جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبعض دول شمال أوروبا مثل الدنمارك والنرويج، وأيرلندا من الأفكار التى تعد من خارج الصندوق، من الأفكار الخلاقة، فهو قرار مدروس بعبقرية، يفتح لمصر منافذ جديدة للشراكات الاستراتيجية، ومصادر قوية وفعالة لجذب الاستثمارات، وفرص ثمينة لعرض ما لدى مصر من قدرات استثمارية فى جميع المجالات والقطاعات المصرية الواعدة بعد ملحمة البناء والتنمية على مدار 10 سنوات، حيث باتت لدى مصر كافة المقومات وأسباب جذب الاستثمارات الأجنبية الضخمة تتوفر لها كل سبل النجاح فى ظل بنية تحتية عصرية، وأيضًا إقامة بنى تحتية لكل قطاع، ووجود فرص واعدة فى مجالات الطاقة التقليدية، والنقل البحري، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقدرات هائلة فى مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ونجاح غير مسبوق فى الاستثمار فى الموقع الجغرافي.
نجحت جولة الرئيس السيسى لشمال أوروبا والتى تضمنت زيارات تاريخية لأول رئيس مصرى للدنمارك والنرويج وايرلندا، وهذه الدول تشهد نهضة اقتصادية وتطوراً هائلاً فى مجالات كثيرة، تتسق مع ما لدينا من فرص غزيرة، وأيضًا خبرات، وقدرات هائلة تستفيد منها الدولة المصرية فى إطار شراكتها مع هذه الدول المتقدمة.
جولة الـ 9 أيام التى قام بها الرئيس السيسى لدول شمال أوروبا والتى شملت الدنمارك والنرويج وأيرلندا جاءت فى توقيت غاية فى الأهمية كونها تأتى فى ظل تداعيات اقتصادية صعبة للأزمات والصراعات الإقليمية والدولية، وأيضًا جاءت فى توقيت باتت فيه الدولة المصرية مهيأة وجاهزة تمتلك كافة مقومات النجاح الاقتصادي، وأيضًا جذب الاستثمارات الأجنبية.. لذلك فإن المتأمل والقارئ لتفاصيل ولقاءات وأنشطة الرئيس السيسى خلال جولته لدول شمال أوروبا يدرك تمامًا أن هناك مكاسب كبيرة، على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية وتنسيق المواقف والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.. فمن الملاحظ أن الدول الثلاث الدنمارك والنرويج وأيرلندا لديها موقف واضح من أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقد بادرت النرويج وأيرلندا التى عانت كثيرًا من القهر البريطانى فى الماضى وهو نفس ما يتعرض له الشعب الفلسطينى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة فى 28 مايو الماضى ومعهما إسبانيا.
رغم المكاسب الكثيرة التى حققتها جولة الرئيس السيسى لبعض دول شمال أوروبا مثل الدنمارك والنرويج وأيرلندا فى أول زيارة لرئيس مصري، إلا أن الجانب الاقتصادى والاستثمارى واللقاءات مع كبرى الشركات العالمية فى هذه الدول وإقامة مؤتمر اقتصادى ومنتدى أو مجلس للأعمال بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم فى هذه الدول، وعرض الفرص المصرية الهائلة للاستثمارات، وسبل ومقومات النجاح التى تتوفر لها، وأيضًا تنوع وتعدد القطاعات التى يمكن الاستثمار فيها بنجاح.
الحقيقة أن الحفاوة التى قوبل بها الرئيس السيسى خلال جولته فى الشمال الأوروبي، تعكس قيمة ومكانة مصر، وقيادتها السياسية ودورها وثقلها الإقليمى والدولى وكيف تحولت إلى دولة واعدة اقتصاديًا وتنمويًا واستثماريًا بعد نجاح رؤية البناء والتنمية التى جاءت على أسس طموح بلا حدود، ومواكبة للعصر.
أدركت مبكرًا كيفية إعداد وبناء مصر لتكون جاهزة لاستقبال أضخم الاستثمارات فى ظل إمكاناتها وقدراتها.
مصر باتت مليئة بالفرص الاستثمارية فى قطاعات كثيرة مثل البنية التحتية وقطاع الطاقة بأنواعها سواء التقليدية أو المتجددة أو الخضراء وفى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو الموانئ والشحن والنقل البحرى أو توطين الصناعة، لذلك فإن زيارة الرئيس السيسى ركزت على محور مهم وهو الجانب الاقتصادي، وجذب الاستثمارات والمناخ الموجود فى مصر لضمان نجاح هذه الاستثمارات سواء على الصعيد التشريعى أو الحوافز والتيسيرات، والسرعة أو على صعيد توفر مستلزمات النجاح من طاقة وبنية تحتية متقدمة، ومناخ سياسى مثالى وأمن وأمان واستقرار، وتحسن اقتصادى طبقًا للتصنيفات الدولية، وأيضًا سياسات نقدية، وحوافز جمركية غير مسبوقة، بالإضافة إلى حرص الرئيس السيسى على الحديث عن هذا المناخ الاستثماري، والقرارات والرؤى والشجاعة فى مصر، بالإضافة إلى تنوع وتعدد الفرص الثمينة فى مجال الاستثمار فى قطاعات كثيرة، وهو ما يحقق هدفًا غاية فى الأهمية فى هذا التوقيت رغم أن الرئيس السيسى كان – ومازال – حريصًا على البعد الاقتصادى فى كافة زياراته للخارج خاصة فى الدول ذات الاقتصادات المتقدمة، إلا أن جولته فى شمال أوروبا هى قيمة مضافة، ومنافذ جديدة ومصادر خارج الصندوق لدعم الاقتصاد المصرى باستثمارات ضخمة فى قطاعات تحتاج مصر فيها هذه النوعية من الاستثمارات، وأعتقد أن الوقت مناسب للغاية بعد تبلور نتائج وحصاد الفرص التى أتاحتها تجربة مصر فى البناء والتنمية وأن عامل التسويق والترويج وعرض هذه الفرص بات أمرًا محوريًا وجوهريًا ومطلوبًا وفى إطار البحث عن شرايين جديدة للاستثمارات الأجنبية فى مصر تدعم الاقتصاد المصري، فى هذا التوقيت، وطبقًا للأهداف التى وضعتها القيادة السياسية.
أقرأ فى أجندة نشاطات وتحركات الدولة المصرية، أن هناك محورًا مهمًا للغاية يتمثل فى عرض وتسويق ما لدى مصر من فرص ثمينة فى مجال جذب الاستثمارات، فى قطاعات كثيرة فى مناخ تهيأت له أفضل السبل والإجراءات سواء على صعيد أسباب ومقومات النجاح أو التشريعات والإجراءات، أو القطاعات المستهدفة ذاتها، فالرئيس السيسى خلال وجوده فى الدنمارك واجتماعاته مع رؤساء كبرى الشركات ورجال الأعمال والاقتصاد فى الدنمارك.
وللحديث بقية