سرايا القدس تستهدف آليات عسكرية وتفجر مبنى تحصنت به قوة اسرائيلية
أكد مصدر فى حركة «حماس» أن اتفاق الهدنة فى غزة قد يتم خلال «24 إلى 48 ساعة» فى حال وافقت إسرائيل على المطالب الفلسطينية.
وقال المصدر انه إذا تجاوبت إسرائيل مع المطالب المطروحة فان الطريق يصبح ممهدا للاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثمانى والأربعين ساعة القادمة».
وأوضح المصدر أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال فى غزة «مرهون بالموافقة على تحقيق مصلحة شعبنا ووقف معاناته، وهو الأمر الذى تصر عليه المقاومة وتتمسك به». وأضاف المصدر أن «إسرائيل تعلم جيدا من فى أيدينا من جنودها وضباطها، وتعلم جيدا أنهم لن يعودوا من دون دفع الثمن الذى تصر عليه المقاومة».. وتابع: «بعد 5 أشهر من الفشل فى تحقيق أهدافها باسترجاع أسراها عبر العمل العسكري، فإن إسرائيل اليوم أعجز عن تحقيق ذلك من خلال هدنة مؤقتة».
وذكر مسئول فلسطينى مطلع على محادثات الهدنة أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق، عندما سئل عما إذا كان إبرام الاتفاق وشيكاً. وقالت مصادر مطلعة إن إسرائيل لن ترسل أى وفد للعاصمة المصرية من أجل التفاوض إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت فى وقت سابق أنّ إسرائيل قبلت مبدئيًّا بنود مقترح هدنة فى حربها ضدّ حماس فى القطاع، فيما قالت مصادر إن الوسطاء سيجتمعون فى القاهرة بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس.
ويسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذى يبدأ فى 10 أو 11 مارس، للتوصّل إلى هدنة فى الحرب المستمرّة منذ خمسة أشهر تقريبًا والتى أدّت إلى تدمير قطاع غزّة المهدّد بمجاعة.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 149 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحي.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى عشر مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 92 شهيدا ٦٥٠ اصابة خلال الساعات الماضية لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى إلى ما يقرب من 30500 شهيدا ونحو 72 ألف مصاب منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمحافظة رفح حاصدة ارواح 25 مواطنا على الاقل خلال 24 ساعة الماضية. واستشهد 14 مواطنا وجرحى بقصف منزل لعائلة أبو عنزة فى حى السلام شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة. وفى وقت سابق استشهد 11 مواطنا فى استهداف خيمة نزوح على جدار المشفى الإماراتى بحى تل السلطان غربى رفح . وشن طيران الاحتلال ثلاث غارات على الشريط الحدودى جنوب رفح فيما اصيب مواطنان فى قصف سيارة وسط رفح.
وفى خان يونس تحدث شهود عيان عن اقتحام برى من شرق خان يونس والتقدم اتجاه منطقة القرارة ومحيط منطقة المطاحن ومدينة حمد وجامعة القدس بتغطية نارية مكثفة بعشرات الأحزمة النارية. وسمعت أصوات الآليات الاسرائيلية داخل مدينة حمد وسط سكان المدينة عن قصف مدفعى داخلها. ونفذ طيران الاحتلال أحزمة نارية عنيفة وشن قرابة 20 غارة على شمال خان يونس ودير البلح فى قطاع غزة.
هذا وطالب الجيش الإسرائيلى سكان مدينة حمد شمالى خان يونس فى قطاع غزة، الأحد، بالخروج منها إلى مناطق أخرى قال إنها «آمنة». لكن مصادر أفادت أن المناطق التى يطالب الجيش السكان بالتوجه إليها تتعرض للقصف أيضا.
وطالب الجيش الاسرائيلى السكان بالتوجه إلى شارع الشهيد غربا، أو إلى المنطقة الإنسانية، أو إلى دير البلح. وذكر سكان المنطقة أنهم فوجئوا بالتقدم السريع للدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى تجدد المعارك. بينما قالت بعض العائلات إنها غير قادرة على مغادرة منازلها، مع انتشار الدبابات الإسرائيلية فى الشوارع.
وفى غزة عاودت قوات الاحتلال استهداف المواطنين الجوعى الباحثين عن الطعام. واستشهد مواطن واصيب 26 بجراح إثر إطلاق الاحتلال النار على المنتظرين لدخول المساعدات قرب دوار النابلسى غرب غزة. واعلنت الصحة ارتفاع عدد شهداء محررة « الطحين» إلى 118 مواطنا بعد انتشال ثلاثة جدد من شارع الرشيد..وارتقى شهيد وعدد من الجرحى إثر قصف قوات الاحتلال تجمعا للمواطنين فى حى تل الهوى جنوبى مدينة غزة. وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً فى منطقة الصفطاوى شمال غزة ما اسفر عن استشهاد اربعة مواطنين من عائلة الكحلوت.
فى الوقت نفسه، قال الهلال الأحمر الفلسطينى ان الاحتلال الإسرائيلى يواصل حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل التابع للجمعية فى خان يونس لليوم الثانى والأربعين على التوالي، الأمر الذى أدى إلى تدهور الأوضاع الكارثية فى المستشفى وفقا للمؤشرات التالية.. وأوضح أن مخزون الطعام لا يكفى أكثر من أسبوع ، كما أن كمية الوقود المتوافرة تكفى لمدة أسبوع واحد فقط لتشغيل المستشفى بالاضافة الى أن كمية مياه الشرب المتبقية لا تكفى إلا لـ3 أيام.. ونوه الى انتشار بعض الأمراض المعدية بين النازحين بسبب تراكم النفايات بينما انعدمت الاحتياجات الرئيسية لبعض الفئات الخاصة مثل: الحليب وحفاظات الأطفال وكبار السن ونفاد بعض المستهلكات الطبية والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ومستلزمات المختبر.
الى ذلك، أكدت مصادر صحية ارتفاع عدد الأطفال المتوفين بسبب سوء التغذية وعدم توافر العلاج والوقود فى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة إلى 15 شهيدا.. وكان مدير المستشفى قد أعلن وفاة 7 أطفال أول أمس الجمعة، مشيرا إلى أن الأطفال يواجهون الجفاف الشديد وسوء التغذية، فى ظل خروج المستشفى من الخدمة.
فى المقابل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى استهداف عدد من الاليا العسكرية الاسرائيلية بقذائف «آر بى جي»، كما فجرت مبنى تم تفخيخه مسبقا كانت قد تحصنت به قوة إسرائيلية بمنطقة عبسان الكبيرة بخان يونس جنوبى قطاع غزة. وأضافت سرايا القدس أنها أوقعت القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح.
