اتفق علماء الاجتماع منذ زمن طويل مع نظرائهم علماء التربية والاقتصاد والسياسة على أن ثمة عناصر أساسية تشكل شخصية الإنسان وتنمى مواهبه وإدراكاته : مثل الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة باعتبارها الكيان الروحى الذى يفترض أنه يؤثر تأثيرا إيجابيا فى حياة الإنسان منذ ولادته وحتى بلوغه نهاية العمر.
>>>
ودعونا نكن صرحاء مع أنفسنا ونعتبر أن الأسرة للأسف لم يعد لها وجود فى حياة البشر لأسباب عديدة أهمها التكلفة الاقتصادية وزيادة نسب الطلاق التى باتت تمثل أسلحة تفتك بالفرد والجماعة فى آن واحد.
>>>
على الجانب المقابل فإنى شخصيا ألحظ أن أئمة المساجد الآن طالتهم أيادى التطوير والتغيير وحسن المظهر.
إمام المسجد أراه أمامى وهو يرتدى ملابس أنيقة ونظيفة ويتحدث لغة سهلة يستوعبها المواطن العادى دون تزيد أو مغالاة وهنا أرجع إلى تصريحات وزير الأوقاف السابق مختار جمعة التى قال فيها إن الإمام الذى يحمل الدكتوراه أصبح يتقاضى نحو 15 ألف جنيه شهريا بعد أن كان مرتبه لا يتعدى الأربعة أو الخمسة آلاف.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد تعددت مراكز التدريب والمتابعة للتأكد من فصاحة إمام المسجد وبُعده عن التطرف بكافة أشكاله وأنواعه.
لكن هل العامل المادى هو المؤثر فقط؟ والإجابة لا بالطبع بل إذا تحسنت معيشة إمام المسجد فسوف ينعكس ذلك على شخصيته وسلوكه وطريقة مخاطبته للجماهير.
ولعلها مناسبة لكى أطالب منتجى ومخرجى المسلسلات والأفلام بأن يغيروا من طرائق إظهار إمام المسجد فى صور كاريكاتورية لا تليق بالمسجد ولا بالدين وأيضا بالحقيقة الواقعة الآن.
>>>
تتبقى نقطة أساسية فى هذا المجال حيث ينبغى على إمام المسجد «المعدل» ألا يأتى متأخرا وبعد مرور ما يقرب من 10 أو 15 دقيقة على أذان الجمعة فالمصلون يجلسون وهم يتململون بل ومستاءون من انتظارهم رغما عنهم لا لشيء إلا لأن فضيلة الإمام مشغول..!
>>>
على أى حال لن تمر مدة زمنية قصيرة إلا ووجدنا أن كل مساجد مصر تعكس القيم كل القيم والمعانى كافة المعانى والفضائل بشتى ألوانها وأشكالها.
وكل عام وأنتم ورمضان بألف خير.