تستحق القمة العربية الطارئة التى عُقدت فى القاهرة الثلاثاء الماضى أن يطلق عليها قمة فلسطين لأنها تعقد فى ظل ظروف استثنائية معقدة وعدوان إسرائيلى يستهدف الوجود الفلسطينى بشكل غير مسبوق فى التاريخ مدعوما برؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى لا يؤمن إلا بمعايير القوة والتوحش من أجل حماية مواشيه.
مثلت القمة العربية التى دعت لها مصر حائط الصد القوى ضد الابتزاز الإسرائيلى والضغوط الأمريكية التى خطط لها النتن ياهو رئيس أكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفا مع تصاعد التيار اليمينى فى الكيان الإسرائيلى الذى يعتقد انه آن الأوان لتحقيق أوهام إسرائيل الكبرى وإنهاء القضية الفلسطينية واستكمال جريمة طرد الشعب الفلسطينى التى بدأت منذ 1948 والتى تمكنوا فيها من اقتطاع أكثر من 70 ٪ من أرض فلسطين ويريدون استكمال جريمتهم بعد عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى غزة ونفذت ضد قطاع غزة أكثر الحروب همجية ودموية صمد فيها الفلسطينيون صمودا اسطوريا ونفذت المقاومة تكتيكات مؤلمة لن ينساها ولو بعد مئات السنين.
مصر التى بذلت الكثير والكثير من اجل القضية الفلسطينية قدمت رؤية محكمة لإعادة إعمار غزة بدون اى تهجير للفلسطينيين تتم على مراحل وتنتهى خلال سنوات محدودة تحفظ لهم حقوقهم فى أرضهم وتاريخهم، وتحقق لهم ما يريدون من حياة كريمة، لكن الرئيس الذى قدمت بلاده قنابل وصواريخ وطائرات قتلت أكثر من 50 ألف فلسطينى يتحدث عن خطط غير واقعية أو منطقية لإعمار قطاع غزة بعد تفريغه تماما من سكانه وتحويله إلى منطقة استثمارية وريفيرا عالمية يعود لها الفلسطينيون لاحقا بعد انتهاء العمل.
تعتمد الخطة المصرية على إعادة إعمار قطاع غزة على مراحل لا تتعدى الخمس سنوات تضمن للشعب الفلسطينى استمراره فى أرضه دون أى تهجير وذلك تمهيدًا لإعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية فلا حل بدون اعلان الدولتين وهذا ما يضمن الأمن لكلا الطرفين.
الرئيس الامريكى عليه أن يعلم أن الشعوب العربية فى تلك المرحلة الفاصلة مرابطة فى ظهور قادتها فى مسألة فلسطين باعتبارها قضيتهم الأولى والتاريخية وأن المساس بها والمسجد الأقصى خط أحمر سيجر عليهم ويلات لن تنتهى وقادرة على الوقوف والصمود والمواجهة بما ما لا تتحمله إسرائيل ولا امريكا نفسها وعلى استعداد لأن تقدم الغالى والنفيس من أجل كبح جماح الأوهام الإسرائيلية الساعية إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط وطرد الشعب الفلسطينى من أرضه.