الخامس والعشرون من أبريل 1982.. ذكرى تاريخ طويل من الصراع المصري– الإسرائيلي.. انتهى باستعادة سيناء من أيدى المحتل بعد أعظم انتصار للعسكرية المصرية.. هو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض الفيروز بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد. ذكرى هذا العام تختلف عن سنوات مضت، إذ تتزامن مع فترة ولاية رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الاعلى للقوات المسلحة الذى قاد جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب فى سيناء حتى تمكن من القضاء عليه، لتدخل شمال سيناء عصر التنمية والتطوير، وتشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد.
بدأت مرحلة استعادة سيناء بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر1973، لتدخل المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الارض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءاً من 22 أكتوبر 1973م ، وذلك بعد تدخل أمريكا والدول الأعضاء فى مجلس الأمن، والذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار.
بعد استرداد سيناء بقوة السلاح وذكاء الدبلوماسية المصرية، لم تشهد هذه الأرض الغالية على كل المصريين تنمية حقيقية، وظلت حبيسة التهميش والإهمال لعقود طويلة، حتى جاء القائد عبدالفتاح السيسي، ليضع سيناء على رأس أجندة التطوير والتنمية، لكن قبل البدء فى ذلك واجه الإرهاب الذى اتخذ من هذه البقعة الحبيبة مركزا له ليهدد من خلالها استقرار مصر وأمنها.. لكن بفضل عزيمة القائد الأعلى للقوات المسلحة وخلفه أبناؤه من المؤسسة العسكرية، والمصريين تمكن من دحر هذا الإرهاب الأسود.. لتشرق شمس التعمير على أرض الفيروز.
على مدار السنوات العشر الماضية شهدت سيناء الحبيبة العديد من المشروعات القومية غير المسبوقة والتى تعتبر بمثابة عبور جديد لأرض الفيروز، بهدف التنمية الشاملة، فقد أعلن القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى فى عام 2014 عن مشروع قومى متكامل لحماية وتنمية شبه جزيرة سيناء على كافة الأصعدة، وانطلق اول مشروع قومى بافتتاح قناة السويس الجديدة، وكان بمثابة فاتحة الخير لسيناء، لتعود عجلة التنمية اليها، بعدما تم وضع الهدف حول كيفية تنميتها لتصبح نموذجا فى كل شيء، صناعيا وزراعيا وتعدينيا وعمرانيا وسياحيا.
اليوم نقف على مشروعات البنية التحتية والتى تحققت بإنشاء وتطوير 8 موانئ بحرية و3 منافذ برية و7 كبارى عائمة وتطوير وإنشاء 5 مطارات، و5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة، إلى جانب استكمال تدشين خط سكة حديد (الفردان– بئر العبد– العريش– رفح) .
كشف تقرير أعلنه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، بعنوان «مصر وتنمية سيناء جهود لا تتوقف» عن استكمال تنمية حقول شمال سيناء (المرحلة الثالثة)، بطاقة إنتاجية مستهدفة 45 مليون قدم مكعب غاز يومياً. كما شهدت مشروعات انتاج الكهرباء قفزة نوعية، بالإضافة لمشروعات المياه والصرف الصحي. كما تم ضخ استثمارات عامة بقيمة 73.3 مليار جنية لتنفيذ المشروعات القومية فى سيناء عام 2022/2023، بالإضافة إلى توفير 332 فرصة استثمارية على خريطة الاستثمار، كما تتوافر نحو 139 فرصة صناعية فى سيناء ومدن القناة، وتوفير 80 ألف فرصة عمل فى المشروعات المنفذة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بنطاق سيناء ومدن القناة. هذا بخلاف المشروعات الاجتماعية فى قطاع التعليم والصحة.
«ان أمجاد الماضى بتحرير سيناء تلاحقها أمجاد الحاضر عبر عمليات تنمية غير مسبوقة»، لصنع مستقبل مشرق لها.. انه عيد 25 أبريل.. عيد تحرير سيناء.. ويتواصل البناء.