اختفاء الأجنحة المصرية داخل المعارض الدولية والاقتصار على المشاركة الفردية داخل صالات تلك المعارض، أمر فى غاية الخطورة ولابد أن نبحثها قبل فوات الأوان والوقوف على أسبابها للعلاج والتصويب فى أسرع وقت حيث هناك خسائر كبيرة من هذه الظاهرة أهمها ذوبان الهوية القومية للمنتجات الوطنية داخل المعرض وفقدان صفقات تصديرية بسبب تشتت علاماتنا التجارية فى الصالات المتباعدة، للأسف الشديد هذه الظاهرة وجدتها تنتشر بوضوح خلال السنوات الثلاث الماضية ولفتت انتباهى خلال مشاركتى للعام العشرين على التوالى فى معرض «هيمتكستيل» العالمى للمفروشات والمنسوجات والسجاد والوبريات فى فرانكفورت خلال الفترة من 14 إلى 17 يناير الجارى، هذا المعرض الدولى الكبير الذى يضم 3000 شركة من 50 دولة اختفى فيه الجناح المصرى واقتصرت المشاركة على شركات وطنية بشكل فردى داخل صالات عرض متباعدة اعتمد أصحابها على انفسهم فى المشاركة وجهودهم الذاتية دون دعم أو تعاون من وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، هذه الظاهرة للاسف الشديد ساهمت فى تراجع عدد الشركات الوطنية فى المعرض إلى 20 شركة مقابل 40 شركة قبل السنوات الثلاث الماضية فى ظل تحديد جناح خاص لمصر يضم جميع الشركات فى مكان واحد يبرز الصورة الحقيقة للصناعة الوطنية.
إن غياب التنسيق والتكامل بين جميع الشركات داخل المعرض الواحد يمثل خطورة كبيرة على معدلات التصدير خاصة وأن الصفقات التصديرية الكبيرة أصبحت تتطلب التعاون بين الشركات الوطنية المتنافسة داخل الدولة، حيث هناك صفقات تفوق امكانيات كيان أو شركة وحدها، هذا مايتم الآن داخل دول العالم حيث تتعاون الشركات المنافسة داخل الدولة الواحدة فى تلبية صفقات تصديرية كبيرة بالتنسيق والتكامل، وعلينا نشر هذه الثقافة داخل مصرنا الحبيبة وأن تكون النظرة قومية وعلى الدولة تشجيع هذا التوجه فى أسرع وقت إذا كنا فعلًا جادين فى تحقيق حلم الـ145 مليار دولار.
نعم المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يسعى بشكل كبير لتطوير الأداء داخل قطاع التجارة الخارجية خاصة جهاز التمثيل التجارى وهيئة المعارض الدولية، لكن هذا لايكفى وحده لأن المنافسة داخل المعارض الدولية مرعبة وهناك قتال شرس للغاية والسنت الواحد من الدولار يغير ويحول مصير صفقات عديدة، هذا مايجب أن ننتبه له قبل فوات الأوان ونحن نقدم على عمل طفرة كبيرة للصناعة والزراعة والخدمات من أجل التصدير وتنمية مواردنا من النقد الأجنبى.