48 ساعة فاصلة فى الانتخابات الأمريكية والتى تؤكد كل المؤشرات انها الأصعب وان الطريق إلى البيت الأبيض مليء بالأشواك والملفات الصعبة داخلياً وخارجياً والتى ستكون حاسمة فى تحديد من يقود القوة الأكبر عالمياً.
تحركات المرشحين ترامب وهاريس لا تتوقف والحشد للانصار على أشده، والتصريحات المتبادلة بل والاتهامات تلعب دوراً فى حسم بعض الأصوات، لكن يبقى الحسم الأكبر عند الناخب الأمريكى هو كيف يتعامل كل مرشح مع الملفات والقضايا المختلفة، وكيف يحمى المصالح الأمريكية وهو ما يظهر فى تصريحات ترامب أو هاريس خلال الفترات الماضية.
دونالد ترامب
الملفات الخارجية
لن تختلف سياسة ترامب الخارجية كثيراً كما كانت عليه عندما كان فى الحكم عام 6102، لكن هناك تحديات كثيرة تواجه بلاده ظهرت فى الفترة الأخيرة.
حرب غزة
أكد ترامب فى أكثر من مناسبة عن دعمه لإسرائيل فى الحرب على غزة.
وقال إنه سيعيد العمل بالإجراء الذى أقرته حكومته خلال فترته الرئاسية، بحظر سفر مواطنى بعض الدول «ذات الأغلبية المسلمة» إلى الولايات المتحدة.
وأعلن أيضاً أنه سيعمل على ترحيل كل «أجنبي» ممن تعاطف أو أيد حماس مهدداً بأنه سيخرج من البلاد كل من تعاطف مع حماس التى وصفها بالإرهابية.
إسرائيل
يشير المحللون والمراقبون أن نتنياهو يأمل فى عودة ترامب إلى البيت الأبيض فى الانتخابات التى ستعقد بعد يومين، حيث كانت فترة ترامب فى البيت الأبيض جيدة بالنسبة لنتنياهو.
ومن المعروف أن ترامب يؤيد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما تربطه علاقة قوية به.
لكن على الرغم من علاقته القوية بنتنياهو إلا أنه صرح بضرورة «إنهاء هذه الحرب بسرعة.
لبنان
أكدوقوفه بجانب تل أبيب فى حرب لبنان.
تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فى مكالمة أجراها مؤخراً معه «افعل ما يجب عليك فعله»، فى اشارة إلى تأييد كبير من جانبه للقرارات التى تتخذها تل أبيب.
وكان ترامب قد أعرب فى وقت سابق عن إعجابه بعملية أجهزة البيجر التى قتلت عناصر حزب الله ببطاريات متفجرة تم زرعها داخل هذه الأجهزة فى سبتمبر الماضي.
الصين
طرح ترامب اقتراحا مثيرا للجدل بفرض رسوماً جمركية كبيرة ليس فقط على الصين ولكن على شركاء اقتصاديين آخرين، قائلاً إنه سيفرض رسومًا جمركية تتراوح بين 10 و20٪ على جميع الواردات ونحو 60٪ على السلع الصينية.
كما تعهد بإنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شى جين بينج يعرف أنه «مجنون».
وهدد ترامب أيضاً الصين بأنه إذا انتخب رئيساً، فسوف يفرض رسوماً جمركية على بكين بنسبة تتراوح من 150 ٪، إلى 200 ٪» إذا قامت بحصار تايوان.
كوريا الشمالية
يرى ترامب أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا كبيراً لبلاده، لكنه لم يتحدث عن طريقة تعامله مع هذا الملف.
إيران
يتفق ترامب مع هاريس فى ضرورة عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وأنها تعمل على زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
قال ترامب إنَّه يجب على واشنطن التوصل إلى اتفاق مع إيران لوقف برنامجها النووي، مشدداً على أنه لن يسمح لطهران بامتلاكه.
الحرب الروسيا الأوكرانيا
ينتقد ترامب باستمرار تقديم الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية وعسكرية لأوكرانيا.
وخلال تجمع انتخابى فى سبتمبر الماضى وصف زيلينسكى بأنه أعظم مندوب مبيعات على الأرض، قائلا إنه فى كل مرة يتحدث فيها زيلينسكى مع بايدن، يحصل على مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.
و بحسب خطة ترامب، أنه سيسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضى الأوكرانية التى تحتلها، ومنع كييف من الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما لا يختلف كثيرا عن مطالب بوتين لإنهاء الحرب، متعهداً أنه إذا أعيد انتخابه فإنه سينهى الحرب الأوكرانية فى يوم واحد.
الملفات الداخلية
الضرائب:
تعهد ترامب بحزمة مقترحات لخفض الضرائب تصل إلى 10.5 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، وهو مبلغ يتجاوز الميزانيات المجمعة للوكالات الفيدرالية المحلية. وحذر الخبراء من هذه الخطط، مؤكدين أنه يصعب تنفيذها على أرض الواقع.
الهجرة
يواصل ترامب، التصريحات المثيرة للجدل بشأن الهجرة، معتبرها ورقة رابحة له فى الانتخابات، ففى تجمع انتخابى بمدينة ألباكيركى بولاية نيو مكسيكو، القريبة من الحدود مع المكسيك، وصف ترامب المهاجرين غير النظاميين بأنهم «قتلة.
و أضاف أن خطته ترتكز على وضع حد لـ»غزو» المهاجرين وطردهم من البلاد فى حال انتخابه رئيسا مرة أخري.
الإجهاض
يعارض ترامب الاجهاض، تلك الورقة التى تلعب بها هاريس فى الانتخابات لمغازلة النساء الأمريكيات.
ويدعو ترامب إلى معاقبة النساء اللواتى يخضعن للإجهاض، لكنه يعارض إجراء عمليات الإجهاض فى الشهر التاسع من الحمل.
هاريس
الملفات الخارجية
تحدثت هاريس عن ملامح السياسة الخارجية لإدارتها حال وصولها إلى البيت الأبيض، حيث كشفت خلال تجمعاتها الانتخابية، ولقاءاتها الإعلامية عن طريقة تعاملها مع الملفات الدولية الراهنة التى تمثل أولوية لدى الولايات المتحدة.
حرب غزة
قالت هاريس فى تصريح حديث لها فى ولاية ويسكونسن، إنها ستفعل «كل ما فى وسعها لإنهاء الحرب فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وفقاً لما ذكرته سى إن إن الأمريكية.
كما أكدت المرشحة الديمقراطية هاريس خلال مناظرتها مع ترامب أنها تؤيد حلّ الدولتين من خلال اقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع اسرائيل بالشكل الذى يحقق الأمن للطرفين.
إسرائيل
أكدت هاريس التزامها الثابت بأمن إسرائيل قائلة إنها ستدعم دائما حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية الموالية لها، مثل حزب الله وحركة حماس والحوثيين. كما ذكرت أنها ترفض وضع شروط أو قيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
لبنان
تتعامل هاريس مع الحرب فى لبنان بنفس نهج غزة، فهى تريد انهاء الحرب فيها و العمل على خفض التصعيد فى الشرق الأوسط بالشكل الذى يضمن أمن اسرائيل.
وكانت هاريس قد صرحت فى بيان بعد مقتل الأمين العام لحزب الله،حسن نصر الله، بأن العدالة تحققت، مشددة أن «قيادته لحزب الله على مدى عقود كرست لزعزعة استقرار الشرق الأوسط ومقتل عدد كبير من الأبرياء فى لبنان وإسرائيل وسوريا وحول العالم.
الصين
ترى هاريس أن أفضل استراتيجية لدرء خطر الصين، هو الانخراط أكثر مع بكين على كافة الأصعدة، وذلك وفق خارطة الطريق لكلا الطرفين.
وكانت قبل ذلك قد أكدت – خلال لقائها الزعيم الصيني، شى جين بينج فى قمة التعاون الاقتصادى لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، التى عقدت فى بانكوك – أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة لإدارة المنافسة بين بلداننا بشكل مسئول.
وتعارض نائبة الرئيس الأمريكى سيطرة بكين على بحر الصين الجنوبي، وكذلك أى اجراء عدائى ضد تايوان مشددة على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان الذى يعد عنصراً أساسياً لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ.
إيران
أكدت هاريس خلال مقابلة تليفزيونية لها الشهر الماضى أنها ستضع عدم امتلاك إيران سلاحاً نوويا على قمة أولوياتها، معتبره أن طهران وليست الصين أكبر تهديد لبلادها، الأمر الذى أثار عدة انتقادات لها على اعتبار أن إيران من الناحية الجيوسياسية ليست تهديداً لأمريكا بل تعتبر الصين الخصم الحقيقى لها. وكان تبرير هاريس هو إيران يدها ملطخة بالدماء الأمريكية، وفقاً لما ذكرته سى بى إس الأمريكية.
وعن الضربة الاسرائيلية الأخيرة لإيران، قالت إنه يجب على الحكومة فى طهران ألا ترد على تل أبيب، محذره أن بلادها «مستعدة للدفاع عن إسرائيل.
كوريا الشمالية
وعلى الرغم من أن هاريس لم تتحدث كثيراً عن كوريا الشمالية، إلا أنها انتقدت فى تصريحات سابقة نظام بيونج يانج، واصفه الحكم بالديكتاتوري، مشددة أن الأسلحة التى يمتلكها غير قانونية يهدد السلام والاستقرار.
الحرب الروسيا الأوكرانيا
تنتمى هاريس إلى معسكر الدفاع الشرس عن أوكرانيا ضد روسيا، وهى تتماشى مع إلى حد بعيد مع سياسة الرئيس الحالى جو بايدن.
وقالت هاريس فى خطاب قبولها الترشح للانتخابات فى مؤتمر الحزب الديمقراطي، إنها ستدعم أوكرانيا الحلفاء فى الناتو بقوة.
كما صرحت أيضاً بأنها ستواصل سياسة بايدن فى مساعدة أوكرانيا، معبرة بوضوح عن رغبتها فى رؤية روسيا مهزومة فى احدى الفعاليات، بحسب ما ذكرته قناة الحرة.
وتعتمد أوكرانيا فى دفاعاتها ضد روسيا إلى حد كبير على الدعم العسكرى والمالى والدبلوماسى الأمريكى بشكل أساسي، الأمر الذى لاقى خلافات كبيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
الملفات الداخلية
الضرائب:
تعهدت نائبة الرئيس الأمريكى بتوسيع حد الإعفاء الضريبي، بما فى ذلك إعفاء قدره 6000 دولار للمتزوجين حديثاً وكذلك توسيع الإعفاء الضريبى على الدخل للعمال ذوى الدخل المنخفض.
كما وعدت هاريس بألا يدفع أى شخص يكسب أقل من 400 ألف دولار سنتا واحدا، أما بالنسبة للأشخاص الذين يكسبون أكثر من مليون دولار سنويا، فإن معدل الضريبة على مكاسب رأس المال طويلة الأجل سيزيد من 20٪ إلى 28٪.
كما قالت هاريس إنها سترفع معدل الضريبة الفيدرالية على الشركات من 21٪ إلى 28٪، متعهدة بالدفاع عن الشركات الأمريكية النتضررة من الممارسات غير العادلة، خاصة فى مجالات بناء السفن والسيارات الكهربائية والملكية الفكرية.
الهجرة
أكدت هاريس بأنها ستواجه الهجرة الشرعية وأنها ستقوم بترحيل كل من جاء إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.
ودافعت المرشحة عن الهجرة الشرعية قائلة: يجب أن ندرك أننا أمة مهاجرين، وسأعمل مع الكونجرس لتمرير إصلاحات الهجرة، بما فى ذلك خلق مسار قانونى فيما يتعلق بالجنسية للمهاجرين الجادين».
الإجهاض
تعهدت المرشحة الديمقراطية بأنها ستستعيد «الحق الوطني» فى الإجهاض، وسترفع القيود المفروضة على الإجهاض، وبأنها سترد على ما سلبه ترامب وقضاته فى المحكمة العليا من حقوق النساء الأمريكيات.
