تواجه الدولة المصرية حروباً متعددة اوكثيرة نستطيع ان نقول انها تأتى فى إطار الحرب الشاملة على مصر.. أو قل المؤامرة الشيطانية عليها.. منذ يناير 2011 جربوا معها كافة أنواع وأشكال الحروب الجديدة.. من تزييف الوعى وتضليل الشعب وخلق هوة وفجوة بين القيادة والشعب وصولاً إلى فوضى كادت تسقط الدولة.. ثم فشلت فى تحقيق أهدافها.. فذهبوا إلى دعم وتمويل ودفع الإرهاب الذى خاض حرب وكالة ضد مصر نيابة عن قوى الشر.. لكن مصر أيضاً نجحت فى دحر الإرهاب واستئصال شأفته ثم اطلق العنان لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتسفيه من أى إنجاز حقيقى فى مصر.. وصلت إلى حد التحريض المباشر فى محاولة يائسة لهز الثقة بين القيادة والمصريين ودفع الشعب إلى التدمير والاحباط وخفض الروح المعنوية.. ولكن أيضاً كل ذلك فشل ورغم ذلك تتصاعد وتيرة الأكاذيب والشائعات والإصرار على الاستمرار فى حرب الأكاذيب ضد مصر لتحقيق الكثير من الأهداف أبرزها الوصول إلى نتيجة نهائية وهى تحريك الشعب لم تتحقق أهدافهم بفضل الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لدى المصريين ويقظتهم حالت دون نجاح هذه الأكاذيب والشائعات.
منذ عام 2014 وحتى يومنا هذا لم تتوقف الشائعات التى تستهدف الدولة المصرية فى كافة مجالاتها وإنجازاتها.. وقياداتها ولم تتحقق أو تصدق حتى لو كذبة واحدة.. وليس حتى فيها ذرة حقيقة.. ولذلك فإن الشعب المصرى يعى ذلك تماما انها مجرد شائعات بهدف النيل من الدولة المصرية وشعبها.. ونشر أجواء التشكيك وانعدام الثقة وهذا الوعى والفهم هو الذى حمى مصر من آثار وتداعيات طوفان هذه الشائعات.
حرب الأكاذيب والشائعات التى تدار ضد مصر وشعبها هى حرب ممنهجة ومدفوعة تقودها قوى الشر باستخدام أدوات ومنابر وخلايا إلكترونية إخوانية.. مدعومة بالمال والامكانيات والمرتزقة.. بهدف زعزعة الأمن والاستقرار و«لخبطة» المواطن المصرى وهز ثقته فى وطنه وقيادته.
الأكاذيب والشائعات حملات التشكيك التى تستهدف الدولة المصرية.. وأمنها واستقرارها ليست أمراً عادياً بل تتضافر فيها وسائل ووسائط مختلفة ومتعددة قنوات تليفزيونية تظهر عليها أبواق من المرتزقة والمأجورين ووسائل إعلام دولية تديرها أجهزة مخابرات معادية ينفق عليها بسخاء.. وأيضاً كل يوم يتم استهداف عدد من المجالات والقطاعات المصرية بالأكاذيب والشائعات والتشويه التى لا أساس لها على أرض الواقع ولكن هدفها هو محاولات فاشلة لتضليل وتزييف وعى المصريين وتحريضهم والسعى إلى الهدف الأساسى وهو تحريكهم ودفعهم إلى الفوضي.. ولكن لماذا كل هذا الطوفان من الشائعات والأكاذيب الذى يشن على الدولة المصرية.. يقيناً ان هناك مؤامرة تتبناها قوى الشر ضد مصر وشعبها.. لكن هذه القوى لا تستطيع الاشتباك المباشر أو المواجهة المباشرة مع مصر نظراً لقوتها ومنعتها وكونها دولة تقف على أرض صلبة.. وان سر هذه القوة هو الشعب المصري.. لذلك يحاولون دون جدوى تزييف وعى المصريين وخداعهم وتضليلهم بالأكاذيب والشائعات لدفعهم وتحريكهم إلى الفوضى والتدمير وهو إحدى وسائل الحروب الجديدة قليلة التكلفة ولا تحتاج سوى ملايين الدولارات وتعتمد على التكنولوجيا والتطور الهائل فى وسائل الاتصال.
أيضاً فإن الدولة المصرية اختارت طريق البناء والتنمية والقوة والقدرة وتمضى إلى الأمام وفق مشروع وطنى لتحقيق التقدم.. لذلك فإن قوى الشر تحاول ان تحقق أهدافها الشيطانية فى تقويض هذا المشروع من خلال محاولة ترسيخ الإحباط واليأس وخفض الروح المعنوية وهز الثقة وترويج فكر انه لا فائدة.. بالإضافة إلى أن بلوغ مصر لأهدافها فى تحقيق التقدم يهدد مخططات قوى الشر.. لذلك يسعون إلى إسقاط وتدمير الدولة المصرية من خلال تزييف وعى شعبها لكن دون فائدة وفشلت حملات الأكاذب والشائعات التى تقودها قوى الشر ضد الدولة المصرية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث عن خطورة الأكاذيب وأحاديث الإفك والشائعات والافتراءات فى الفترة الأخيرة وبحجم غير مسبوق.. داعياً المصريين إلى الانتباه لهذه الأكاذيب وانها لا تمت للواقع أو الحقيقة بأى صلة ولابد ان نعى جيداً كمصريين أننا فقط نقف على أرض صلبة الآن.. وان الكذب والافتراءات هدفها ضرب جدار الثقة والتقليل وتزييف الواعى وان الحل الوحيد والسبيل الأمثل لمجابهة هذه التحديات ان نظل متماسكين ومتحدين أيادينا فى أيدى بعضنا البعض.
الحقيقة ان الرئيس السيسى وجه التحية للشعب المصرى خلال حديثه بالأكاديمية العسكرية الاثنين الماضى قائلاً: ان الـ10 سنوات الماضية برهنت على تماسك الشعب المصرى فى الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة فكان الشعب هو حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار.. على مدار أكثر من 10 سنوات فشلت حملات الأكاذيب والأباطيل والشائعات وأحاديث الإفك التى تروجها قوى الشر بهدف زعزعة الأمن والاستقرار والاصطفاف والوعى فى مصر.. ولم تحقق أى هدف وكان من المفروض ان تخجل قوى الشر من هذا الفشل الذريع..
والسؤال المهم الذى يجب ان نطرحه كيف نضمن استمرار فشل مثل هذه الحملات المكثفة للأكاذيب والشائعات التى تستهدف الدولة المصرية خاصة ان قوى الشر رغم فشلها مازالت تُصر على تصعيد حملات الأكاذيب.. والحقيقة ان تقوية جدار الوعى المصرى وتحصين العقول يحتاج التمسك بتحقيق أهداف محددة أبرزها الآتي:
أولاً: خلق سياق عام من الوعى الحقيقى والفهم الصحيح وتعظيم جدار الثقة بين القيادة ومؤسسات الدولة والمواطنين.. فهذا السياق الذى يجعل ردة الشعب تجاه هذه الأكاذيب يمثل دائماً إلى عدم تصديقها وادراك حقيقى لكونها مجرد أكاذيب معروف أهدافها ونواياها`.
ثانياً: ان تحصين العقل المصرى يحتاج مواصلة ترسيخ مناخ الشفافية والمصارحة والمصداقية العالية لدى الحكومة.. وان تكون لديها المبادأة فى اطلاع المواطن على كافة الحقائق واتاحة كافة البيانات والمعلومات والأرقام حتى ولو لم يستدع الأمر وأيضا ان يكون هناك تواصل دائماً بين الحكومة ومؤسسات الدولة ومواطنيها بكافة الوسائل والوسائط المباشرة وغير المباشرة وتكثيف اللقاءات والحوارات المفتوحة كما يفعل الرئيس السيسى مع المصريين.. ولدينا الآن موسم دراسى جامعى وما قبل الجامعى يمكن الاستثمار فيه لإطلاع الشباب والأجيال الجديدة على كافة الحقائق والتحديات والتهديدات التى تواجه الدولة المصرية بوضوح واستفاضة حتى يقف الشباب على كافة المعلومات وبما يحقق وبناء وعى حقيقى لديهم.
ثالثاً: فى الرد على الأكاذيب والشائعات يجب دعم البيانات الصادرة بالأرقام والفيديوهات ان وجدت أو تطلب الأمر والاكثار وتكثيف العمل الميدانى لوسائل الإعلام على أرض الواقع.
رابعاً: الرئيس السيسى أكد على أهمية دول الإعلام والدراما وانها أكثر الوسائل فاعلية.. لذلك علينا ان نزيد من جرعات مناقشة القضايا والملفات والتحديات بطرق غير تقليدية لبناء سياق عام من بناء الوعى وجسور الثقة.
خامساً: العمل بكافة الوسائل والجهود على تذليل وتخفيف المعاناة التى خلقتها صراعات دولية وإقليمية ومتغيرات جيوسياسية حتى يكون أكثر استعداداً للتفاعل مع الخطاب الرسمى ونستطيع تحقيق المستهدف من بناء الوعي.
يجب الاستثمار والاستغلال لكل شيء لدعم المواطن بالحقائق والمعلومات والبيانات وتحويل ذلك إلى أسلوب حياة سواء مع الشباب أو استخدام وسائل النقل العام فى معلومات وحقائق وأرقام مختصرة عن القضايا المختلفة.