فى كل قصة إنسانية ننشرها عبر «الجمهورية معاك»، هناك شعاع أمل ينتظر أن يُضاء، ومع كل معاناة، هناك يد تمتد لتخفيف ألم صاحبها، وقصة محمود حسانين محمدي، السائق بهيئة النقل العام، هى واحدة من تلك الحكايات التى تجسد كيف يمكن للإنسانية أن تنتصر عندما تتكاتف الجهود بين الصحافة والمسئولين لتحقيق العدالة.
بدأت فصول القصة عندما أرسل محمود رسالة إلى صفحة «الجمهورية معاك»، يروى فيها معاناته بسبب قرار نقله من جراج المظلات إلى جراج حلوان، وهو القرار الذى عرفه أثناء تواجده فى العناية المركزة بمستشفى الفيومى فى طوخ، كان هذا القرار كفيلاً بتحويل حياته اليومية إلى معركة شاقة مع المسافات الطويلة التى تفاقم من تدهور حالته الصحية، فمحمود يعانى من أمراض مزمنة منها أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وهى أمراض جعلت حتى أبسط المهام اليومية تحديًا كبيرًا فى حياته.
لم يكن جراج المظلات مجرد مكان عمل بالنسبة لمحمود، بل كان بمثابة طوق نجاة لقربه من منزله فى طوخ بالقليوبية، هذا القرب يساعده على أداء مهامه بقدر من الراحة، ويقلل من الأعباء الصحية التى يواجهها يوميًا، لكن قرار نقله إلى جراج حلوان، يتطلب منه رحلة طويلة وشاقة يوميًا عبر ثلاث وسائل مواصلات لا يستطيع جسده تحملها، لذلك كان بمثابة حكم قاسٍ على حالته الصحية.
رغم المعاناة، لم يفقد محمود الأمل، لجأ إلى «الجمهورية معاك»، وناشد اللواء رزق علي، رئيس هيئة النقل العام، بالنظر فى حالته. وبعد نشر شكواه، جاءت الاستجابة التى أعادت له الأمل وأثبتت أن صوته وصل.
تحركت هيئة النقل العام سريعًا، وقررت إلغاء قرار النقل وإبقاء محمود فى جراج المظلات، تم عرضه على لجنة طبية، أُقرَّت سوء حالته الصحية، لذلك تم تعديل مهامه الوظيفية بما يتناسب مع حالته الصحية، والإقرار بعمل مخفف يناسب ظروفه، هذا القرار لم يكن مجرد استجابة لشكوي، بل كان انتصارًا للإنسانية واعترافًا بحقه فى حياة كريمة تتناسب مع ظروفه الصحية.
عبر محمود عن سعادته قائلًا: ما حدث أعاد لى الأمل فى أن صوت المواطن لا يضيع، وأن هناك من يستمع ويستجيب، أشكر «الجمهورية» التى كانت صوتي، وأشكر المسئولين، وعلى رأسهم اللواء رزق علي، الذين أنصفوني.
الاستجابة السريعة لحالة محمود لم تكن فقط حلاً لمشكلة فردية، بل كانت نموذجًا يحتذى به فى أهمية الاستماع إلى شكاوى المواطنين والعمل على تخفيف معاناتهم، فهى تُظهر أن الدولة، بمؤسساتها المختلفة، حاضرة لتلبية احتياجات الأفراد الأكثر ضعفًا، عندما تُسلط الأضواء على قضاياهم.
«الجمهورية معاك» لم تكن مجرد وسيلة لنقل الشكوي، بل كانت جسرًا حقيقيًا وحلقة وصل بين المواطن والمسئول، يثبت أن التكاتف بين الإعلام وأجهزة الدولة يمكن أن يغير حياة الأفراد للأفضل.
ستظل «الجمهورية معاك» دائمًا السند الحقيقى لكل من يحتاج إلى صوت ينقل معاناته ويبحث عن حلول.