تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية؛ مما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف من المواطنين، ولا زال هناك آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ففى غزة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية – وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية أمس ارتفاع حصيلة الشهداء بالقطاع إلى 40 ألفًا و861 شهيدًا أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى 7 أكتوبر الماضي.
أضافت المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 94 ألفًا و398 مصابًا منذ بدء العدوان، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر بحق العائلات فى القطاع أسفرت عن استشهاد 42 مواطنًا وإصابة 107 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية.
تابعت أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
وفى الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على المدينة ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، وهو الأوسع منذ عام 2002 فى شمال الضفة الغربية.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن العدوان الذى بدأ، الأربعاء الماضي، أسفر عن استشهاد 19 مواطنًا وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتا المياه والكهرباء.
أضافت أنه استشهدت أمس الطفلة لجين عبدالرءوف «16 عامًا»، وأصيب 4 صحفيين بينهم مصور وكالة الأنباء الفلسطينية خلال حصار قوات الاحتلال منزلاً فى قرية كفر دان غرب جنين.
وفى عضون ذلك عقد مجلس الأمن جلسة إحاطة بشأن «الحالة فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الوضع فى فلسطين».
وذكر بيان صادر عن مجلس الأمن، أن وكيل الأمين العام للشئون السياسية وشئون بناء السلام، روزمارى ديكارلو، ومدير شعبة العمليات والدعوة فى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو، يقدمان إحاطة فى هذا الشأن.
وأوضح مجلس الأمن أن عددا من الأطراف طالبت بعقد إجتماعات بشأن الوضع فى فلسطين والعملية العسكرية الإسرائيلية الممتدة، لكن سلوفينيا، رئيسة مجلس الأمن الحالى قررت عقد جلسة واحدة لتلبية هذه الطلبات، مشيرا إلى تقديم الإحاطة الإعلامية على خلفية المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة (حماس) الفلسطينية، والتى تديرها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن صفقة من شأنها الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين
وفى السياق نفسه أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن استعادة المحتجزين مرتبط بالجلوس على طاولة المفاوضات .. قائلا : «إن أولوية بلاده تنصب الآن على إطلاق سراح الأسرى وانقاذهم».
وشدد ميلر- فى تصريح خاص لقناة (العربية الحدث)- على أن الطريق الأمثل لذلك هو التفاوض ، كما أن هناك عدة تفاصيل يحتاجها الاتفاق لضمان التزام الأطراف بالتزاماتها.. مؤكداً أن بلاده تواصل العمل للوصول إلى الحل.
وعن فشل التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب فى قطاع غزة.. قال المتحدث : إن جولات وزيرالخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن التسعة لم تفشل بل وافقت فيها إسرائيل على اقتراح سد الثغرات فيما بقيت موافقة حركة حماس.. معتبراً هذا تقدّماً.
أما عن قرار واشنطن توجيه اتهامات جنائية إلى كبار قادة حماس بمن فيهم رئيس المكتب السياسى للحركة يحيى السنوار.. أشار ميلر إلى أن بلاده تولى أهمية للقبض على المطلوبين وإحضارهم من أجل محاكمتهم على جرائمهم
أكد مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب فى قطاع غزة؛ من أجل إرضاء حلفائه من اليمين المتطرف وتحقيق مصالح سياسية شخصية.
وأشار كاتب المقال «إشان سارور» إلى انتقادات العديد من الأوساط داخل إسرائيل، والتى تتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بأنه لا يهتم سوى بالاستمرار فى منصبه ولا يسعى إلى التوصل لاتفاق لوقف الأعمال العدائية فى غزة وإطلاق المحتجزين لدى حركة (حماس) الفلسطينية.
وأوضح أن منتقدى رئيس الحكومة الإسرائيلية يرون أنه غير جاد فى التوصل لاتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس؛ إلا إذا تأكد أن ذلك الاتفاق لن يكلفه خسارة منصبه كرئيس للحكومة.
وأشار المقال إلى أن الغضب داخل إسرائيل فى تزايد مستمر جراء مواقف رئيس الحكومة؛ مما دفع الآلاف من الإسرائيليين إلى النزول للشوارع يومى أمس وأمس الأول، والاحتشاد أمام منزل رئيس الوزراء؛ للتعبير عن استيائهم بسبب تقويضه لفرص التوصل لاتفاق من أجل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس لتحقيق مصالح سياسية شخصية، موضحا أن مخاوف إسرائيل الأمنية تجعلها تتغاضى عن الحقوق المدنية لملايين الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن ما يقرب من مليونى فلسطينى يواجهون كارثة إنسانية منذ بداية الحرب الشرسة التى شنتها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولفت المقال إلى أن نتنياهو – الذى تعد فترة توليه منصب رئيس وزراء إسرائيل هى الأطول على الإطلاق – يتباهى بتقويض احتمالات تطبيق حل الدولتين، ويشن حربا شعواء على قطاع غزة تسببت فى تدمير القطاع بالكامل؛ وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الرغم من علو الأصوات على المستويين المحلى والدولى المطالبة بوقف إطلاق النار.
وفى سياق متصل، تطرق المقال إلى الموقف الأمريكى مسلطا الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن التى أعرب فيها عن شعوره بالإحباط بسبب عدم جدية رئيس الحكومة الإسرائيلية فى التوصل لاتفاق مع الجانب الفلسطيني.
وأشار المقال- فى الختام- إلى تصريحات السياسى الأمريكى والأستاذ بجامعة هارفارد جراهام أليسون التى قال فيها إن استمرار الحرب فى قطاع غزة لن يؤدى بالتأكيد إلى تدمير حركة حماس ولكنه سوف يؤدى بدون شك إلى تكبيد إسرائيل خسائر فادحة وفتح جبهات صراع جديدة؛ مما يؤدى إلى المزيد من الانهيار للاقتصاد الإسرائيلى بينما تزداد الدعاوى القضائية ضد إسرائيل أمام المحاكم الدولية.
ذكر تقرير إخبارى نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس، أن مسألة إتمام صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية باتت ضرورة ملحة بعد عثور إسرائيل مطلع الأسبوع على جثث ستة رهائن فى غزة من بينهم أمريكي، ما يزيد الضغوط على الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي.
أوضحت الصحيفة أن مقتل الرهينة الأمريكى أضاف إلحاحا جديدا إلى محاولة البيت الأبيض لوقف القتال فى غزة من خلال اقتراح نهائى محدث يهدف إلى دفع إسرائيل وحماس إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لكن مسئولى الإدارة يعترفون بأن هذا الاقتراح قد لا يكون الأخير، خاصة مع وجود سبعة مواطنين أمريكيين بين المحتجزين لدى حماس.