رصدت الأجهزة الأمنية اليقظة تجاوزات كثيرة فى منحة السيارات الخاصة لذوى الهمم وهى معفاة من الضرائب والجمارك.. وفتحت الدولة الباب واسعًا تسهيلاً لهم لمساندتهم.. وللحق هناك كثير منهم خاصة فى الريف لا يجدون حاجة لمثل هذه السيارات خاصة انهم لن يستخدموها.. وهذا «الملف المهم» الذى يستفيد منه حتى الآن ما بين 51 إلى 02 مليون فرد تقريبًا تعرض للتلاعب من «المافيا» التى دخلت من الثغرات كعادتهم وبدأ «النباشون» عن الاستفادة من أقارب الاحق بالاستفادة الدخول على خط المنحة.. ودخلوا فى عالم «بيزنس» سيارات المعاقين ووصل خطاب المنحة إلى أرقام من 052 ألفًا إلى 004 ألف جنيه ثمن الخطاب وحسب حالة المستفيد.
كان رد الحكومة مهمًا لتصحيح مسار هذه التجارة «الحرام».. واوقفت الاستيراد ستة أشهر بعد أن رصدت الجهات المختصة آلاف الحالات الصارخة والجسيمة من المخالفات وهى أموال من حق الدولة وأساسًا من حق ذوى الاحتياجات الخاصة لكن «المافيا» استطاعت النفاذ إلى الممنوع فى تجارة هذه السيارات.. ليس هذا فقط بل دخل على الخط ضعاف النظر والذين ظهروا فى القومسيون الطبى المختص لاعطائهم توصيفاً بحالتهم البصرية حيث تسمح المنحة لفاقد البصر الحصول على سيارة ويقودها مرافق بجواره.
ما أعلنه المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء محمد الحمصانى وصرح به مؤخرًا صادم وبه رسائل مهمة فى كيفية استغلال الدعم المخصص لهؤلاء وابرز هذه الاشياء ان كثيراً من الذين حصلوا على خطابات لا يعرفون أو يعلمون شيئًا عن سياراتهم التى خرجت باسمائهم.. وهى حالة شبيهة بمن سطوا على أرض الدولة وجاءوا ببطاقات نظير مبالغ مالية للحصول على قطع أراض قبل 02 عامًا فى التجمعات العمرانية ولم يدروا شيئًا عن أرضهم.
فى حالة سيارات المعاقين تمتع بها من يملك ثمن الخطاب.. وجمعت المافيا سيارات أعلنت عن بيعها بأسعار أقل كثيرًا من مثيلاتها فى سوق السيارات ووصلت إلى عمق الريف المصرى حيث اخفوها ولم يستخدموها وباتت تجارة قائمة فى عالم السيارات.. وسط محامين وسماسرة متخصصين لتوفير المستندات لأصحاب هذه الخطابات فى غالبها تحايل خاصة أن بها بيعاً بالتوكيلات لإنهاء الإجراءات.
وأمام حصار الحملات الأمنية الذى آمل أن يستمر لكشف المستور تراجع البيع على صفحات «السوشيال ميديا».. لكن لابد من استمرار الحملات والضرب بيد من حديد على المتلاعبين الذين هرعوا إلى أصحاب الخطابات من ذوى الاحتياجات لتقنين الوضع بثغرة أنه «مرافق» يقود السيارة نيابة عنه.. أين حق الدولة فى هذا «العبث» والتلاعب بسيارات المعاقين القفز على المميزات التى تقدمها الدولة لهم.
إن يقظة الجهات الأمنية كانت وراء كشف هؤلاء المتلاعبين والمتورطين فى هذا «الجرم».. وهنا تساؤل قانونى ما عقوبة هؤلاء الذين «مروا» من ثغرات التعامل بسيارات المعاقين سماسرة ومحامين.. خاصة ان هناك قوانين اتخذها المشرع لحماية المستفيد ومعاقبة المستفيد دون وجه حق من الاصحاء.. وقد خصص للمعاقين هذه الميزة لتخفيف العبء وليس للتجارة فى الممنوع.. خاصة ان بعض هذه السيارات يتم تصميمها بتجهيزات معينة تساعد المستفيد الحقيقي.. وأى تلاعب فى هذه التجهيزات يعنى أن المستفيد ليس هو صاحب السيارة.. يجب على هذه السيارات ألا يفك الحظر عليها بمرور السنين.. والذين استفادوا منها يجب اتخاذ اجراءات ليس الفراق فقط بل بالمنع من قيادة أى نوع من السيارات ولا يعطى رخصة قيادة.. الغريب هنا أن كثيرًا من المستفيدين من صفوة المجتمع أو الاثرياء وتجار البطاطس فى الريف ــ يحسب صاحب معرض للسيارات ــ وتربحوا بالملايين من خلال تجارة سيارات ذوى الهمم الذين حصلوا على الخطابات من جهات طبية أو مراكز التأهيل بوزارة التضامن.
الأمر يتطلب اتخاذ اجراءات حازمة وحاسمة لكشف المتلاعبين بأوراق سيارات المعاقين وسحب رخص هذه السيارات وتطبيق القانون عليهم وتعميق البحث للداخلية والجمارك لمعرفة عدد السيارات التى وصلت للدولة وكيفية استلامها وفرص غرامات كبيرة على كل من يعمل فى هذا السوق «سييء السمعة» لأنه يستغل البعض فى بيع خطاب سيارته دون أن يعلم من فوضى فى العمل به.
صحيح هناك نحو ٠٠٥ سيارة أصحابها لا يعرفون أين هى لكن الآلاف يسير فى شوارعنا من هذه السيارات ويقودها اصحاء استفادوا من خطاب المعاق من بين نحو ٠٢ مليون مستفيد أو يقل قليلاً.
إن وقف الاستيراد ليس حلاً.. الحل هو الحملات المكثفة على المستفيدين من الاصحاء وهذا دور المواطن فى مساندة الأجهزة الأمنية بعد أن اخفوا السيارات عن العيون فى الأزمة والحارات الشعبية بالجيزة والصعيد.. ويجب المراجعة على المستفيدين من كل ستة أشهر بمراجعة مكاتب يتم تخصيصها لهذا الغرض.. فى الوقت التى تشير تقارير أن أكثر من ٥١٪ من المستفيدين يبيعون خطابات سياراتهم لمستفيدين اصحاء لا يعرفونهم انه جرس انذار فى التلاعب بمنحة حكومية لذوى الاحتياجات الخاصة المهم الآن فحص السيارات.. وسحب المخالف وتطبيق القانون على المتلاعبين والأجهزة الأمنية قادرة على فعل ذلك.
ذكرى سيد الخلق
كل عام وأنتم بخير بذكرى المولد النبوى الشريف ندعو الله أن يعيده على مصرنا الغالية بالخير والنماء والرخاء.. وان يحمى الله بلدنا العزيز من كل سوء.. حفظ الله مصر وشعبها.