مع دخول العدوان الإسرائيلى يومه الـ231 كثف الاحتلال قصفه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى ,وسط تدهورفى الوضع الإنسانى جراء تعنت سلطات الاحتلال واصرارها على اغلاق المعابر مما أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية وزيادة معاناة الفلسطينيين.
فى شمال القطاع استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، فى قصف طائرات الاحتلال الحربية لمنزل فى حى الفاخورة غرب مخيم جباليا، الذى يشهد سلسلة غارات عنيفة منذ ايام.
واستشهد مواطنان فى قصف جوى لمنزل سكنى فى حى الشيخ رضوان شمال غزة. فيما أطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف على أحياء مختلفة من القطاع، منها أحياء الزيتون، وتل الهوا، والرمال الجنوبي، والصبرة، ومنطقة الشيخ عجلين.
فى الأثناء، تقدمت قوات الاحتلال نحو مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وحاصرت عددا من طواقمه الطبية والجرحي.
أما فى الجنوب، فقد حلّقت طائرات «كواد كابتر» فى محيط المستشفى الأوروبى شرق مدينة خان يونس، وتقدمت آليات الاحتلال العسكرية من المنطقة الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية باتجاه وسط المدينة على أطراف مخيم الشابورة، وسط قصف صاروخي، ومدفعي، وإطلاق ناركثيف.
وقالت مصادر طبية فى قطاع غزةإنّ قوات الاحتلال تتعمد إخراج المستشفيات عن الخدمة موضحة أنّ المحول الوحيد الذى يزود مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح بالكهرباء قد توقف، بسبب نفاد الوقود، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة، كون نحو 1.5 مليون شخص فى رفح الفلسطينية يعتمدون عليه.
كما حذرت من أن المستشفى الكويتى برفح الفلسطينية فى دائرة الخروج عن الخدمة، بفعل الاستهدافات اليومية.
من جانبها قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن نحو 900 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، موضحة أن النازحين توجهوا إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة، وتعانى من نقص حاد فى الخدمات.
من جانب اخر قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن فرص استعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة تتضاءل يوميا، ودعا الحكومة الإسرائيلية للقيام بكل ما من شأنه تأمين إطلاق سراحهم.
وتأتى تصريحات لبيد بعد إعلان جيش الاحتلال انتشال جثث 3 أسرى فى غزة بالتعاون مع الشاباك ووحدة ياهالوم.
على الصعيد الإنسانى واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبرى رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجارى جنوب قطاع غزة، لليوم الثامن عشر على التوالي، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب عدم تدفق الامدادات المنقذة لحياة المواطنين فى أنحاء متفرقة من القطاع.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من التأثير الكارثي، والوضع المزرى الذى يواجهه أطفال غزة، بسبب إغلاق المعابر التى تمر منها المساعدا، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة فى القطاع.
وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف، كاثرين راسل، إن «أطفال غزة لا يزالون يدفعون ثمنا كارثيا بسبب طرق المساعدات المغلقة، والعمليات العسكرية المكثفة، ما أدى إلى شلل المستشفى الوحيد فى شمال غزةالقادرعلى رعاية الخدج، فى إشارة إلى مستشفى كمال عدوان.
وأضافت راسل، أن أطفال غزة الذين نجوا من الحرب المتواصلة للشهر الثامن «معرضون بشكل متزايد لخطر الموت بسبب سوء التغذية والجفاف»، مشددة على أن سوء التغذية الحاد يمكن أن يؤدى إلى أضرار معرفية وجسدية دائمة لدى الأطفال الصغار».
واختتمت المسئولة الأممية حديثها بالقول «لا ينبغى أن يموت أى طفل من الجوع».
كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة، إذا لم تبدأ المساعدات فى دخول القطاع بكميات كبيرة.
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي، إن توزيع المواد الغذائية فى الجنوب متوقف باستثناء بعض المخزونات المحدودة التى يتم تقديمها للمطابخ المجتمعية لإعداد الوجبات الساخنة، معرباً عن الأمل فى العمل مع الشركاء كى يتم فتح المزيد من المطابخ المجتمعية فى مناطق، مثل خان يونس، التى تستضيف عددا كبيرا من نازحى رفح الفلسطينية.
وأوضح الناطق الإعلامى باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن نحو مليون لتر من الوقود دخل إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان على رفح الفلسطينية فى السادس من مايو الجاري.
وأضاف، أن «هذا يعنى أننا، فى المتوسط، نحصل على 29 ٪ فقط من مخصصات الوقود التى كنا سنحصل عليها بموجب الترتيبات المعمول بها قبل اجتياح رفح الفلسطينية «مما يزيد من عرقلة عمل المخابز، والمستشفيا، وآبار المياه وغيرها من البنية التحتية الحيوية».
بالتزامن قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه مع احتدام الحرب فى قطاع غزة، تدور فى الضفة الغربية حرب أخرى لا يلاحظها أحد.
وأضافت الوكالة الأممية أن العمليات العسكرية والدمار والفقر والقيود على الحركة بالضفة تولد الخوف فى أوساط اللاجئين الفلسطينيين، معتبرة أن المزيد من التصعيد سيجعل الحل السلمى أكثر بُعدا.
يذكر انه فى 5 من شهر مايو الجارى أغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح الفلسطينية، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية، والطبية، وفى السابع من الشهر ذاته، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطينى من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع، وما زالت تغلق المعبرين حتى اليوم، ما ينذر بتفاقم الكارثة الصحية والبيئية، بسبب عدم إدخال الوقود لجمع وترحيل النفايات.
على صعيد اخر حذر البنك الدولى أمس إن خطر الانهيار المالى للسلطة الفلسطينية يتزايد بعد تدهور وضعها المالى فى الأشهر الثلاثة الماضية.
وتوقع البنك الدولى أن يتضاعف العجز فى موازنة السلطة الفلسطينية خلال الأشهر المقبلة ليصل إلى 1.2 مليار دولار، محذرا من ازدياد خطر الانهيار المالى فى فلسطين.
وفى تقرير له، أشارالبنك إلى أن مصادر إيرادات السلطة الفلسطينية جفت إلى حد كبير بسبب الانخفاض الحاد فى التحويلات إليها وأيضا التراجع الهائل فى مستوى النشاط الاقتصادي.
وحتى نهاية عام 2023 وصلت الفجوة المالية بين حجم الإيرادات والمبالغ اللازمة لتمويل الإنفاق الحكومى إلى 682 مليون دولار.ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الفجوة فى الأشهر المقبلة إلى 1.2 مليار دولار، حسب البنك الدولي.
وأضاف البنك أن خيار التمويل الوحيد المتاح للسلطة الفلسطينية هو زيادة المساعدات الخارجية ما يؤدى إلى تراكم الديون الجديدة على الحكومة.
كما لفت إلى أنه تم فقدان ما يقرب من نصف مليون وظيفة فى الاقتصاد الفلسطينى منذ أكتوبر 2023 بواقع 200 ألف وظيفة فى قطاع غزة، و144 ألف وظيفة فى الضفة الغربية، و148 ألف وظيفة عبر الحدود من وإلى الضفة الغربية فى سوق العمل الإسرائيلية».
واختتم التقرير بأنه على الرغم من أن آفاق عام 2024 لا تزال غير مؤكدة، فمن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الفلسطينى بنسبة تتراوح بين 6.5 و9.6٪.