مثّل عام 2024 محطة محورية ضمن جهود تبادل الخبرات والتأهيل وبناء القدرات بين مصر واليابان، وشهد قفزة ملحوظة في معدلات التدريب وورش العمل لكل من كوادر القطاعين العام والخاص بمصر بمختلف درجاتهم وتخصصاتهم، وكانت فرصة جيدة للمعايشة مع التجربة اليابانية الاستثنائية في شتى المجالات وبالأخص الصناعة وإدارة الأعمال والتعليم والصحة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكذا الاطلاع عن كثب على فلسفة العمل الفريدة من نوعها باليابان، والاستفادة من هذه التجارب ونقلها إلى الكيانات التابعين لها.
وأفرد عام 2024 العديد من نماذج التعاون وتبادل الخبرات الناجحة ليصل إجمالي عدد من شاركوا في برامج التعاون والتأهيل والتدريب هذا العام فقط أكثر من 500 مُتدرب، وذلك في مجالات مختلفة لتنمية المهارات تشمل الصناعة، وجذب الاستثمارات، والنقل، والبنية التحتية، والموانئ، وتخطيط المدن والنقل، وإدارة المتاحف، والصحة وإدارة المنشآت الصحية، ونُظم التأمين الصحي الشامل، وإدارة الموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، والأمن، وتأهيل المُدرسين، وغيرها من المجالات وفقاً للمتطلبات الوطنية.
كما شهد عام 2024 نقلة نوعية في برامج التعاون وتبادل الخبرات، إذ تم توسيع مجالات التدريب مع اليابان واستحداث موضوعات مستجدة لتكون أكثر اتساقاً مع توجهات الدولة للاستفادة المتبادلة والتعاون لمواءمة التطورات في المجالات الحيوية بما يُدعم جهود الدولة للارتقاء إلى المستويات الدولية المعروفة في بيئة العمل، حيث شملت موضوعات التكنولوجيا، والرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، والطاقة النظيفة والمتجددة.
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى تعدد أطر التعاون في مجال تبادل الخبرات وبناء القدرات بين مصر واليابان، ويأتي على رأسها مُبادرة التعليم المصرية اليابانية EJEP التي تم إقرارها على مستوى القيادة السياسة بالدولتين عام 2016، بالإضافة إلى التعاون القائم مع وكالة اليابان للتعاون الدولي “جايكا”، وبرنامج “تنمية الكوادر البشرية” HRDP، و”جمعية التعاون الفني الخارجي والشراكات المستدامة” AOTS، بالإضافة إلى البرامج التي يتم تدشينها خصيصاً لمصر وفقاً للاحتياجات.
في سياق موازٍ، شهد التعاون الأكاديمي وبرامج تبادل الطلاب وإيفاد المبعوثين للحصول على الدرجات العلمية في إطار “المبادرة المصرية اليابانية للتعليم”، قفزة كبيرة خلال عام 2024، ليصل إجمالي عدد المبعوثين المصريين باليابان في عام 2024 إلى 422 دارس في مجالات مختلفة، فضلاً عن التعاون الأكاديمي ضمن مبادرة نُظم إدارة الأعمال للشباب في إفريقيا “مبادرة آبي”، وبرنامج “ساكورا” للتبادل العلمي بين رواد الجامعات الإفريقية، والبرامج التي تتم في إطار آلية “تيكاد” ومبادراتها المتنوعة.
