بعد فوزه بجائزة نوبل قال العالم المصرى الجليل الراحل د أحمد زويل أحد أشهر مقولاته المأثورة عند سؤاله عن الفارق فى التعامل مع المواهب وذوى الفكر فى الغرب وعندنا فى مصر فقال: «الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!»، وهذا بالضبط ما يفعله نخبة من المذيعين والمحللين فى قنوات تحت السلم وأغلبهم من لاعبى الكرة السابقين ولكنهم يتميزون بالجهل الشديد، إضافة إلى أنهم لم يتأهلوا علميا للإمساك بميكروفون الإذاعة أو التليفزيون ولمواجهة الملايين التى يمكن أن تتأثر جدا بما يقال فى الإعلام.
مجموعة اللاعبين الجهلة فى قنوات تحت السلم يفعلون بالضبط ما قال عنه زويل من محاولة لإفشال كل ما هو ناجح من أجل الوصول إلى التريند فى عصر السوشيال ميديا اللعين، حتى لو كان ذلك ضد الكرة فى مصر وهى ما يمثل الماء والهواء والطعام والسلوى للشعب المطحون وتعتبر بالنسبة لهم وسيلة الترفيه الوحيدة التى يخرج فيها طاقاته.
الجهلة لا يرون النجاح فى أى شخص مهما كان منصبه أو مكانته أو عطاؤه، طالما أنهم ينتمون إلى ناد آخر بخلاف النادى الذى يحقق النجاح أو الإدارة واللاعبين الذين يحققون الفوز، طالما أن المصلحة هى إيقاف هذا النجاح من أجل إنجاح أى فاشل، وبالتالى فهم ينفخون ويبالغون فى أى شيء يفعله الفاشل، بجانب الهدف الأساسى وهو إفشال الناجح.
وهنا سأضرب مثالا بمن يهاجمون الأهلى مثلا لأنه الفريق الناجح الذى يحقق الألقاب والبطولات ويستحوذ على الغالبية العظمى من البطولات المحلية، وبدلا من تطبيق نظرية الغرب التى قالها زويل بمحاولة الأخذ بيد الفاشل حتى يصل إلى نفس الدرجة من النجاح، يقوم الجهلة فى القنوات بالتشكيك فى كل عناصر النجاح، ويجب لدعم هذا التشكيك أن يقوم مجموعة اللاعبين الجهلة.
فى أوروبا يحقق ريال مدريد عبر الأجيال البطولات الأوروبية وبخاصة دورى الأبطال التى تعتبر الجائزة الأكبر بالنسبة لكل أندية أوروبا والتى حقق منها 6 نسخ فى آخر 10 سنوات، و15 نسخة بشكل إجمالي، ولكنهم فى أوروبا لم يغاروا من إنجاز الريال.
الجهلة أيضا يحاربون النجاح الفردي، فمثلا لو خرج نموذج مثل عبد الله السعيد كلاعب ملتزم ومنضبط يؤدى بنجاح وهو يخطو ربيعه الأربعين، فلابد أن يتم تشويه هذا النموذج، ولو تألق لاعب مثل طاهر محمد طاهر بعد سنوات من الإخفاق، يجب على هؤلاء الجهلة من الهجوم سريعا عليه حتى يتوقف هذا التألق ويعود للإخفاق.
هذا هو حال بعض الإعلام الرياضى عندنا وسط توقف تام لأى سلطة لإيقاف هذا العبث طالما أن ذلك يخدم التريند «سرطان هذا العصر» فهل من ضابط للإعلام الرياضى الهزيل ؟؟!!