قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس إن موسكو ستعتبر نشر قوات حفظ سلام أوروبية فى أوكرانيا مشاركة رسمية لقوات حلف شمال الأطلنطى «ناتو» فى الحرب ضد روسيا. وطرح عدد من الزعماء الأوروبيين فكرة إرسال قوة أوروبية لحفظ السلام إلى أوكرانيا، بعد أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف، قوله إن موسكو لا ترى «أى مجال للتسوية» حول نشر قوات أوروبية لحفظ السلام فى أوكرانيا.
وقال: «لا نرى أى مجال للتسوية. هذا النقاش «حول نشر قوات أوروبية» يجرى بهدف عدائى واضح» تجاه روسيا.
ومن جهة أخري، أوضح لافروف أن حديث الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن الحماية النووية «يشكل تهديدا لروسيا».
وكان لافروف يعلق على خطاب ألقاه ماكرون، الأربعاء، قال فيه إنه يبحث وضع حلفاء أوروبيين تحت حماية الترسانة النووية الفرنسية.
وأضاف وزير الخارجية الروسي: «إذا كان «ماكرون» يعتبرنا تهديدا ويعقد اجتماعا لرؤساء هيئات الأركان لدول أوروبية وبريطانيا ويقول إن من الضرورى استخدام أسلحة نووية ويستعد لاستخدام أسلحة نووية ضد روسيا، فهذا بالطبع تهديد».
فى السياق، يناقش قادة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل بحضور الرئيس الأوكرانى زيلينسكى خطط إعادة التسلح، وتشكيل مجلس خاص بشأن الدفاع، وكيفية دعم الاتحاد الأوروبى لكييف فى مواجهة إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترمب بتعليق المساعدات لأوكرانيا.ودعا زيلينسكى إلى مواصلة الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، غداة «نجاة» عمال أجانب من ضربة روسية استهدفت فندقا كانوا فيه فى كريفيى ريج.
وقال زيلينسكى على منصة إكس «يجب ألا يكون هناك أى وقف للضغوط على روسيا لإنهاء هذه الحرب»، موضحا من جهة أخرى أنه «قبل الهجوم مباشرة، دخل متطوعون من منظمة إنسانية، مواطنون من أوكرانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الفندق».
بدوره، قال وزير الجيوش الفرنسى سيباستيان لوكورنو إن فرنسا تقدم معلومات استخباراتية عسكرية لأوكرانيا، بعدما أعلنت واشنطن الأربعاء تجميد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، فى قرار قد يقوض قدرة كييف على الدفاع عن نفسها بوجه الغزو الروسي.
وأوضح لوكورنو لإذاعة فرانس إنتر «استخباراتنا سيادية.. بقدرات تخصّنا. نحن ننقلها إلى الأوكرانيين للاستفادة منها».
على صعيد آخر، لا يزال وقع الخلاف بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الأوكرانى فولوديمير زيلنيسكي، فى البيت الأبيض، قائما إثر المشادة الكلامية بينهما، ما دفع واشنطن لتكثيف جهودها بحثا عن خليفة للرئيس الأوكراني، والضغط عليه للتنحي، وهما ما دفع حلفاء ترامب لعقد محادثات سرية مع معارضى زيلينسكى فى أوكرانيا.
أجرى أربعة من كبار المقربين من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مناقشات سرية فى كييف مع أبرز المعارضين السياسيين لزيلينسكي، فى الوقت الذى تتلاقى فيه رغبة واشنطن مع موسكو فى السعى إلى إخراج الرئيس الأوكرانى من منصبه، بحسب «بوليتيكو» الأمريكية.
وشملت المحادثات زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة، وأعضاء كبار فى حزب بيترو بوروشينكو، سلف زيلينسكى المباشر فى الرئاسة.
تركزت المناقشات حول ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على عقد انتخابات رئاسية سريعة، وقد تم تأجيل هذه الانتخابات وفقا لدستور البلاد لأن أوكرانيا لا تزال تحت الأحكام العرفية.
ويقول منتقدو إجراء الانتخابات إنها قد تكون فوضوية وتصب فى مصلحة روسيا، حيث يخدم العديد من الناخبين المحتملين فى الخطوط الأمامية أو يعيشون فى الخارج كلاجئين.
ويعول مساعدو ترامب على أن زيلينسكى سيخسر أى تصويت بسبب إرهاق الحرب والإحباط العام إزاء الفساد المستشري، على الرغم من أن شعبية زيلنيسكى انتعشت فى أعقاب مشاجرة المكتب البيضاوى الأسبوع الماضي، والتى تعرض فيها لتوبيخ شديد من الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دى فانس.
ورغم التقارير التى تشير إلى تحدث الأمريكيين مع معارضى الرئيس الأوكراني، أكد أن وزير التجارة هوارد لوتنيك أن الرئيس دونالد ترامب لا يتدخل فى السياسة الأوكرانية، مضيفا أن كل ما يريده ترامب هو شريك للسلام، غير أنه مرارا اتهم الرئيس الأمريكي، زيلينسكى بأنه «دكتاتور بلا انتخابات»، بينما اتهمت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسى جابارد كييف زورا بإلغاء الانتخابات.
ويُظهر أحدث استطلاع للرأى أجرته مؤسسة «سورفيشن» البريطانية هذا الأسبوع بعد الخلاف فى البيت الأبيض، أن زيلينسكى لا يزال متقدما بشكل مريح فى السباق إلى الرئاسة، إذ قال 44٪ إنهم سيدعمون زيلينسكى للرئاسة.
ويتخلف أقرب منافس للرئيس الأوكرانى بأكثر من 20 نقطة مئوية، هو فاليرى زالوجني، القائد السابق للجيش وسفير أوكرانيا الحالى فى بريطانيا، ولم يحظ رجل الأعمال الأوكرانى بترو بوروشينكو، المعروف باسم ملك الشوكولاتة بسبب إمبراطورتيه فى صناعة الحلويات، سوى 10٪، أما زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو فقد حصلت على 5.7٪ فقط.