حماس: مستعدون لتسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية
فى تحول دراماتيكي، أبدت حركة حماس استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، بعد محادثات أجرتها مع المسئولين المصريين، وفقاً لمصادر سكاى نيوز عربية.
وقال نائب رئيس المكتب السياسى لحماس، خليل الحية، إنه وجه رسالة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، أعرب فيها عن استعداد الحركة لتسليم القطاع إلى السلطة واللجنة المكلفة بإدارته، بشرط ضمان استيعاب موظفى حماس فى الإدارة الجديدة أو إحالتهم للتقاعد مع استمرار صرف رواتبهم الشهرية.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، قرر إنشاء إدارة خاصة لبحث هجرة سكان قطاع غزة طوعًا.
وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن «كاتس» عقد اجتماعًا خاصًا اليوم قدم خلاله خطة أولية حول خروج الفلسطينيين طوعًا من قطاع غزة.
وأوضحت الوزارة، أن الخطة تشمل مساعدات واسعة للفلسطينيين الذين يرغبون فى مغادرة القطاع، وتسهيل سفرهم إلى دولة ثالثة برًا وجوًا وبحرًا.
يأتى ذلك وسط مرور 500 يوم على أبشع حرب إبادة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتشرد فيها آلاف آخرين تركوا منازلهم ونزحوا هربا من آلة الموت، لكنهم رغم قساوة الحرب رفضوا ترك أرضهم والرضوخ للمخططات الخبيثة بالتهجير بحثا عن الأمان. وكان لمصر دور محورى فى الحفاظ على القضية الفلسطينية من تصفيتها بدءا من جهود الوساطة الحثيثة التى أتت ثمارها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ثم تمهيد الطريق لعودة النازحين إلى ديارهم فى شمال القطاع، وصولا إلى إدخال قوافل المساعدات عبر معبر رفح.
ورغم ذلك مازال الجانب الإسرائيلى يتعنت فى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتنصل من بعض بنوده، حيث أكد الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل لن تسمح بتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، وذكر بيان مكتب نتنياهو: «كما تعهدت فى اليوم التالى للحرب فى غزة لن تكون حماس ولن تكون السلطة الفلسطينية». وأضاف: «أنا ملتزم بخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من أجل غزة مختلفة».
جاء ذلك بينما قالت القناة 14 العبرية، نقلا عن مسئولين إسرائيليين، إن إسرائيل ستطرح ثلاثة مطالب رئيسية على حماس خلال جولة المفاوضات الجديدة، وهي، إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتفكيك الجناح العسكرى للحركة وإنهاء قدراته القتالية، ونفى قادة حماس من قطاع غزة إلى خارج الأراضى الفلسطينية.
وأوضحت مصادر سياسية أن هذه المطالب تحظى بدعم كامل من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حيث تسعى واشنطن للضغط على حماس لنزع سلاحها كجزء من الحل السياسى طويل الأمد.
كان المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف قد أكد فى وقت سابق إن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة صامد، وأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بالتأكيد.
وأوضح ويتكوف لقناة «فوكس نيوز» أنه أجرى اتصالات مع المسئولين فى الشرق الأوسط وكانت بناءة للغاية حول تسلسل المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا لأنها تشمل إنهاء الحرب وعدم مشاركة حماس فى الحكومة وخروجها من غزة.
فى السياق، أكد مكتب نتنياهو أنه لم يكن هناك أى ضغط أمريكى لإرسال الوفد إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وأضاف أن الحديث عن المرحلة الثانية يتعلق باليوم التالى وسيقوده المستوى السياسي.
يذكر أن الضغط الحقيقى الذى يتعرض له نتنياهو يأتى من داخل إسرائيل حيث اعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين إضرابهم عن الطعام لـ500 دقيقة وسط وقفات احتجاجية فى تل أبيب للمطالبة بإعادة المحتجزين من غزة وذلك تزامنا مع مرور 500 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وعلى الصعيد الميداني، يواصل الاحتلال الاسرائيلى خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حيث ادّت انتهاكات الاحتلال خلال اقل من اربع وعشرين ساعة إلى استشهاد اربعة مواطنين مع استمرار إطلاق النار فى جنوب وشرق مدينة رفح الفلسطينية ومدينة خان يونس.
وفى الضفة الغربية، قال منسق القوى الوطنية فى جنين راغب أبو دياك، إن الاحتلال هجر قسرا ما يزيد على 90٪ من أهالى مخيم جنين، فقد نزح أكثر من 20 ألف مواطن توزعوا على أرجاء المحافظة وقراها وبلداتها. وأضاف، أن الاحتلال دمر وعاث خرابا فى 470 منزلا بشكل كامل وجزئي.
فى الوقت نفسه، أعلنت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل طرحت مناقصة لبناء ما يقرب من ألف وحدة سكنية إضافية للمستوطنين فى مستوطنة إفرات فى الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يضع مزيدا من العراقيل أمام تطوير مدينة بيت لحم الفلسطينية القريبة.
قالت هاجيت عوفران، التى تقود مراقبة الاستيطان فى حركة السلام الآن، إن بناء هذه الوحدات يمكن أن يبدأ بعد عملية التعاقد وإصدار التصاريح، وهو ما قد يستغرق عاما آخر، على الأقل.