ما هو مستقبل المنطقة العربية فى السنوات القادمة؟
هل هو سؤال عبثى ونحن وسط النيران المشتعلة؟
أعتقد الاجابة بالنفي، ولذلك تكون الأسئلة مشروعة ومنها على سبيل المثال:
> هل تدرس مراكز الأبجاث والدراسات فى عالمنا العربى مستقبل المنطقة وشكلها السياسى والاقتصادى والتكنولوجى بعد أن تضع الحرب الدائرة الآن أوزارها، ليس فى غزة ولبنان فحسب ولكن مع احتمالات تمددها إلى دول أخري؟
– نعم الاجابة قد تكون صعبة، ولهذا مطلوب أن يضع الخبراء كافة السيناريوهات لكل السيناريوهات والاحتمالات.
> لن أتحدث عن تمدد إسرائيل على أراض جديدة فى لبنان مثلاً بعد محاولات شل قدرات حزب الله، وافقاد حماس الكثير من قوتها، لكن أقصد ما خارج منطقة الصراع، ولذلك أعتقد أن الحرب القادمة التى يجب أن نحذر منها ستكون من داخل المجتمعات العربية وبأشكال مختلفة.
> لكن الأخطر من وجهة نظرى النجاح الصهيونى المنتظر فى الفترة القادمة فى التغلغل داخل المجتمعات العربية.
> على سبيل المثال ما هى السيناريوهات التى تعدها مراكز الدراسات والأبحاث العربية لمواجهة والتحذير من المحاولات الإسرائيلية لتمزيق الجسد العربى فى الصومال والسودان وليبيا والعراق وسوريا!!
> بماذا تحذر الدراسات وبالمعلومات عما ستسفر عنه اتفاقيات التعاون والتطبيع القائمة والقادمة فى تغلغل الكيان الصهيونى فى المجتمعات العربية عن طريق:
> أولاً: الشراكات الاقتصادية المباشرة والعلنية بين شركات إسرائيلية وشركات عربية، بعد أن اختفت أو تخفت لسنوات وراء الشركات متعددة الجنسيات، والهدف طبعاً لكل ذى عينين هو السيطرة على الاقتصاد العربي، أو بالأصح من نجا أو تبقى من أموالنا التى لم تذهب للبنوك الاجنبية والأمريكية على وجه الخصوص!!
> تخيلوا معى نتائج إقامة بنوك مشتركة أو شركات لأنشطة اقتصادية متعددة، وتكون السيطرة فيها بمرور الأيام للكيان الصهيوني!
> تخيلوا معى ما شكل الصناعات العربية الإسرائيلية وما أهدافها بعد استنزاف المال العربى فيها لصالح الأجندة الصهيونية.
> تعالوا نتخيل معا ونحن نرى كل المعلومات عن كل شيء للمواطن العربي، بدء من تاريخ ميلاده وتاريخه الاجتماعى والصحى والاقتصادي، وحتى البيانات الخاصة بكل شيء عن كل مؤسسات وهيئات كل دولة من خلال ما يسمى بالتعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات، ولا يخفى على أحد كيف يمكن استغلال هذه المعلومات فى القضاء على العالم العربى من الداخل!!
> تعالوا نتخيل ما يمكن أن يؤدى إليه التواجد الصهيونى الحقيقى على كل ذرة رمل من المحيط إلى الخليج وبارادتنا المسلوبة.
> تخيلوا معى ماذا سيكون حال المعدات العسكرية التى دفع العرب ثمنها بآلاف المليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية وقد أخذت إسرائيل «الباس ورد» من البيت الابيض والبنتاجون، لتتحول فى لحظة إلى قطع من الخردة.
> تعالوا نتخيل ما يمكن أن تحدثه الهيمنة الصهيونية على المعلومات الصحية للمواطنين العرب ومستشفياتهم بنشر الأوبئة والفيروسات والأمراض، يعنى بأيدينا نقدم «الباس ورد» الخاص بمواطنينا ومنشآتنا للقضاء علينا من الأعداء.
> تعالوا نتخيل ماذا سيحدث لأراضينا الزراعية بعد أن يثمر التعاون، أقصد الهيمنة الصهيونية على أراضينا من خلال البذور المعالجة جينيا بالهرمونات، أو بالمبيدات المسرطنة المرشوشة بأيدينا فى أراضينا!!
> تعالوا نتخيل الأجواء العربية بعد نشر الفيروسات والأوبئة.
> تعالوا نتخيل ما يحدث لنا بعد ما نشربه بعد تلويث المياه والمشروبات.
> يعنى باختصار المهيمن سيكون للعقل الصهيوني.
> تخيلوا بعد كل هذا هل ستحتاج إسرائيل معارك حربية وصواريخ وقنابل، أم سنكون مجرد لقمة سائغة، أو مجرد منديل ورقى يلقى فى صندوق المخلفات بعد أن تم استخدامه وللمرة الأخيرة.
أعتقد أن النموذج المصرى هو المطلوب الفترة القادمة.. نموذج يحمى الأمن القومى ويواجه التحديات بالعلم، ولا يترك مساحة لتكون ثغرة أو نقطة ضعف لأنه يدرك أن الحرب مستمرة وقذرة والمخطط مازال مستمراً ولن يتوقف.