صعدت 4 منتخبات لمربع الذهب فى بطولة كأس الأمم الأفريقية وكلها سبق لها الفوز باللقب الأفريقى الغالى ستقترب رويدا من عرش الفراعنة المتصدرين لعدد مرات الفوز باللقب برصيد 7 ألقاب.
المنتخبات الأربعة التى وصلت للمربع الذهبى هى نيجيريا الأفضل بينهم برصيد 3 ألقاب، ثم تأتى كوت ديفوار والكونغو الديموقراطية برصيد لقبين، وأخيرا تأتى جنوب أفريقيا برصيد لقب واحد.
نيجيريا تعتبر الأخطر بين هذه المنتخبات الأفريقية لتهديد عرش مصر فى المستقبل لأن فوزها باللقب سيكون الرابع فى تاريخهما بعد أعوام 1980 و1994 و2013 وبالتالى سيزيد اقتراب أكثر دولة أفريقية حشدا للمحترفين من مصر بعد أن كان الفارق 5 ألقاب بينهما عندما فازت مصر بآخر ألقابها عام 2010.
وتمتلك نيجيريا أجيالاً متعددة فى تاريخ مشاركاتها فى البطولات الأفريقية وكانت جديرة بالفوز بألقاب أخرى أكثر كثيرا لولا المشكلة المزمنة لديهم بتهاون المحترفين وعدم اللعب بطاقتهم القصوى والمطالب المادية الكبيرة على حساب الواجب الوطني، بجانب الانسحاب الشهير من بطولة 1996 لأسباب أمنية ذكرها الاتحاد النيجيرى وقتها رغم أنها كانت حامل اللقب والمرشح الأول للفوز وكلفهم ذلك الاستبعاد من نسخة 1998 أيضا طبقا للوائح.
ومن أهم مميزات منتخب نيجيريا الحالى تطور مستوى لاعبيه مع سير البطولة بعد البداية الهزيلة خاصة الجناح الخطير أديمولا لوكمان لاعب أتلانتا وأفضل نجوم النسور بجانب الطفرة التى حدثت للجناح الآخر موزيس سيمون وبوجود أحسن لاعب أفريقى العام الماضى فيكتور أوسمين، وكذلك لاعب الوسط الماهر أليكس ايوبى وخلفهم دفاع قوى بقيادة تروست أيكونج.
كما قال إيمرس فاى المدير الفنى للمنتخب والذى كان المدرب العام مع الفرنسى لويس جاسيه قبل إقالة الأخير عقب الخسارة القاسية برباعبة أمام غينيا الإستوائية، بأن الأفيال عادوا للبطولة من غرفة الانعاش كآخر ثوالث المجموعات المتأهلين، ولكنها أى عودة بروح قتالية رائعة تمكنوا بها من تجاوز محطتين بطريقة دراماتيكية، الأولى بإقصاء السنغال حامل اللقب بركلات الترجيح بعد تعادل قاتل فى الوقت بدل الضائع، ثم الثانية الأكثر دراما عنما أدركوا التعادل القاتل مع مالى قبل أن يسجلوا هدفا آخر فى الوقت بدل الضائع من الوقت الإضافى وهو يلعبون بعشرة لاعبين لأكثر من 100 دقيقة.
رغم أن التوقعات التى صاحبت مشاركة صاحب الأرض كانت أكبر كثيرا، إلا أن العودة جاءت مبهرة وبمشاركة بعض اللاعبين الذين كانوا على الدكة مثل سيمون أدينجرات ونيكولاس بيبى وكريستيان كوامي.
ويملك الأفيال لقبين عامى 1992 و2015 بأجيال كانت أقل كثيرا من الجيل الحالى الطامع فى لقب ثالث يقترب فيه أيضا من الفراعنة ويتساوى به مع نيجيريا.
لو عاش أى مواطن من الكونغو الديموقراطية حلما سعيدا بوصول منتخب بلاده إلى أبعد نقطة فى البطولة لما صدق حلمه، ولكن الحلم اصبح حقيقة بوصول الفريق الذى لم يكن يملك أى حظوط للفوز باللقب بين العشرة الأوائل فى قائمة المرشحين، ولكن فوز المنتخب الكونغولى على مصر بركلات الترجيح فتح أبواب الحلم للدولة التى سسبق لها الفوز باللقب مرتين باسمين مختلفين للدولة عام 1968 بإسم الكونغو كينشاسا، وعام 1974 بإسم زائير والآن باسم ثالث هو جمهورية الكونغو الديمقراطية يسعى للقب الثالث.
تحسن منتخب الكونغو كثيرا منذ انطلاق البطولة وبخاصة جناحيه إيليا ميشاك ويوان وسا وكذلك سرعة رأسى سيدريك باكامبو وفيستون مايلى بجانب الإتزان فى الوسط بوجود صامويل موتوسامي.
يحمل منتخب جنوب أفريقيا لقبا وحيدا فى تاريخه عندما فاز باللقب فى أول مشاركة له عام 1996، ولكنه هذه المرة يلعب بمساندة عربية حاشدة بسبب الموقف السياسى للدولة تجاه القضية الفلسطينية.
ولم يكن منتخب جنوب أفريقيا مرشحا على الإطلاق للفوز باللقب أو حتى تجاوز المجموعة ولكنه تمكن من تجاوز المرحلة تلو الأخرى بهدوء شديد بعد تطور العناصر الخططية التى تعتمد على الاهتمام بالجانب الدفاعى على عكس أسلوب لعب صنداونز الذى يشكل الغالبية العظمى للتشكيل.
يعتمد منتخب جنوب أفريقيا على قوته الهجومية بقيادة الرباعى مورينا وبيرسى تاو وزوانى وماكوبا، ولكن نقطة القوة الأولى هى حارس المرمى ويليامز الذى كان العنصر الأساسى للفوز.