و«ملك مصر» فى إنجلترا.. والجامعة الأمريكية
ما أسوأ حزب فى العالم الآن.. الذى لا يوجد له رئيس ولا هيئة مكتب ولا برنامج سياسى أو اجتماعي.. الحزب الذى يدخل كل البيوت ويضم كل يوم أعضاء جدداً وقادة من مختلف الأعمار والثقافات والأجناس..!! إنه حزب السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.. حزب التبكيت والتنكيت.. حزب الذين لا يعجبهم العجب.. حزب الرفض لكل شيء والسخرية من أى شيء.. لا يرضيهم أى قرار ولا يسعدهم أى انجاز ولا يقبلون بأى نجاحات!! لا يفعلون ولا يقدمون شيئًا إلا البحث عن العيوب والسلبيات والسخرية من كل موقف.. ومن كل إنسان..!! ناس تبحث فقط عن المصائب.. عن ابراز عورات الآخرين.. عن تصيد الأخطاء.. عن البحث فى الماضى وما قبل الماضي.. لا يقدمون بديلاً ولا يطرحون حلولاً أو أفكارًا.. ولا يشاركون بالرأى أو الجديد.. كل ما يتحدثون عنه.. وكل ما يبرزونه لا يهدف إلا إلى الإيذاء والتشهير والاستظراف وتكريس الوقت لإعداد وتجهيز الفيديوهات التى تحصد «اللايكات» من تنابلة السلطان من أعطاء الحزب الذى لا يعمل والذى اكتفى بملاحقة الذين يعملون ومحاولة تحطيمهم وجذبهم أيضا إلى حزب التنابلة الساخر من نفسه ومن كل من حوله..!! هذا الحزب لا يوجد لدينا فقط هذا الحزب الذى أصبح آفة العالم ومصدرًا لضياع بوصلة الطريق.. ومصدرًا أيضا لإرهاب أشد خطرًا من إرهاب القنابل.. هذا الحزب يهدم الحضارة الكونية بأسرها لأنه ينشر ثقافة الخوف.. ثقافة الرعب من القيل والقال.. ثقافة الاغتيال المعنوى والأدبي.. ثقافة الغوض التى يضيع معها وفيها القانون والأخلاق والحقيقة.. وما أصعب وأخطر أن تضيع الحقيقة..!
>>>
وخرجت علينا السينما الهندية بفيلم يسيء إلى إحدى الدول العربية الخليجية ويسخر من نظام الكفيل المتبع فيها.. والفيلم بعنوان «حياة الماعز» ويتحدث عن تجربة العمل المريرة التى عاشها وعاناها المغترب الهندى فى دولة خليجية بسبب نظام الكفيل..!
ولا تعليق لنا على مضمون ما جاء فى الفيلم فهناك رؤية فنية سينمائية فى قضية اجتماعية يراها من يراها وفقًا لمفاهيمه وقناعاته ولكن الحقيقة هى شيء آخر لا يتفق مع ما جاء فى هذا الفيلم من رسالة للإساءة والتشهير والإدانة.
فالدولة الخليجية العربية أوقفت التعامل بنظام الكفيل منذ وقت طويل وتتبع إجراءات أخرى لتنظيم العمالة الوافدة بما يتفق مع قوانينها المحلية ومع آمنها واستقرارها وطبيعتها الخاصة.. وهناك تغيير كبير ملحوظ وملموس فى إجراءات الدخول والخروج.. وضمان حقوق الجميع من المواطنين والعاملين فى هذه الدول فى ظل منظومة اجتماعية قائمة على التسامح وحسن المعاملة ولذلك لم تشهد هذه الدول هجرات معاكسة أو نزوحًا جماعيًا للعمالة الوافدة فى أى وقت من الأوقات!! ويبقى أن نقول إن لكل دولة قانونها ونظامها الخاص الذى يجب احترامه والذى يجب التعامل معه والقبول به ومن لا يقبل به فعليه إلا الابتعاد عنه والبقاء بعيدًا..!
>>>
وأنا فخور بما يقدمه محمد صلاح فى انجلترا.. سعيد بأن الجمهور الإنجليزى يتغنى باسم «الملك المصري» فى الملاعب الإنجليزية وهى المرة الأولى التى تهتف الجماهير للاعب كرة عربى مسلم بكل هذا الحماس.. وسعيد بأن ابن بلدى لم تمسه طوال سنوات وجوده فى بريطانيا أى شائعة تتعلق بسلوك أو تصرف معيب يتعارض مع أخلاقه وتربيته ودينه.. وفخور بأنه كان مثالاً للإرادة فى تمسكه بالفرصة وإصراره على النجاح وسط كوكبة من أفضل لاعبى العالم.. وفخور بأنه قد تمكن من تطوير نفسه بنفسه حيث خرج من ريف مصر ليقتحم بلاد الفرنجة ويتقن لغتهم ويجيد التعامل مع ثقافاتهم وحياتهم.. وفخور بابن بلدى الذى لم تغره أضواء الشهرة والمال فظل بارًا بأهله وناسه والجميع.. قريبًا منه وابنًا لهم.
إن محمد صلاح لم يعد مجرد لاعب كرة قدم.. إنه الاسطورة لهذا الجيل ولكل الأجيال.. محمد صلاح لا يقارن بأى لاعب آخر فى تاريخ كرة القدم المصرية.. انه لغز مثل بناء الأهرامات مازال مستعصيًا على الفهم..!
>>>
وتوفى الرجل وذهب شقيقه لوداعه إلى مثواه الأخير.. واعتقد أن الأسرة بأكملها ستكون معه خاصة ان ابنه من المشاهير وزوجًا لمطربة بالغة الشهرة والانتشار.. ولكنه فوجيء بأن ابنه لم يحضر الجنازة.. وأسرته تخلفت أيضا عن الحضور.. ولم يكن هناك من يحمل الجثمان لأداء صلاة الجنازة.. ولم يكن هناك من يحمل الحثمان أيضا لدفنه..!! والرجل وقف ينظر حوله ولم يجد إلا عددًا من المراسلين الصحفيين الذين أتوا فى انتظار حضور المشاهير للجنازة فطلب منهم المساعدة ولم يتأخروا فى الاستجابة.. تركوا الكاميرات وحملوا الجثمان.. لبوا النداء وأدوا الواجب وانقذوا الرجل ودفنوا شقيقه.. وانصرفوا دون تصوير أحد.. فما قاموا به سينالون عنه أجراً يفوق بحثهم عن الصورة والخبر..!! أما الذين تخلفوا عن الحضور فكما تدين تدان..!
>>>
وقرأت خبرًا عن مصاريف الدراسة بالجامعة الأمريكية هذا العام والتى يتم تقديرها بـ»الدولار».. ولا يوجد ما يدعو لنشر الأرقام بالجنيه أو الدولار.. فبساطة وبكل بساطة فإن الخريج سيدفع ما يساوى وزنه ذهبًا قبل أن ينال شهادة التخرج..!
وفى سوق العمل الخاص جدًا جدًا فإن الخريج يساوى وزنه ذهبًا أيضا فالغالى ثمنه فيه حتى فى الدراسة..!
أما الالتحاق بالجامعة الأمريكية فلم يعد سهلاً أيضا.. معدل عال فى الثانوية العامة.. واجتياز اختبارات القبول.. ومقابلة شخصية مع لجنة القبول.. وتقديم شهادات انجازات اضافية.. وأشياء من هذا النوع.. وجامعة من نوع خاص جدًا جدًا للموعودين..!
>>>
وأخيرًا:
>> ورحم الله من عرف قدر نفسه.
>> وفى كل مرة يمسنى الضر أتذكر أننى تحت ظلك.
>> أنت الذى لا يعجزه شيء.. تولنى يارب.
>> وفى جميع طرقى الطويلة لا يهمنى سوى أنك معى وكل الأيام القاسية لا تلين إلا بكلماتك حتى أنا لا أكون أنا التى أحبها إلا بجوارك.
>> وما الحياة إلا محطات وفى كل محطة رواية ولكل رواية ذكري.