> كثير من المجتمعات والأفراد يهتمون ببناء العمارات الشاهقة والبنايات الفارهة فى الاحياء الراقية من أجل العيش وسط مجتمع راق أو مناطق هادئة فهذا أمر مرغوب ولا عيب فيه علمًا بأن هذه البنايات لا يمكن بناؤها بغير الإنسان المتعلم.
> معظم المجتمعات المتقدمة زراعيًا وصناعيًا أهتمت ببناء أبناءها اهتمامًا بالغًا لذا كان لزامًا على أى مجتمع يبغى الرقى أن يهتم بالإنسان أولاً الذى هو محور البناء وعلى الإنسان نفسه أن يساهم فى هذا البناء بالتطوير والتهذيب فى مختلف الجوانب ـ التعليمية ــ المعرفية ــ النفسية ــ الاجتماعية ــ وغيرها من الجوانب المهمة.
> عملية البناء لا تتم فى يوم وليلة ولكنها مستمرة ما دام الإنسان على قيد الحياة بالصبر والإرادة الصلبة وقبول التحدى ومواجهة الصعاب لأن الأوطان لا تبنى على الشعارات.
> إن بناء الفرد يبدأ من الميلاد إلى الوفاة وهذا يجتاج إلى منظومة الرعاية الصحية والغذائية والتربوية بالتوجيه السليم والنصح السديد المستمر الذى لا ينقطع وهذا دور كل الأسرة.
> للمدرسة الدور الريادى فى تعليم الإنسان مختلف العلوم التى تلزم الإنسان فى حياته بدءًا من القراءة والكتابة والاطلاع على كافة المعارف التى تلزم الفرد لبناء وطنه من علوم ورياضيات وفلك وتكنولوجيا وللجامعة دور فى تكوين إنسان صالح قادر على البناء والعطاء.
> الصحة تاج على رءوس المرضى والتعليم بحاجة إلى صحة وعافية وعلى الدولة الاهتمام بصحة مواطنيها من خلال بناء المستشفيات المجهزة المتقدمة بالمعدات والأطباء أصحاب الخبرة من أبناء الوطن الذين هم نتاج هذا البناء.. وكذلك الاهتمام بالرياضة من خلال بناء الأندية الرياضية ومراكز الشباب والمنتديات ليكون لدى الوطن إنسان قوى الجسم بناء وصحة وفكرًا وعقلاً ونفسًا ليصبح قادرًا على حراسة الوطن والذود عن أرضه ومواجهة أى عدو غاشم غاصب يريد النيل من أرضه ويكون لدينا المهندس المتميز والطبيب الواعى والمعلم الفاهم والعامل القوي.
> وعندما أراد الصينيون القدامى أن يحققوا الأمن والأمان لأنفسهم فكروا أولاً فى بناء سور عظيم واعتقدوا بأنه لا يمكن لأحد كان من كان أن يتسلقه لعلوه ولكن خلال المائة سنة الأولى تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه.. بل كانوا بالخداع يدخلون.
> ما فعلته مصر خلال العشر سنوات الآخيرة يعتبر من أفضل النماذج حيث استطاعت بناء عشرات الجامعات التكنولوجية فى طول البلاد وعرضها لتبلغ جامعاتها 115 جامعة وآلاف المدارس والمستشفيات ومراكز الشباب جنبًًا إلى جنب حتى أصبح لدينا علماء فى كل المجالات ومازالت مصر مستمرة فى البناء الحقيقى للإنسان جنبًا إلى جنب مع بناء الحجارة من مسكن صحى ومصانع عملاقة ومزارع كبيرة من أجل الاكتفاء الذاتي.. ومازال البناء مستمرًا..