أكد د.نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن الازهر يرسل مبعوثيه إلى دول العالم ضمن منهجية الأزهر فى محاربة التطرف الفكرى وتصحيح صورة الإسلام التى تسعى التيارات المنحرفة إلى تشويهها بممارسات العنف والتدمير، كاشفا فى حواره لـ «الجمهورية الأسبوعي» جهود مجمع البحوث فى ضبط طباعة المصحف الشريف، ودور الوعاظ فى قضايا البيئة وتنمية الوعى المجتمعى فى السوشيال ميديا أو من خلال العمل الميداني، والتصدى لقضايا الطلاق والفتاوى الضالة.
ما الأدوار التى يقدمها مبعوثو المجمع لخدمة قضايا الوسطية ودعم رسالة الأزهر الشريف؟
يبلغ عدد مبعوثى الأزهر حوالى 800 مبعوث إلى ما يقرب من 60 دولة فى مختلف قارات العالم، ويبذل المجمع كل الجهود الممكنة فى سبيل خدمة رسالته التاريخية عبر مبعوثيه إلى دول العالم، بما يحقق رؤية ورسالة الأزهر فى نشر الوسطية والاعتدال ومجابهة الفكر المنحرف، ونشر السلام العالمى والتقارب بين الشعوب، حيث يقوم المبعوثون بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وإزالة كل ما يلصق به من إدعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقة السمحة التى تدعو إلى السلام والتعايش المشترك، ونبذ العنف والتطرف، وفق المنهج الوسطى للأزهر الشريف القائم على التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس، بما يسهم فى دعم قوة مصر الناعمة الممتدة فى أرجاء العالم كله نورا وهداية للعالمين.
ما جهود مجمع البحوث فى الحفاظ على كتاب الله تعالى من التحريف؟
يحرص مجمع البحوث العناية بالمصحف الشريف أثناء عملية الطباعة بالمراجعة والضبط وتعيين لجنة تضم متخصصين فى القرآن الكريم وعلومه، يعرض عليها أعمال طباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول، ومراجعة تجارب الطباعة، للتأكد من سلامة النصوص القرآنية وموافقتها قواعد الرسم والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد ومطابقتها للقراءات المتواترة، ومراجعة الضبط والتشكيل، وفى حالة وجود أخطاء تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ وتدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ويعاد مرة أخرى إلى المراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط، وتشترط العرض عليها للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآني، وعدم حدوث أخطاء فنية أو مطبعية، ومراجعة جودة الورق والغلاف لكى يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وفى حالة اكتشاف أى أخطاء فى المصحف بعد تداوله بالأسواق يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فاطمئنوا على سلامة كتاب الله تعالى فإن الأزهر الشريف ومؤسساته قائمون على حراسة حدوده وحماية حقوقه ولن نقبل بوجود شبهة خطأ فى طباعته.
ما مساهمة مجمع البحوث فى قضية الوعى المجتمعي؟
الارتقاء بالوعى المجتمعى بات أمرًا يمثل أولوية قصوى لدى الجميع، والعمل عليه يعد ضرورة حياتية ومجتمعية لا تنفك عن الدور الأساسى لأى مؤسسة وليس المؤسسات الدينية فقط، ونحن فى مجمع البحوث الإسلامية، نسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على النهوض بالخطاب الدعوي، حيث يركز على كل القضايا التى تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها القضايا الفكرية والمجتمعية، حيث تهدد هذه القضايا المجتمع من مختلف الاتجاهات ولذلك فإنها فى حاجة إلى مزيد من المعالجات البحثية والخروج بنتائج تسهم فى بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذى يحقق آمالهم ويلبى احتياجاتهم، وباعتبار أن الخطاب الدعوى أداة مهمة لتنمية هذا الوعى وتحقيق نتائج إيجابية من التواصل مع الجمهور فإن المجمع يسعى لتضييق الخناق على الدخلاء فى المجال الدعوى سواء المتشدد أو المتسيب.
هل استطاع مجمع البحوث الإسلامية أن يستفيد من وسائل التواصل الاجتماعى فى إبلاغ رسالته؟
مجمع البحوث باعتباره مسئول ملف الدعوة فى مؤسسة الأزهر الشريف يقوم بدوره فى التوعية الإلكترونية من خلال منصاته الرسمية بشكل غير تقليدى عبر المبادرات والحملات التى تستهدف توعية المواطنين بالقضايا والمشكلات المجتمعية وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية، ويتم اختيار موضوعات المبادرات بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التى يحتاجون إليها، كما أن المجمع لا يقوم بهذه المشكلات والقضايا بشكل عشوائى وإنما يعتمد على تقارير لجان الفتوى المنتشرة فى أنحاء الجمهورية والتى تتلقى أسئلة الجمهور واستفساراته بشكل مستمرة ومن خلال رصد هذه الأسئلة والمشكلات نحدد أولويات كل مرحلة وحاجتها.
قضية تجديد الخطاب الدينى قضية لا يزال الحديث فيها مستمرًا، فما الجديد فيها؟
بالتأكيد يحتاج كل عصر إلى خطاب يناسبه ومن واقع دور وأهمية الأزهر الشريف فإنه يركز على كل القضايا التى تمس المجتمع بشكل مباشر، وذلك بلغة سهلة مبسطة تصل إلى الجميع، ولعل من أبرزها فى هذه الفترة الحالية القضايا الفكرية والمجتمعية، خاصة أن هذه القضايا تهدد المجتمع من مختلف الاتجاهات ولذلك فإنها فى حاجة إلى مزيد من المعالجات البحثية لها والخروج برؤى ونتائج تسهم فى بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذى يحقق آمالهم ويلبى احتياجاتهم.
ما مكانة التكافل الاجتماعى فى الإسلام؟
التكافل الاجتماعى قاسم مشترك بين الرسالات السماوية ومراعاة الشق الإنسانى حق للإنسان، وبمقتضى هذا المبدأ يجب أن تراعى الكرامة الإنسانية لجميع بنى آدم دون فرق بين قوى وضعيف وصحيح وسقيم، وتزداد قيمة ومكانة التكافل الاجتماعى حين الأزمات حيث تظهر فى النفس الإنسانية معانى الإيثار والرحمة والمحبة والمودة وتنتفى منها الأحقاد والأضغان، والتكافل الاجتماعى ليس قاصراً على رمضان فقط، بل يشمل باقى شهور العام، وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأشاعرة بأنهم كانوا يدا واحدة وقت الشدائد وتنتفى من بينهم الأثرة وتزول المطامع الشخصية وهذا شأن المسلم حينما يرى أخيه فى حاجة فليبادر إلى سد حاجته، ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته، ومن نَفَّس عن معسر كربة من كُرَّب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه.
هل يتعاون المجمع مع مبادرة حياة كريمة؟
بالفعل أطلقنا مجموعة حملات توعية لدعم هذه المبادرة الوطنية الإنسانية التى تخدم المجتمع وتحقق صالح الفئات الأكثر احتياجا نتيجة ما تقدمه من خدمات أساسية داخل القرى والمدن فى محافظات مصر.
كيف تصدى المجمع لظاهرة ارتفاع الطلاق؟
تم إطلاق حملة عنوانها «أسرة آمنة ومجتمع مستقر» فى إطار جهود الأزهر الشريف للمحافظة على الأسرة المصرية وحمايتها من محاولات العبث باستقرارها، وقد استهدفت الاهتمام بقضايا الأسرة، وجاء من بعدها مبادرة «لتسكنوا إليها» للقضاء على العادات السيئة المتبعة فى الزواج، وتيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة فى تكاليفه.
ماذا أعددتم لمواجهة الفتاوى المضللة التى اجتاحت السوشيال ميديا؟
توسعنا فى افتتاح لجان الفتوى بالمراكز والمدن، حيث بلغ عدد لجان الفتوى حوالى 230 لجنة، وبدأنا عمل أرشفة إلكترونية للجان الفتوي؛حتى نجمع الفتاوى المترابطة فى الباب الواحد لدراستها وتحديد خطط عمل التوعية، باعتبار ذلك يساعد على القراءة الواقعية لمشاكل المجتمع بما يساعد فى حلها، كما نستعين بأساتذة علم الاجتماع والنفس لمعالجة المشاكل الأسرية.