الأمم المتحدة:«الوضع لا يُطاق».. لم يبق شئ لتوزيعه فى غزة
عضو «كنيست» يدعو شباب إسرائيل لعدم التجنيد أو المشاركة فى «جريمة الحرب»
استشهد 15 فلسطينياً وأصيب 30 آخرون أمس فى غارات إسرائيلية استهدفت مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما تتعثر طواقم الدفاع من الوصول إلى جثامين عشرات الشهداء والجرحي.
يواصل الاحتلال القصف على منازل الفلسطينيين فى المخيم، وسط استمرار العملية العسكرية البرية فى المنطقة لليوم السابع على التوالي.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 35386 شهيدًا و79366 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أضافت أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب تسع مجازر ضد العائلات بالقطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل منها للمستشفيات 83 شهيدًا و105 مصابين.
فى المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إنها قضت على 15 جندياً إسرائيلياً بعد اقتحام مجموعة من مقاتليها لمنزل تحصن فيه عدد كبير من الجنود واشتبكوا معهم من مسافة الصفر بالرشاشات والقنابل اليدوية، وبعدها فجروا عبوة ناسفة فى منطقة حى التنور شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوبى القطاع.
يأتى ذلك وسط استمرار المعارك والاشتباكات الضارية شرق مدينة رفح الفلسطينية.
فى السياق أعلنت سرايا القدس تفجير دبابة ميركافا إسرائيلية بعبوة من نوع «برق» فى محور التقدم شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
فى تلك الأثناء، أظهرت تحليلات صور الأقمار الصناعية أن ما يقرب من 1400 مبنى تضرر أو دمر هذا الشهر فى مدينة رفح الفلسطينية، منذ أن بدأ جيش الاحتلال عمليته البرية بها.
تم التقاط الصور بواسطة القمر الصناعى «كوبرنيكوس سنتينل-1»، الذى تديره وكالة الفضاء الأوروبية، وتم تحليلها من قبل باحثين اثنين.
فى الضفة الغربية المحتلة، أعلن سكان جنين إضراباً شاملاً حداداً على روح القيادى فى كتيبة جنين إسلام خمايسى الذى اغتالته إسرائيل فى قصف بطائرة حربية.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدداً من البلدات والمدن الفلسطينية، واعتقلت عددا من المواطنين فى مشهد يتكرر يوميا فى الضفة.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن طفلاً أصيب فى كتفه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس شمال الضفة، وقد جرى نقله للمستشفي.
فى سياق آخر نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق دان حالوتس قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو من أوصل إسرائيل إلى هذا الوضع المزري، على حد وصفه، مطالباً إياه بالرحيل.
كما نقلت القناة عن رئيس بلدية سديروت فى غلاف غزة قوله إنه يجب حل الحكومة بعد فشلها واخفاقها والاحباط الذى سببته أعقاب السابع من أكتوبر الماضي.
من ناحيته دعا عضو كنيست شباب اسرائيل لعدم التجنيد بالجيش أو المشاركة فى جريمة الحرب بغزة.
من جانب آخر، صوّت 48 ألف موظف وطالب وخريج فى 10 جامعات تابعة لنظام جامعة كاليفورنيا ومختبر لورانس بيركلى الوطنى فى ولاية كاليفورنيا، لصالح البدء فى إضراب غداً الإثنين دفاعاً عن حق الاحتجاج من أجل فلسطين.
يأتى ذلك بعد حملات الاعتقال والاعتداءات على الطلبة فى الخيام، الذين يطالبون بوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، بعد فشل إدارة الجامعة فى معالجة الشكاوى المتعلقة بشأن التعامل مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
على الصعيد الإنسانى أعلن الهلال الأحمر فى غزة ان استمرار غارات الاحتلال وإغلاق المعابر يفاقمان الوضع الصحى والإنسانى فى القطاع. مشيراً إلى أن الطواقم الطبية عاجزة عن تلبية احتياجات المتضررين جراء انهيار القطاع الصحي.
أضاف ان أكثر من 40٪ من شهداء القطاع سجلوا فى مناطق يدعى الاحتلال الإسرائيلى أنها آمنة مؤكداً أن إدخال المساعدات عبر الرصيف المؤقت أو الإنزال الجوى لن يكونا بديلين عن المعابر البرية.
رحب الهلال الأحمر بأى جهود دولية لتخفيف معاناة الأهالى وطالب بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر.
بدوره أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، نفاد جميع مخزوناته الإغاثية فى غزة وإنه لم يبق شيء تقريباً لتوزيعه فى قطاع غزة.
أضاف المكتب، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن وضع المياه والصرف الصحى يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم.
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة فيدانت باتيل على الحاجة الماسة لمزيد من المساعدات، مسلطًا الضوء على أن الظروف الإنسانية على الأرض مستمرة فى التدهور وأن المعابر الحدودية الحيوية قد أُغلقت فى وقت أصبح فيه نقل المزيد من المساعدات أمرًا بالغ الأهمية.
وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فالتوغل فى رفح الفلسطينية يمثل انتكاسة كبيرة للتقدم المتواضع، الذى تم تحقيقه مؤخراً فى مجال وصول بعض المساعدات، ويقول إن خطر المجاعة فى غزة لم يكن يلوح فى الأفق بهذا الشكل الحالى من أى وقت مضي.
دعا برنامج الأغذية العالمى كل الأطراف المعنية إلى إعطاء الأولوية للوصول الآمن والمستدام للعاملين فى المجال الإنساني، وحماية المدنيين.
ذكر البرنامج أن مخزون الغذاء والوقود الحالى سوف ينفد فى غضون أيام، مؤكداً أن الوضع أصبح لا يطاق وأنّ عمال الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى المساعدات واستلامها من معبر كرم أبوسالم ورفح، منذ 6 مايو الجاري.
قال ماثيو هولينجورث، المدير الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى فى فلسطين»لم نتمكن من الوصول إلى مستودعاتنا برفح منذ أكثر من أسبوع. لدينا القليل جدًا من الغذاء والوقود الذى يأتى عبر المعابر الحدودية بالجنوب، نحاول دائمًا جاهدين ولكننا نفشل حاليًا فى جلب كميات ثابتة من الغذاء. ونعلم أننا بحاجة إلى نقاط دخول إضافية وكل نقطة دخول جديدة هى شريان جديد يضخ شريان الحياة إلى غزة. لذا سنعمل جاهدين لمواصلة العثور على نقاط دخول جديدة والحصول على مزيد من المساعدة بكميات كبيرة باستمرار للمساعدة فى وقف المجاعة».
أوضح برنامج الأغذية العالمى أنه سيواصل توزيع المساعدات الغذائية، على الرغم من التحديات الكبيرة، لكنه شدد على أن التغلب على ظروف المجاعة ويتطلب تدفقات ثابتة من الإمدادات الغذائية، كل يوم وكل أسبوع، عبر نقاط دخول متعددة.