غزة غير قابلة للمساومة أو المقايضة
قد يكون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «شاطر» فى التجارة باعتبار أن هذا القطاع مجاله الذى يفهم فيه فالرجل أفصح فى بادئ الأمر عن نيته شراء قطاع غزة وإمتلاكه وتحويله إلى منتجع سياحى لا مثيل له فى الشرق الأوسط لكن المشكلة أن ترامب لم يخبرنا لمن سيدفع ثمن غزة هل لحركة حماس التى تدير القطاع أم السلطة الفلسطينية أم إلى إسرائيل باعتبارها تسيطر على القطاع وضع يد؟!.. وترامب طبعا لأنه تاجر شاطر سيعتبر إسرائيل هى المالك الفعلى للقطاع وباسلوبه المعتاد الذى يأخذ ولا يعطى وعلى طريقته مع أوكرانيا التى يطالبها بدفع 300 مليار دولار ثمن مساعدات واشنطن لها قد يتعامل مع إسرائيل بنفس الإسلوب ويعتبر ثمن غزة دفعته أمريكا مقدما فى صورة المساعدات التى تقدمها واشنطن لتل أبيب كل عام ليحصل على غزة فى النهاية دون أن يدفع دولارا واحدا.. شطارة.
لكن إذا كان الرئيس ترامب شاطر فى التجارة فهو «ضعيف » فى السياسة لأن غزة ليست معروضة أصلا للبيع لأنها ليست ملك شخص أو شركة وإنما هى ملك شعب متمسك بأرضه ودفع الثمن غاليا ليس بالمال الذى يفهمه ترامب وإنما بدم وأرواح عشرات الآلاف من الشهداء وبالتالى غزة غير قابلة للمساومة أو المقايضة ويبدو أن هناك من نبه ترامب إلى هذا الأمر لينفى فى اليوم التالى عزمه شراء غزة لكنه فى نفس الوقت كرر كلامه عن إدارة القطاع بعد تهجير الفلسطينيين ليعيشوا فى أمان فى مكان آخر غير غزة مواصلا الضغط على مصر والأردن ومهددا بوقف المساعدات الأمريكية للبلدين.
حد يقول حاجة للرئيس ترامب الذى يبدو أنه لا يدرك أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا والتى تمثل حجر الزاوية لاستقرار المنطقة.. ويبدو أن ترامب أيضا لا يدرك أهمية مصر وتاريخ مصر التى لا تخيفها الضغوط ولا التهديدات أيا كان نوعها سواء بالتلويح بقطع المعونة العسكرية أو أى شئ آخر فما بال ترامب وأن الضغط الذى يمارسه على مصر هدفه مشبوه ومخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية خاصة وأن مصر سبق وأعلنت منذ بداية حرب غزة رفضها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وهو موقف مصرى رسمى وشعبى لا تراجع فيه ولا تراجع عنه.. حد يقول حاجة لترامب؟
إذا كان الرئيس الأمريكى مشغول حقا بإعادة إعمار غزة وصعبان عليه عيشة «الفلسطينيين» وسط الدمار فنحن العرب لا نريدها ريفييرا كما يتخيل نريدها فقط غزة التى هى جزء أصيل من الدولة الفلسطينية التى يريد هو ونتنياهو محوها من على الخريطة ومن سجلات والتاريخ بجد حد يقول حاجة لترامب؟!