في خطوة طموحة نحو بناء مجتمع متكامل ومتقدم، أطلقت مصر المشروع القومي للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”. هذا المشروع ليس مجرد خطة حكومية أخرى بل هو انعكاس حقيقي لرؤية القيادة السياسية، التي تدرك أن الإنسان هو حجر الزاوية لأي عملية تنموية ناجحة.
لا شك هذه المبادرة تقوم على أساس متين من التعاون والتكامل بين كافة قطاعات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. هذا النوع من التعاون يعكس الوعي العميق بأن التنمية البشرية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الجهود المشتركة والعمل الجماعي. فكل وزارة وهيئة حكومية، بل وكل فرد في المجتمع، لديه دور في هذه العملية التي تستهدف تحسين جودة حياة المواطنين في جميع المحافظات حتي يتمشي ذلك مع الجمهورية الجديدة التي تطمح لها القيادة السياسية .
من الواضح أن “بداية جديدة لبناء الإنسان” ليست مجرد مشروع قصير الأجل، بل هي جزء من رؤية أكبر لتحقيق أهداف “رؤية مصر 2030”. هذه الرؤية تهدف إلى تحسين التعليم، الصحة، الثقافة، والرياضة، وتوفير فرص العمل بطرق تكاملية تضمن حياة كريمة لجميع الفئات العمرية. ومن هنا، فإن المشروع يركز على التنمية المتكاملة للإنسان، بدءًا من المراحل الأولى من الحياة وحتى سن الـ 65 عامًا وما بعده.
ما يجعل هذا المشروع فريدًا هو التركيز على القيم الأساسية التي تشكل الهوية المصرية. في عالم مليء بالتحديات والتحولات السريعة، فإن التمسك بالهوية الوطنية هو ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية. تعزيز الولاء والانتماء الوطني، الثقافي والديني، ليس مجرد شعارات، بل هو جزء لا يتجزأ من عملية بناء الإنسان الذي يحمل قيمًا أصيلة تمكنه من مواجهة تحديات العصر.
“بداية جديدة” تسعى أيضًا إلى تحقيق التكامل بين التنمية البشرية والنفسية والاجتماعية والتعليمية. هذا التكامل هو المفتاح لتأهيل الشباب والفتيات لسوق العمل، بما يتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته. فليس الهدف هو إعداد فرد قادر على العمل فحسب، بل هو إعداد مواطن متكامل يمتلك قيمًا وأخلاقيات تجعله يساهم في بناء المجتمع بشكل إيجابي.
في النهاية، “بداية جديدة لبناء الإنسان” ليست مجرد مبادرة، بل هي دعوة لكل مواطن ليكون جزءًا من هذه الرؤية الطموحة. إنها فرصة حقيقية لإحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة وتحقيق حياة كريمة لجميع المواطنين. إنها فرصة لبناء إنسان متكامل قادر على المساهمة في بناء مصر المستقبل.