«ولاد الشمس» .. «وتقابل حبيب» .. و«قلبى ومفتاحه» .. أعمال جيدة فى الشهر الفضيل
وبدأت الشاشات التليفزيونية المصرية رحلة جديدة مع شهر رمضان الكريم، ،الذى أصبح شهر الفرجة الأهم منذ أربعة عقود تقريبا، وشهر اكتشاف نجوم الفن فى الكتابة والاخراج والتمثيل وكل عناصر العمل الدرامي، فى هذا العام تم الإعلان عن انتاج حوالى 40 مسلسلا أغلبها مكون من 15 حلقة، ولأن شركات الانتاج متعددة، إلا أن الغريب هو عدم إعلان بعض القنوات عن أعمالها الجديدة للجمهور وكأنها فى بلد آخر، ومع ذلك فإن كثرة العدد ليست المقياس الاهم لما يعرض علينا، والمفترض أنه يملأ وقتنا، ولكن المقياس الأهم هو الجودة، وان ترى مسلسلا يطرح عليك فكرة او موقف جديد فى الحياة لكنه لم يقدم دراميا، وهذا مثلا ما رأيناه من الحلقة الاولى لمسلسل «قلبى ومفتاحه» للمخرج تامر محسن وبمشاركة مها الوزير ككاتبة معه، فهو عمل يتعرض للحياة التى تبدو آمنة من بعيد بالنسبة لبطل العمل «آسر ياسين» خريج الهندسة الذى لم يجد عملا فيقرر العمل سائق وحين يلتقى مصادفة بامرأة تطلب منه، بعد أول توصيلة، الزواج، يصاب بصدمة ثم فرحة ثم استعداد للزواج يضيع بعد ان يصاب بصدمات أخري، بعد دقائق من الزواج، تصل لدرجة طلبها الطلاق منه، وتتركه فى الليلة الأولى يكلم نفسه، ويبحث عن مخرج فى نهاية الحلقة الثالثة، فما الذى سوف يحدث له؟، ولها؟ فى عمل جاذب بكل ما يتضمنه من احداث ومواقف، وحوار قليل، وأماكن معبرة عن الشوارع والحارات تضيق وتتسع وفقا للفكرة والسيناريو، ،ومن جانب آخر، يأخذنا مسلسل «ولاد الشمس» للكاتب محمود عزت والمخرج عصام عبد الحميد الى عالم آخر، موجود لكننا لا نعرفه جيدا لرجل يتباهى بأنه صاحب بيت يأوى الأيتام والذين ينادونه بابا «محمود حميدة» لكن الأمور تتغير حين يكبر بعضهم، ويبدأ فى البحث عن ذاته لدى الزملاء والمعارف، والإخوة معه، مع اكتشاف لصحفية مشاغبة ان «بابا» يستخدم «أولاده» فى تعبئة المخدرات، أما فى مسلسل «اشغال شاقة جدا» للكاتبان شيرين وخالد دياب والمخرج محمد دياب، فنحن أمام عائلة جديدة، صغيرة، تعيش اكتشافات الحياة المزعجة بداية من سلوك شغالة المنزل إلى فوضوية زميل العمل للزوج وتأثيرها على علاقاته فى عمل عن فوضى الحياة وتأثيرها الكبير على الكل.
من أشغال شاقة الى مقابلة الحبيب
ومن المهم هنا ان يفصح العمل الدرامى عن اتجاهه من الحلقة الاولى حتى يستطيع المشاهد التفاعل معه، أو البحث عن أعمال أخرى تلائمه وهو ما لا يحدث مع مسلسلات الأجزاء، وهذا هو الجزء الثانى من المسلسل، أما مسلسل «كامل العدد ٣» فى جزئه الثالث فيواصل طرح قضيته عن علاقة الأسرة ببعضها، وخاصة علاقة الام بالأبناء بعد ان كبروا وهى علاقة مهمة بشرط عدم المغالاة فى تقديمها كما نرى فى سلوك الام «دينا الشربينى» فى بعض مشاهد العمل الذى كتبته رنا ابو الريش ويسر طاهر وأخرجه خالد الحلفاوى ويطرح قضاياه هو وأشغال شاقة جدا بأسلوب كوميدى وخفة ظل واضحة، وهو ما يختلف عن أعمال اخرى تعرض فى نفس الوقت مثل مسلسل «وتقابل حبيب» تاليف عمرو محمود ياسين واخراج محمد الخبيرى والذى يفاجئنا فى الحلقة الاولى بلقاء زوجين وحبيبين فى مطعم مع أمرأة تعاملت بوقاحة معهما لنعرف بعدها انها زوجة اخرى لهذا الزوج الحبيب!، ومن الصعب، أو المستحيل بالطبع متابعة عشرين عملا دراميا، لكن هناك ملاحظة مهمة تخص الإعلانات التى استعادت قوتها، بل زادت عن زمان فى هذا الموسم، فلم تعد إعلانات الكومباوندات هى الأكثر عددا والأطول وقتا بل نافستها إعلانات المؤسسات العامة للدولة، التى لجأت إلى الاستعانة بنجوم التمثيل والغناءوالرقص لتقدم الجديد فى عملها وعلاقتها بالمواطن، وهو ما فعلته مؤسسة الضرائب المصرية من إعلانات تحث المواطن المشاهد على التعامل معها بعد ان سهلت له كل الإجراءات، هذاما يحدث الان ويقدم لنا نوعا من الدراما الواقعية التى تخاطبنا فيما يخصنا كأفراد فى التعامل مع مؤسسات الدولة وهو وما سوف يتزايد فى الايام القادمة.. ورمضان كريم.