توجه لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الحظر بعد تقييم أدائها
ساد الخوف العاصمة السورية دمشق بعد يوم من الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث كانت الشوارع مهجورة والمتاجر مغلقة، وسط قلق السوريين بشأن المستقبل وما تحمله الأيام القادمة لبلدهم.
قالت سهير زقوت عضو اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى دمشق لهيئة الإذاعة البريطانية، إن المدنيين لديهم «مليون سؤال بلا إجابة» حول ما سيحدث فى المستقبل. وأضافت: «الناس يعيشون فى خوف، هل سيتمكنون من العودة إلى حياتهم الطبيعية؟، « لقد حدثت التغييرات بسرعة وبشكل مفاجئ.»
ووسط هذه الحالة، مازالت التصريحات السياسية تتوالى من اللاعبين الإقليميين ودول جوار سوريا لتؤكد حالة الإضطراب فى المشهد السياسى السورى. وتركزت مطالب المجتمع الدولى على أمرين؛ عدم سيطرة «الأيدى الخطأ» على الأسلحة الاستراتيجية، وحماية الأقليات.
فى بريطانيا، قال بات ماكفادين، وزير شؤون مجلس الوزراء إنه ستتم إعادة النظر فى تصنيف هيئة تحرير الشام جماعة «إرهابية»، موضحا أن الهيئة محظورة «منذ فترة طويلة» وأن قائدها أبو محمد الجولانى «نأى بنفسه بطريقة ما عن الأشياء التى تم تداولها فى السابق» .
أضاف أنه يجب أن يكون قراراً سريعاً نسبياً نظراً لسرعة الوضع على الأرض. وأكد ان القرار سيعتمد على ما إذا كانت البيانات المتعلقة بحماية الأقليات والمواطنين ستطبق فى الواقع أم لا» .
فى الوقت نفسه، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكى قوله أن بلاده ستنخرط مع هيئة تحرير الشام كمظلة للمعارضة السورية فى إطار مصالح الأمن القومى الأمريكى. وأضاف أنه يقع على عاتق إسرائيل مسئولية ضمان عدم وقوع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية بسوريا فى الأيدى الخطأ.
ولفت المسئول إلى أنَّ الولايات المتحدة لديها «معلومات جيدة» عن حالة مخزون الأسلحة السورية وأن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أنها لا تزال تحت السيطرة.
كانت الفصائل السورية قد أعلنت يوم الأحد الماضى إنها ستتعامل مع القواعد والمرافق العسكرية لنظام الأسد بمسؤولية، وتعهدوا بتأمين البنية التحتية وعدم السماح لها بالوقوع فى الأيدى الخطأ. وأكدوا أنهم على استعداد للتنسيق مع المجتمع الدولى بشأن مراقبة الأسلحة والمواقع الحساسة فى سوريا، وتقديم ضمانات بأنهم لن يستخدموا أى أسلحة محظورة بموجب القانون الدولى.
فى السياق، قال مسؤول إيرانى كبير أمس إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع الفصائل فى سوريا موضحا أن هذا يمثل محاولة «لمنع مسار عدائى» بين البلدين.
قال المسئول إن إيران تواجه الآن فقدان حليف مهم فى دمشق وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير، منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد.
أضاف: «هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية» .
كان وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى قد أكد أن مطلب إيران هو تحقيق مطالب الشعب السورى. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء أمس عن عراقجى قوله بشأن مستقبل سوريا: «نحن نراقب بدقة ما سيحدث. من الصعب بعض الشىء أن يصل السوريون إلى اتفاق بشأن الحكم، لكننا ندعم تغليب إرادة الشعب السورى.
أضاف أن المشهد السياسى الحالى فى سوريا مفتوح على كل الاحتمالات، وقد يؤدى تضارب المصالح إلى صعوبة تحقيق الاستقرار بسهولة.
فى روسيا، قال الكرملين أمس إنه يخطط للبحث فى مستقبل وجود القواعد الروسية فى سوريا مع السلطات الجديدة، بعد استقرار الأوضاع، مشيرا إلى أنه لا توجد خطط لعقد لقاء مع بشار الأسد فى الجدول الرسمى للقاءات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
كما أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف أن بوتين اتخذ شخصيا قرار منح بشار الأسد اللجوء فى روسيا. وأكد أيضا أنه على اتصال دائم مع أنقرة واللاعبين الإقليميين الآخرين بشأن الأوضاع فى سوريا.
من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية إنها لا تتواصل مع هيئة تحرير الشام، وتحتاج لتقييم أفعالها قبل النظر فى إزالتها من قائمة العقوبات. وأضافت المفوضية أنه يجب المضى فى نقاشات حول المستقبل بين جميع الأطراف يقودها السوريون بكل أطيافهم.