جاءت عملية جسر الكرامة الاحد الماضى وثانى عملية عند معبر الضفة الغربية خلال اسبوع واحد ليست ضربة موجعة لامن عدو الاحتلال فقط بل بمثابة ضخ الاكسجين فى شريان الجسد العربى الذى يتألم لما يحدث من مجازر فى غزة ليثأر من المحتل.. ماهر دياب الجازى ابن قبيلة الحويطات صاحبة التاريخ النضالى ضد المحتل فسبقه للشهادة هارون الجازى 1948.. مشهور الجازى 1968 ..ترك ماهر رسالة لوالديه يطلب منهما السماح وان يذكروا موقفه لعله يكون دافعاًَ لابناء الأمة العربية ليتخذوا موقفا تجاه المحتلين الصهاينة الذين يرتكبون المجازر بحق أهل غزة.
ماهر الجازى ليس سائق شاحنة فقط بل قضى أكثر من نصف عمره مقاتلاً فى الجيش الاردنى فهو تعلم واستوعب عقيدة الجيش الذى يعتبر إسرائيل عدواً فرصاصات التى رشقها فى اجساد الاسرائيليين الثلاثة تأكيد على دقة التصويب التى اكتسبها خلال خدمته فى الجيش الأردني.
تداعيات عملية جسر الكرامة لم تقتصر على تجدد الايمان بوحدة المصير العربى أو وحدة مصير ما كان يعرف تاريخياً بدول الطوق انما كانت لها تداعيات فورية على الاقتصاد الاسرائيلى فتراجعت بورصة تل أبيب.. إضافة إلى اغلاق المعابر الثلاثة (الكرامة..الشيخ حسين.. وادى عربة) له تأثير على تدفق السلع لدولة الكيان القادمة من بعض دول الخليج عبر موانيء دبى وجبل على وأسواق الامارات مروراً بالبحرين والسعودية ثم الاردن ثم دولة الكيان.
عملية جسر الكرامة عبر نتنياهو عن قسوتها بقوله انه يوم صعب وقاس.. ما حدث دليل على ان دولة الكيان أصبحت فى خطر جيوسياسى وأمنى ليس بسبب هجمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية مضافا إليها الهجمات التى تأتى دون توقع وبداية طريق لعودة العمليات الاستشهادية سواء من الداخل أو عبر الحدود.
الخطر على إسرائيل يأتى من نزيف الاقتصاد.. فبعد ستة أشهر فقط من الحرب على غزة أعلنت شركة انتل الأمريكية لصناعة الرقائق سحب استثمارتها البالغ قيمتها 25 مليار دولار وتسريح 15٪ من العمالة بها وخفض النفقات وإلغاء العقود مع الموردين لتزويدها بالمعدات اللازمة لانشاء المصنع الذى كان سيقام لانتاج الرقائق والتخلى عن خطط شراء شركة تصنيع الرقائق الإسرائيلية مقابل 5 ونصف مليار دولار.
ناهيك عن خفض التصنيف الائتمانى وخسائر بسبب زيادة الديون ونسب الفائدة وارتفاع تكاليف المعيشة وهروب الأموال.
اسرائيل تدرك ان هذه الحرب مهما ارتكبت فيها من قتل وتدمير فلن تنتصر فيها لأن المقاومة هدفها ادارة الصراع للابقاء على القضية الفلسطينية حية وافشال مخططات حزبى سموتريش وبن غفير من ابتلاع الضفة الغربية واعادة احتلال غزة.