نحن الآن قد تجاوزنا 40 ألف شهيد فى قطاع غزة معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ العزل واقتربنا من 100 ألف مصاب ومازال العدوان والحرب الاسرائيلية قائمة على غزة دون توقف , فهناك ضرورة للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلى من اجل القبول بصفقة يتم بموجبها وقف فورى لإطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين, بهدف إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، فإستمرار أزمة قطاع غزة هى السبب الرئيسى فى تصاعد حدة التوترات والمواجهة فى الإقليم، وان وقف الحرب فى القطاع من شأنه أن يسهم فى خفض حدة التصعيد فى المنطقة بأكملها.
هناك ضرورة للعمل سريعا على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أن خطورة المواقف الإسرائيلية الاستفزازية سوف تؤدى الى تأجيج الصراع وحالة من الاحتقان فى المنطقة بأكملها , وهو امر يؤكد نية اسرائيل فى استمرارها فى هذا النهج من اجل عدم التوصل لاى اتفاق يسمح بوقف اطلاق النار وانفاذ المساعدات الانسانية بشكل عاجل، وبالتالى فإن استمرار هذه الحرب هى تأكيد على ان نتنياهو لا يهمه سوى شخصه ومنصبه وتاكيد على ان العدالة الدولية لن تتحقق طالما كانت هناك دول كبرى تؤيده وتدعمه والدليل الاكبر على ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية تتحدث دون ان تفعل وهو امر غريب للغاية، وبالتالى ستظل ازداوجية المعايير موجودة طالما اصبح مجلس الامن على نفس النمط بوجود خمس دول دائمة العضوية دون تغيير.
ومهما أتخذت من قرارات ولكنها ستظل حبرا على ورق طالما لم يكن هناك اى تحرك فعلى مثل ما أقرته محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية من قرارات تجاه اسرائيل سواء من خلال دعم حق الشعب الفلسطينى ووقف العداون الاسرائيلى على غزة أو بتوقيف القادة والمسئولين الاسرائيليين وفى مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع الاسرائيليان، وبالتالى فنحن امام نظام عالمى غير عادل، يفعل ما يريده وقتما يشاء ولا يفعل ما لا يريده ايضا.
للاسف الشديد سيظل العالم على ما نحن فيه الان طالما غابت العدالة عنه، وطالما انصف الظالم على المظلوم وايضا الجانى على المجنى عليه، هذا هو اقل وصف يمكن ان يوصف به عالمنا الآن، ساد فى عالمنا عدم الانصاف، وسوف يظل عالمنا هكذا لان الحق والضمير اصبح غائبا، ففى الفترة الأخيرة شهدت اعترافا للعديد من دول العالم بفلسطين وهو ما يؤكد انه ربما قد تشهد الايام المقبلة جديدا نستطيع ان نقول ان العالم تغير واصبح افضل وان فلسطين قد نالت استقلالها وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد شهد الفترة المقبلة التى ارى انها لن تكون قريبة بمعنى أيام أو أسابيع أو شهور، عالم متعدد الاقطاب وليس عالم القطب الواحد اى سيكون هناك عدد من القوى العالمية من اجل الانصاف والعدالة، ومن اجل الا نرى ما يحدث فى فلسطين مجددا من عدوان اسرائيلى غاشم على قطاع غزة وقام بإبادة جماعية ومجاعة ودمار ومجازر فى مشاهد لم نرها من قبل، فكل شيء هناك قد تأكل، الأمراض منتشرة، وبالرغم من كل ذلك الا ان الفلسطينيين صامدون من أجل أرضهم ولن يخرجوا منها مهما كان وظل العدوان مستمرا، فعلى الرغم من مرور أكثر من 10 اشهر فإن الضحايا والمصابين يتزايدون يوما بد الآخر الا انهم يعرفون جيدا معنى هذه الارض وسيظلون فيها حتى لو ضحوا من أجلها.