح.. وتهدد إسرائيل حاليا بالتدخل العسكرى إلى جانب الدروز.. ضد الجيش السورى وهناك ضوء اخضر من واشنطن لكل ذلك.
> من الواضح ان هذا هو عصر القوة.. وحق القوة.. وليس قوة الحق.. ولا وجود فى هذا العصر إلا للأقوياء فقط.
أو القوى على حق دائما.. هكذا يقولون الآن فى واشنطن.
> وتعترف صحف تل ابيب بأن اتفاقية السلام مع مصر هى حجر الاساس للأمن والاستقرار فى الشرق الاوسط على مدى 45 عاما.
وحتى الان يؤكد الاسرائيلى باكوف اكاتز ان اسرائيل تنظر دائما لاتفاقية السلام مع مصر على انها امر لا يمكن المساس به.
ويعترف كاتز بأن سيطرة اسرائيل على ممر فلاديلفى فى غزة ادى إلى توتر فى العلاقات بين الجانبين.
> وقد اعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى اكثر من مرة ان السلام هو الخيار الاستراتيجى لمصر والدول العربية ومصر بطبيعتها ملتزمة بالسلام القائم على العدل والسلام الذى تعترف به مصر هو السلام الذى يستند إلى القوة.. والقوات المسلحة المصرية هى مظلة الحماية لمصر.. والوطن والارض والوجود.. والحدود.
> وفى حديث شامل مع الكاتب الكبير احمد ايوب وشريف عبدالحميد المحرر الدبلوماسى للجمهورية.. اكد د. بدر عبدالعاطى وزير الخارجية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حدد أسس التحرك الدبلوماسى لمصر القائم على التوازن الاستراتيجى.. وان المهمة الرئيسية للدبلوماسية المصرية هى حماية المصالح العليا لمصر.
> وبعد زيارته لواشنطن اكد وزير الخارجية وجود تقدير كامل من جانب ادارة الرئيس الامريكى ترامب.. للرئيس السيسى كرجل دولة وقيادة عظيمة ومحورية.. يسعى دائما من اجل تحقيق السلام والامن والاستقرار فى هذه المنطقة المضطربة من العالم.
> واوضح الدكتور بدر عبدالعاطى ان الخطة المصرية التفصيلية لإعادة الإعمار فى غزة تحظى بتقدير ودعم وتأييد اقليمى وعالمى.. وان المؤتمر الدولى لاعادة اعمار غزة سوف ينعقد فى نهاية ابريل القادم.
> وقد اعترفت صحيفة واشنطن بوست الامريكية بأن الخطة المصرية لإعادة اعمار غزة.. هى البديل العملى والعقلانى الوحيد على الطاولة.. وعلى امريكا ان تتعامل مع هذه الخطة المصرية بالجدية الواجبة.
> أكد الكاتب الامريكى الكبير توماس واريك أن الخطة المصرية لاعمار قطاع غزة.. تفصيلية وتجيب على كل الاسئلة.. وترفع من فوق مائدة التفاوض أية محاولة للتفكير او التخطيط لترحيل وتهجير ابناء الشعب الفلسطينى من ارضهم فى قطاع غزة.
> صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية هى التى ادعت فى البداية ان الخطة المصرية «فخ قاتل لإسرائيل.. وضد المصالح الامريكية»!! وقالت إن الخطة المصرية تهدد امن اسرائيل وتقوض المصالح الاستراتيجية الامريكية لانها ترفض خطة ترامب لتهجير ابناء غزة واقامة ريفييرا الشرق الاوسط.
> وهذا هو فى الواقع التفكير التقليدى لصهاينة تل ابيب.. وافكار اسرائيل.. دولة الحرب والغزو والاحتلال والاستيطان.
> اليوم وجدنا امريكا تتراجع.. واسرائيل تتراجع امام مصداقية الخطة المصرية التفصيلية لاعادة الاعمار فى غزة بدون تهجير لفلسطينى واحد وهى فى الواقع اصبحت خطة عربية واسلامية تؤيدها الأمم المتحدة والدول الكبرى فى اوروبا.. فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واعلنت الصين تأييدها للخطة المصرية وطالبت العالم بالتركيز على حل الدولتين وضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
> وفى البيت الابيض حدثت مفاجأة وأعلن الرئيس الامريكى ترامب انه لن يقوم أى أحد بطرد أى فلسطينى من غزة وقد رحبت الخارجية المصرية بتصريحات ترامب.
> واخيراً.. تراجعت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية .. واعترفت بأن استراتيجية مصر لقطاع غزة تنطوى على خطة جريئة لإعادة الاعمار.
> واعترف الاسرائيلى نيفيل تيلر بأن مصر تقوم بدور مركزى فى جهود الوساطة من اجل وقف اطلاق النار والافراج عن الرهائن ومصر فى الواقع قوية بما يكفى اقليميا وعربيا وقامت بوضع خطة شاملة لاعادة البناء والاعمار فى غزة تتكلف 53 مليار دولار وتحظى الخطة بتأييد ودعم هائل من العالم العربى والاسلامى والحكومات الغربية ومن الامم المتحدة والصين.
> وقال نيفيل تيلر إن مصر تقدمت بخطة بديلة ذات مصداقية حقيقية.. لخطة ترامب.. التى رفضتها مصر رفضا تاما وقالت لا واضحة وزاعقة لترحيل او تهجير ابناء الشعب الفلسطينى من ارضهم فى غزة.
> واكد الإسرائيلى نيفيل تيلر أن مصر هى الآن القوة الاقليمية التى تقوم بتشكيل الرد الاقليمى للأزمة فى قطاع غزة.. وتضع نفسها فى مقدمة الدبلوماسية الاقليمية.. بما يؤكد من جديد انها القوة القيادية والفاعل الرئيسى فى تقرير مستقبل غزة ومستقبل الاستقرار الواسع فى الشرق الاوسط.
> وقالت ليزا أندرسون استاذ العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا.. والرئيس السابق للجامعة الامريكية بالقاهرة.. إن الخطة المصرية لاعادة البناء والإعمار فى قطاع غزة هى خطة الوعد والامل فقد كان من المستحيل ان يقبل العالم العربى ومصر بالذات بخطة دونالد ترامب لاقامة ريفيرا الشرق الاوسط.. ومن الطبيعى ان يرى العرب فى خطة ترامب جريمة تطهير عرقى واضحة.
> اوضحت ليزا أندرسون ان مصر اوضحت من جديد كيف يمكنها ان تصنع السلام.. وكيف تقوم بدورها القيادى فى العالم العربى.
> هكذا كشفت مصر فى الرابع من مارس الحالى امام القمة العربية الطارئة بالقاهرة ان لدينا رؤية شاملة لاعادة بناء وتعمير قطاع غزة.. مع استمرار بقاء ابناء الشعب الفلسطينى فى أرضهم.
