رغم الاستعداد لجولة مفاوضات جديدة
صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إن الكارثة فى قطاع غزة تمثل «انهياراً تاماً لإنسانيتنا»، وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع لأكثر من 14 شهراً.
أفاد جوتيريش، فى منشور على منصة إكس أنه «يجب أن يتوقف هذا الكابوس»، مشدداً على انه لا يمكن الاستمرار فى غض الطرف عما يحدث فى القطاع.
فى السياق قال نائب المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى كارل سكاو إن البرنامج غير قادر على الوصول للمنكوبين شمال غزة، مشيراً إلى أن البرنامج حذر من مجاعة متوقعة بالشمال.
صرح سكاو بأن الأطفال يموتون جوعاً فى شمال قطاع غزة بسبب عدم وجود الغذاء، وانه لابد من تأمين مسارات توزيع المساعدات فى القطاع بالإضافة إلى أن المدنيين يعانون من مشاكل صحية جسيمة بسبب غياب المياه.
فى سياق منفصل قال رئيس وزراء قطر محمد آل ثاني، إن هناك زخماً جديداً فى مفاوضات وقف اطلاق النار فى قطاع غزة، معرباً عن تفاؤله بالترويج لاتفاق وقف اطلاق النار مضيفاً ان انتخاب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب ساعد فى هذا الأمر.
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الدوحة أمس، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث تناول رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى تطورات الملفين السورى والفلسطيني، مشدداً على أهمية التحرك الدولى لتجنب تفاقم الأوضاع.
فى الاثناء ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية ان صفقة التبادل فى طريقها إلى النضج، مشيرة إلى أن إرادة حماس للتوصل إلى اتفاق تبدو أكبر مما كانت عليه.
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط» عن أن حركة حماس بدأت خطوات جديدة لمحاولة حصر أعداد الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها ولدى الفصائل الأخرى فى عملية السابع من أكتوبر 2023، استعدادا للتفاوض من جديد.
قال قيادى فى حماس، إن الوسطاء الدوليين استأنفوا المفاوضات مع الحركة وإسرائيل بشأن وقف اطلاق النار فى غزة وتبادل الأسري، مشدداً على أن «الجولة الجديدة من المفاوضات ستكون خلال أسبوع فى القاهرة».
أضاف القيادى فى تصريحات صحفية. إن «آخرعرض قُدّم للحركة كان فى 2 يوليو الماضي، وتعاملت معه حماس بإيجابية ومرونة»، مشدداً على أن الحركة «ستتعاطى بإيجابية مع أى اقتراح جديد، وبمرونة من أجل وقف معاناة الشعب الفلسطيني».
من جهة أخرى أفاد مصدر مقرب من الرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوج، لشبكة CNN الأمريكية بأن الأخير اتصل بالملياردير الأمريكى إيلون ماسك، فى الأيام القليلة الماضية، لمناقشة إحياء محادثات اطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة.
قال المصدر للشبكة، إن هرتسوج أجرى المكالمة بناءً على طلب من عائلات الرهائن التى تأمل فى أن يتمكن ماسك المقرب من ترامب والمرشح لشغل منصب فى إدارته الجديدة، من الضغط على جميع الأطراف لتأمين صفقة.
تأتى هذه المكالمة بعد أن هدد الرئيس الأمريكى المنتخب- الذى تحالف معه ماسك بشكل وثيق- الشرق الأوسط بـ»عواقب كارثية» فى حال لم يتم اطلاق سراح الرهائن المحتجزين فى غزة، قبل أن يتسلم مهام منصبه رسمياً فى 20 يناير المقبل.
فى تطور آخر صرح وزير خارجية النرويج بأن بلاده تريد دولة فلسطينية كاملة ومترابطة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحاً أن ضمان عيش إسرائيل بسلام مع جيرانها لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية.
شدد وزير الخارجية النرويجى على أن الرسالة الجماعية الآن هى التفكير فى السلام لفلسطين وإسرائيل والمنطقة.مستنكراً جرائم الاحتلال الذى ينتهك قواعد الحرب بسبب عدم التمييز بين المدنيين وعناصر حماس بالإضافة إلى عدم التناسب فى استخدام القوة.
على الصعيد الميدانى قالت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 4 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 52 شهيداً و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. ولفتت الصحة إلى انه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول اليهم.
استشهد ثمانية مواطنين، فى قصف الاحتلال لمنطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، بينما أفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين فى جباليا البلد شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين، وإصابة آخرين.
كما استشهد ثلاثة مواطنين فى قصف الاحتلال على منطقة المشروع شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة. بينما أفادت مصادر محيلة بأن طائرة استطلاع استهدفت مجموعة من المواطنين قرب الملعب البلدى على شاطئ البحر بالمدينة ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين، كما استشهد آخر برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى منطقة المواصى غرب المدينة.
فى مدينة غزة استشهد خمسة آخرين، فى قصف استهدف حى الرمال.
فى الضفة الغربية استشهد الشاب طارق غزاونة من بلدة الرام، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى على حاجز قلنديا العسكرى شمال القدس المحتلة.
أفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال المتواجدة على الحاجز العسكري، اطلقت الرصاص الحى تجاه مواطن بشكل مباشر.
قالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها استلمت شهيدا بالعشرينات من العمر على حاجز قلنديا، بعد أن كان الاحتلال رفض فى البداية تسليم الشاب وتركه ينزف على الأرض. ومنعت قوات الاحتلال مركبات المواطنين من دخول الحاجز، وأغلقته.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى ما لا يقل عن 12 مواطناً فى الضّفة الغربية، بينهم أسرى سابقون.
قال نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى والمحررين فى بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات طولكرم، نابلس، ورام الله، رافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة فى منازل المواطنين.
