انعش ذاكرتى وإياكم بهذه المقولات التى مثَّلت تساؤلات مهمة فى أوقاتها وكنا ننتظر تفسيرات أو إجابات لكن وبعد مرور عقد ويزيد لم نصل إلى اجابات شافية، والمدهش والمثير أننا نكرر نفس التساؤلات وننتظر إجابات لن تأتى أبداً، ماذا بعد القذافي؟ ماذا بعد صدام؟ ماذا بعد على عبدالله صالح؟ ماذا بعد محمد سياد بري؟ ماذا بعد البشير؟ والآن نكرر نفس السؤال الأبله «ماذا بعد بشار»؟
>>>
كل الدول التى وقعت فى الفخ كانت تحلم بمستقبل أفضل، لكنها صدمت بالواقع الذى كان معد سلفاً بعيداً عن أعين القائمين على عمليات الفك، الآن تمت تطوير الخطط وإشراكهم فى عمليات الفك والتركيب، ما جرى فى سوريا أو بالأحرى ما يجرى سيغير من كل المعادلات الإقليمية والدولية دون مبالغة.
>>>
وهنا أقول بمنتهى التجرد إن سوريا هى التى سقطت وليس بشار، فالجيش السورى انتهى على أرض الواقع وإسرائيل تحركت فى غيبة من السوريين وحطمت ودمرت كل المؤسسات العسكرية ومخازن الأسلحة، وهنا نحن أمام سيناريوهات محددة وفقاً لمستودع الخبرات من متابعة التجارب الحزينة فى منطقتنا العربية.
>>>
الأول وهو المرجح أن تشتعل الخلافات بين المنظمات والجماعات. المنضوية تحت اسم جبهة تحرير الشام وتتحول الساحة السورية إلى ملعب لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية الداعمة للجماعات على الأرض وتتحول سوريا إلى نسخة أسوأ من ليبيا والسودان، الثانى هو قيام إسرائيل باحتلال الجزء الأكبر من سوريا بطول حدودها.
>>>
الثالث إنشاء نظام حكم يناظر النموذج الإيرانى لتصبح لدينا دولة يحكمها رجال الدين السنة كما يحكم رجال الدين الشيعة إيران، فى كل الأحوال ووفق كل السيناريوهات سيتغير وجه المنطقة بعد انطلاق الحرب الطويلة الموسومة بمعرفة الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية بين السنة والشيعة، وتتحول منطقة المشرق العربى إلى بحور من الدماء المنفجرة والضحية هى شعوب المنطقة بأسرها.
>>>
يبدو أن «حالة السكرة» وحالة النشوة سيطرت على الجميع ومازال الحديث يدور عن وحدة الأراضى السورية ووحدة الجيش السورى والمستقل المبهر بعد عصور الظلام، أتمنى أن أكون مخطئا وأن ما يدور فى عقول البعض ليس بفعل خمر السلطة الهشة التى جاءت فى حماية الصهاينة، والسؤال لماذا لم نسمع كلمة من الجولانى عن احتلال إسرائيل للجولان وقيامها أمس باحتلال الأراضى التى حررت منذ عقود؟