الخوف والحزن أكثر ما يؤرق الانسان ويقضى على سعادته… والطمأنينة و«راحة البال» هما اسمى ما يسعى اليه ويتمناه الانسان فى حياته.. ولن يتحقق ذلك الا بالقرب من الله فمن يخاف الله لا يخاف احدا.. ومن يؤمن ويتق الله فلن يحزن أبدا.. مهما كانت الصعوبات والمشكلات والآلام.. فالتسليم بقضاء الله وقدره يمنحك الصبر والرضا فتطمئن القلوب وتستريح العقول.
رغم اننا نعلم تماما ان السعادة تأتى من داخلنا.. وهى قرار.. الا انه كثيرا ما يكون القرار الصعب بجهاد النفس.. نعيش فى الحاضر لكننا نسترجع الماضي فنحزن.. نخاف من المستقبل وما ينتظرنا فنحزن.. فيضيع الحاضر بين الخوف والحزن.!!
قال تعالى : «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ»… سورة القصص الآية السابعة..
الاستسلام للتوتر والقلق والشكوى والخوف من المجهول يجعلنا دائما فى حالة حزن.. لاننا فى الغالب نضع السلبيات امام اعيننا ولا ننظر للامور بتسليم لله وتفاؤل وطموح ورغبة فى الافضل.. مهما كانت الصعاب يجب ان ننظر للحياة من زاوية الرضا والتوكل على الله والتسليم لقضائه والاخذ بالاسباب فى كل امورنا الدنيوية وان نجتهد للعمل.. فالسعادة الدائمة هى الايمان والعطاء .
لست رجل دين ولست افضل حالا من غيري.. لكنها الحقيقة التى يعيش فيها معظمنا.. الخوف من فراق الحبيب وهو بجانبك يجعلك لا تشعر بالسعادة.. الخوف على الرزق والابناء والاهل والانغماس فى هذا الشعور يقضى على سعادتك ويضيع حاضرك.. الرجوع للماضى والعيش بظلاله يأخذك لضياع وقتك واسترجاع السلبى منه يجعلك فى حالة كآبة بدون داع فيقضى على الامل فى الحياة..
نعم القلق شعور بشرى طبيعي، يشعر به الناس عند مواجهة مشكلة فى العمل أو قبل الامتحان أو اتخاذ قرار مهم.. فهذا امر عادي.. لكن ان يصل لهوس الخوف من مجهول فهنا اصبح حالة مرضية ويمكن أن تسبب شعوراً بضيق يحول دون أن يعيش الإنسان حياة طبيعية.. فالقلق مرض عقلى خطير، وعلينا الا نستجيب له.. وقد يتسبب ايضا فى امراض صحية خطيرة خاصة على القلب ومرضى الضغط والسكر..
السعادة قرار.. والبعد عن التوتر والقلق والعيش فى واقعك والنظر للايجابى منه.. والتغلب على الخوف والحزن والرضا هو السبيل الوحيد للسعادة الدائمة..