يمثل نشر قوات الاحتلال فى المنطقة منزوعة السلاح على الحدود السورية ـ الإسرائيلية، تحولا كبيرا فى السياسة باعتباره أول دخول علنى للقوات الإسرائيلية إلى الأراضى السورية منذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب أكتوبر 1973 الذى أنهى رسميا الصراع بين البلدين، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
نوهت الصحيفة بأن إسرائيل تعمل سرا فى سوريا منذ سنوات عديدة وسط صراعها الحالى مع «حزب الله» فى لبنان، لكن فى الآونة الأخيرة أصبح الجيش الإسرائيلى أكثر وضوحا بشأن ضرب المواقع والأشخاص داخل الأراضى السورية، بزعم استهداف خطوط إمداد «حزب الله» .
أكد دبلوماسى تابع للأمم المتحدة فى مقرها بمدينة نيويورك، أن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك فى هضبة الجولان المحتلة، شهدت زيادة فى تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلى على طول خط وقف إطلاق النار، لكنه لم يستطع تأكيد احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن دبلوماسى أممى، دون الكشف عن هويته، أن بعثة حفظ السلام فى مرتفعات الجولان التى تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، شهدت فى أعقاب سقوط الرئيس السورى بشار الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، تحركات متزايدة لأفراد جيش الاحتلال الإسرائيلى فى المنطقة العازلة.
فى الأثناء، أعلنت إسرائيل أمس أن الجيش الإسرائيلى استولى على نقاط إضافية فى المنطقة العازلة مع سوريا، والتى تتعرض لقصف مستمر منذ شن الفصائل المسلحة هجوما فى 27 نوفمبر الماضى أدى لسقوط نظام بشار الأسد.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس أنه تلقى تعليمات «بالعمل على خلق مجال أمنى خال من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية الإرهابية التى يمكن أن تهدد إسرائيل، كما لفت إلى العمل على تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة فى سوريا.
جاء ذلك بينما أكد وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر، أن إسرائيل ضربت «مواقع مشتبه بها للأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى فى سوريا ؛ لمنعها من الوقوع فى أيدى جهات معادية».
قال ساعرفى مؤتمر صحفى فى القدس المحتلة إن «المصلحة الوحيدة لدينا هى أمن إسرائيل ومواطنيها»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القوات الجوية الإسرائيلية شنت خلال الساعات الماضية هجمات استهدفت نحو 100 موقع فى سوريا، تزامنا مع التحولات السياسية والعسكرية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
نقلت قناة 13 الخاصة عن مصادر عسكرية إسرائيلية «لم تسمها»، أن الهجمات تضمنت مواقع إستراتيجية، منها أنظمة صواريخ متقدمة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر.