عاش جمهور مهرجان الموسيقى العربية– والذى أقيمت دورته الـ32 بجميع مسارح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور– 14 ليلة موسيقية غنائية من خلال أكثر من 44 حفلة، شهدها ما يزيد عن 30 ألف مشاهد، إلى جانب الملايين الذين تابعوا الحفلات التى كانت تذاع بعد ساعة من بدء كل حفل على شاشات قنوات المتحدة الفضائية، محققاً إيرادات اقتربت من 40 مليون جنيه، ما بين مبيعات التذاكر ودعم الرعاة، مما يؤكد أن مهرجان الموسيقى العربية له جاذبيته الخاصة وجمهور عاشق للطرب الأصيل دائماً متواجد فى الحفلات التى تحمى تراثنا الثقافى، والذى تم تقديم بعضا منه بصيغة تواكب العصر.
شهدت حفلات هذا العام تواجد النجوم الكبار الدائمين فى دورات المهرجان المطرب الكبير هانى شاكر، والفنان على الحجار، والمطربة نادية مصطفى، والفنان مدحت صالح، والموسيقار عمر خيرت، والمطرب أحمد إبراهيم، بالإضافة إلى الصوت المغربى الأصيل فؤاد زبادى، إلى جانب نجمات الأوبرا ريهام عبدالحكيم ومى فاروق ومروة ناجى، كما شهد المهرجان عودة بعض الأصوات الغائبة فى مقدمتهم الفنان التونسى لطفى بوشناق، والمطربة السورية وعد البحرى، كما تواجدت اصوات لأول مرة فى المهرجان من بينهم المطربة اللبنانية عبير نعمة، والمصرية حنين الشاطر والتى سبق لها أن فازت بالمركز الأول فى مسابقة « ذا إكس فاكتور «، ومن إيجابيات المهرجان الحفاظ على تواجد فقرة لمواهب الأوبرا من مركز تنمية المواهب، الذى يقدم كل ليلة وصلة غنائية – قبل الحفلات – من خلال مسرح صغير تتألق فيه الأصوات الصاعدة وتنال تقدير وتصفيق وتشجيع حفلات كل ليلة .
حرص المهرجان على تخصيص ليلة يمنية أحياها الفنان اليمنى أحمد فتحى بمسرح الجمهورية والذى إمتلاْت مقاعده بحضور أبناء اليمن المقيمين بالقاهرة، وأخرى سورية بمسرح أوبرا دمنهور أحيتها المطربة وعد البحرى، وليلة عمانية رائعة بالمسرح الكبير شهدت باقة من أجمل ألحان الموسيقار خالد بن حمد البوسعيدى بأصوات نجوم الطرب فى عمان، إلى جانب مفاجأة الليلة الساهرة مع أصوات جنات ولطيفة وريهام عبدالحكيم، بالإضافة إلى ليلة صوفية وذكر بعنوان «نقشبنديات» أحياها الفنان أحمد العمرى بمصاحبة فرقته الموسيقية.
كما كان هناك اهتمام من المهرجان بفنان الشعب سيد درويش والذى احتفل المهرجان بمئوية رحيله، وتم إهداء الدورة لاسمه، وتم تخصيص ليلتين بالمسرح الكبير فى عرض عملين من أهم أعماله الفنية، الأول أوبريت «العشرة الطيبة»، والثانية أوبريت «راحت عليك» والذى عرض لأول مرة منذ وفاته،.. أما مفاجأة المهرجان تمثلت فى مشاركة الفنان تامر عاشور لأول مرة، وإنفرد عن جميع مطربى ومطربات الحفل بغنائه فى حفلتين متعاقبتين على مسرح النافورة، بعدما وافق أن يحيى الليلة التالية بعد اعتذار الفنان أحمد سعد الذى أجرى عملية جراحية عاجلة قبل الحفل بأيام قليلة.
وقعت إدارة المهرجان فى مأزق شديد، عندما فوجئت باعتذار نجمى لبنان الفنان وائل جسار والفنان عاصى الحلانى عن عدم المشاركة فى ليالى المهرجان وذلك تضامناً وحزناً على الأحداث الدامية فى لبنان، وأعرب وائل جسار عن أسفه للجمهور المصرى لعدم تمكنه فى السفر من مطار بيروت للقاهرة،وأيضاً عدم قدرته على الوقوف بمسرح الأوبرا والغناء فى الوقت الذى يغتال فيه أعداداً كبيرة من ابناء وطنه، بينما جاء إعتذار عاصى الحلانى بعد إعلان وائل جسار عن انسحابه، وذلك عندما شعر بالإحراج من مشاركته فى المهرجان، فأعلن تضامنه مع جسار، معرباً عن حزنه بما يجرى على الساحة اللبنانية.