إسرائيل تقرّ إنشاء وكالة تعمل على «مغادرة طوعية لأهل غزة»
مع استئناف غاراتها على غزة منذ أيام، بدأت إسرائيل أمس هجوماً برياً على تل السلطان فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع. فقد أشار المتحدث باسم جيش الاحتلال، فى بيان نشره على حسابه فى منصة إكس إلى أن القوات الإسرائيلية بدأت هجوما فى منطقة تل السلطان. كما أمر السكان بإخلاء الحي، محذراً فى الوقت نفسه من التحرك بالمركبات والسيارات.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين فى قصف الاحتلال منزلاً لعائلة عاشور فى حى الجنينة برفح الفلسطينية، وباستشهاد فلسطينيين فى منطقة الحشاشين فى رفح الفلسطينية، كما أصيب عدد من الفلسطينيين فى قصف الاحتلال منزلاً لعائلة شعت بحى النصر شمال المدينة.
كانت إسرائيل شنت فجراً غارات عنيفة على مدينة خان يونس جنوباً، حيث استُشهد 50 فلسطينيًا وأصيب آخرون، فى الغارات التى شنتها طائرات الاحتلال على رفح الفلسطينية وخان يونس جنوب غزة.
فى خان يونس، استُشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون فى غارة للاحتلال على منزل لعائلة أبو دقة منطقة الفخارى شرقًا، واستشهدت فلسطينيتان بينهما طفلة وأصيب آخرون فى قصف الاحتلال منزلاً فى الحى اليابانى غرب المدينة، واستُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون فى قصف خيمة تأوى نازحين فى منطقة المواصي، واستُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون فى قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الأغا شمال المدينة.
أصيب 4 فلسطينيين بقصف طائرات الاحتلال منزلاً فى حى التفاح شرق مدينة غزة، نقلوا إلى مستشفى الأهلى العربى «المعمداني» فى المدينة.
ارتفع عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 50,021 شهيدا وأكثر من 113,274 إصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023 فيما بلغت الحصيلة منذ 18 مارس الجارى 673 شهيدا و1,233 إصابة.
وكانت حماس قد أعلنت استشهاد النائب صلاح البردويل، عضو المكتب السياسى للحركة، وزوجته جراء غارة إسرائيلية على خيمة يقيم فيها بمخيم يأوى نازحين غرب خان يونس. ويعتبر البردويل قيادياً بارزاً وعضواً فى مكتبها السياسي، كما شغل منصب نائب بالمجلس التشريعى الفلسطينى ومتحدثا باسم الحركة.
ووسط استمرار سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين، صوت المجلس السياسى والأمنى الإسرائيلي، على اقتراح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لصالح إنشاء هيئة لـ»إدارة الهجرة من غزة».
جاء هذا بعد انتهاء اجتماع الكابينت الإسرائيلى الذى بحث مواصلة الضغط العسكرى على قطاع غزة، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
كما أشارت إلى أن الوزراء تلقوا إحاطة حول الأبعاد الدولية لخطة الهجرة وكيفية تنفيذها وفقا للقانون الدولي، بعدما أعلن سموتريتش خلال مناقشات فى الكنيست الأسبوع الماضى إنشاء «إدارة للهجرة» تهدف إلى تنفيذ خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن غزة.
من ناحية أخرى وافق المجلس الإسرائيلى أيضا على قرار توسيع الاستيطان، والاعتراف بــ13 مستوطنة جديدة فى الضفة الغربية. أتت هذه الخطوة، التى يقودها وزير المالية الإسرائيلى على خلفية الموافقة على إنشاء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية فى الضفة.
بالتزامن مع هذا التصويت، رأى مستشار الأمن الأمريكي، مايك والتز، أن فكرة نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة، التى اقترحها سابقاً الرئيس الأمريكي، عملية للغاية. علماً أن ترامب قد ألمح قبل أكثر من أسبوع إلى تراجعه عن خطة تهجير سكان غزة، إذ أكد حينها أنه لا يملك أحد إجبار أهل القطاع الفلسطينى على المغادرة.
أوضح والتز أن ترامب حقق الكثير خلال أسابيع قليلة. واعتبر أنه من «الجنون أن تنفق واشنطن أو حلفائها المليارات من أجل إعادة إعمار غزة ثم ترى إرهابيين يهاجمون مجدداً إسرائيل»، وفق تعبيره.
كذلك أضاف أن ترامب ناقش كيفية عيش مليونى شخص لعقد من الزمن وسط هذا الوضع الذى تشهده غزة. وذكّر بأن ترامب كان أكد قبل تنصيبه أن استمرار احتجاز أمريكيين من قبل حماس فى القطاع الفلسطينى المدمر سيكلف ثمناً باهظاً. كما رأى أن تهديدات ترامب هذه هى التى دفعت حماس إلى الانخراط فى اتفاق وقف إطلاق النار.
فى الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ62 على التوالي، مما أسفر عن 34 شهيدا، وعشرات الإصابات، والمعتقلين بالاضافة إلى عمليات تجريف، وحرق منازل.
ووصل عدد النازحين من المخيم إلى 21 ألف نازح، موزعين بين مدينة جنين وبعض قرى المحافظة.
وبحسب بلدية جنين، فإن الاحتلال جرف 100٪ من شوارع مخيم جنين وقرابة 80٪ من شوارع مدينة جنين، فيما تم تهجير سكان 3200 منزل من المخيم. وافادت مصادر محلية بان قوات الاحتلال اعتقلت مواطنا من قرية بير الباشا جنوب جنين، بعد اقتحام منزله.
كما اقتحمت بلدة جلبون، وسط إطلاق الغاز السام المسيل للدموع وقنابل الصوت، فيما كثفت اقتحاماتها لبلدات وقرى المحافظة، وشنت حملات اعتقالات واسعة، وتحقيقات ميدانية، ومداهمات للمنازل، وتفتيشها. وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال اعتقل قرابة 230 مواطناً من المحافظة، منذ بدء العدوان.