يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى غاراته العنيفة على لبنان لا سيما فى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت حيث قصفت غاراته أمس مقر مخابرات ومخازن لحزب الله على حد زعمه، كما أعلن الجيش أمس إرسال فرقة ثالثة إلى الجنوب وبدء مناورة عسكرية فى منطقة الجليل الغربى استعداداً لتنفيذ «عملية برية مركزة» فى جنوب لبنان.
وشهد جو الجنوب تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال على ارتفاع منخفض بمناطق متفرقة حيث أغارت على بلدات الناقورة والشهابية وشقرا وكفر ملكى جنوبى لبنان، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان جراء القصف العنيف وسُمع دوى انفجارات متتالية.
كما نفذ جيش الاحتلال غارات جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت ووسط لبنان بقصف مدفعى مكثف، وطالب سكان أكثر من 25 بلدة فى الجنوب اللبنانى بالإخلاء الفوري.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن 4 مواطنين بينهم جندى بجيش لبنان استشهدوا فى غارة إسرائيلية على منزل فى صريفا بمحافظة صور جنوبى لبنان.
وأشارت وزارة الصحة اللبنانية إلى سقوط 6 شهداء منهم 3 أطفال و46 جريحاً فى غارة على القماطية بجبل لبنان، وأضافت أن 10 من عمال الإطفاء والإسعاف استشهدوا فى غارة إسرائيلية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل فى بلدة برعشيت جنوب لبنان.
من جانبه، أعلن حزب الله قصف تجمع لآليات وأفراد الاحتلال فى موقع جل العلام وكفر فراديم وبوابة بلدة رميش برشقات صاروخية حققا إصابات مباشرة.
وقالت إذاعة جيش إسرائيل إن صاروخين سقطا فى الجليل الغربى دمرا سيارات ببلدة كفار فرديم وإن جيش الاحتلال اعترض 5 صواريخ أخري.
كما أعلن الحزب قصف قاعدة الكرمل جنوب حيفا بصواريخ فادى 1، وقصف قاعدة نيمرا العسكرية غربى طبريا، إحدى القواعد الرئيسية شمالى إسرائيل.
وقال إعلام إسرائيلى إن 35 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه حيفا وقصف لأول مرة وسط المدينة، وهى ثالث أكبر مدن إسرائيل، بعدما فشل جيش الاحتلال فى اعتراضها.
وقُتل جندى إسرائيلى وأصيب آخران بجروح خطيرة بقذيفة هاون، كما أعلن مستشفى رمبام الإسرائيلى وصول 6 جرحى على الأقل بسقوط صواريخ فى حيفا. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة شخصين بجروح بين متوسطة وخطيرة فى طبريا جراء إطلاق الصواريخ باتجاه المدينة.
لكن خبراء عسكريين يقولون إن إسرائيل تقلل عدد قتلاها وجرحاها المُعلن وتحظر على الإعلام والمستوطنين تصوير الأضرار ونشرها إلا برقابة مشددة، خوفاً من غضب الإسرائيليين ومن إخافة الجنود.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم تعطيل الدراسة فى حيفا والتحول نحو نظام التعليم عن بعد فى بعض مدارس المدينة عقب سقوط الصواريخ.
من جهة أخرى قال نائب قائد فيلق القدس الإيراني، إيرج مسجدي، أن اللواء إسماعيل قآنى قائد الفيلق بصحة جيدة ويواصل عمله، نافياً تقارير بوفاته فى الأيام الماضية وصفها أنها شائعات تنشرها إسرائيل لإضعاف روح المقاومة.
على صعيد آخر، قام نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدى أمس بزيارة تضامنية إلى لبنان التقى فيها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانى نجيب ميقاتى ورئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى وقائد الجيش اللبنانى العماد جوزاف عون، لبحث جهود وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان وسبل الدعم فى مواجهته.
ووصل الصفدى بيروت على متن طائرة عسكرية أردنية تحمل 13 طن مواد غذائية وإغاثية وأدوية ومستلزمات طبية، وهذه هى سابع طائرة مساعدات أردنية تصل لبنان منذ 18 سبتمبر الماضي.
وأكد تضامن الأردن المطلق مع لبنان وأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه وإدانة عدوان إسرائيل على لبنان ودعم جهود إعادة بناء المؤسسات الوطنية اللبنانية. وأكد ضرورة تحرك المجتمع الدولى فوراً لوقف العدوان على لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل.
وقال الصفدى فى مؤتمر صحفى بعد لقائه ميقاتى إن الأردن لن يسمح بخرق مجاله الجوي، وإن السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار فى المنطقة هو تلبية حق الشعب الفلسطينى بإقامة دولته المستقلة، وإن إسرائيل تتحمل مسؤولية التصعيد الذى يدفع المنطقة إلى الحرب الإقليمية الشاملة.
وعلى صعيد متصل قال وزير الإعلام اللبنانى زياد مكارى إن الاحتلال الإسرائيلى يرفض أى مبادرات وقف إطلاق النار، مؤكداً تمسك لبنان بالمبادرة الفرنسية الأمريكية التى تنص على وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً.