ذوبان الجليد وزيادة كثافة المياه.. سبب ارتفاع المنسوب بالبحار والمحيطات
التغيرات المناخية وراء ظاهرة «انحسار المتوسط».. وتحذيرات «التسونامى» حقيقة علمية
مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية يهدف للحد من مخاطر الفيضانات الساحلية فى الساحل الشمالى لمصر.. وإقامة محطات رصد على البحر المتوسط لمتابعة التغيرات فى الأمواج والرياح.. ووضع خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية على طول السواحل الشمالية لمصر.. وإنشاء 69كم من الكثبان الرملية على طول خمس نقاط ساخنة معرضة للخطر داخل دلتا النيل.
أهم ما تم كشفه لـ «الجمهورية» فى هذا الحوار الذى تم مع الدكتور محمد أحمد المدير التنفيذى لمشروع التكيف مع التغيرات المناخية بدلتا نهر النيل والساحل الشمالي.
ذوبان الجليد
> ما هى مخاطر تغير المناخ وماذا تعنى الكلمة؟
ــ تغير المناخ هو التأثير فى درجات الحرارة يؤدى إلى ذوبان الجليد وبالتالى زيادة كثافة المياه مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه فى المحيطات والبحار وفى مصر لدينا البحر الأحمر والبحر المتوسط بطول 1000 كيلو متر وتأثير ارتفاع المياه فى البحر المتوسط عالى ودخوله على الأراضى الزراعية يعرضها لارتفاع منسوب الغرق.. ويؤدى ارتفاع منسوب المياه إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية وبالتالى تملح التربة الزراعية مما يؤثر على إنتاجية الأراضى الزراعية من محاصيل.
مخاطر التغيرات المناخية
> هل الدلتا والساحل الشمالى معرضة لمخاطر الغرق؟
ــ بالفعل منطقة الدلتا والساحل الشمالى معرضة لمخاطر الغرق، والدولة بدأت فى التعامل مع الاخطار من خلال أمرين عن طريق تقديم مشروع لصندوق المناخ الأخضر وهو من أكبر الصناديق العالمية فى تمويل الدول التى تتعامل مع التغيرات المناخية ومصر تقدمت لصندوق المناخ الأخضر بمشروع التكيف مع التغيرات المناخية فى الدلتا والساحل الشمالى لحماية أراضٍ أكثر عرضة للغمر بالدلتا من البحر بمنحة من صندوق المناخ الأخضر بالتعاون مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة بقيمة 31.40 مليون دولار وذلك باستخدام تكنولوجيا حديثة تتواءم مع الطبيعة والتعامل مع التغيرات المناخية بوضع خطة متكاملة لإدارة المناطق الساحلية للتعامل مع مخاطر التغيرات المناخية بطول ساحل البحر المتوسط بطول 1000 كيلو متر.
> ما هى المناطق الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية؟
ــ تم تحديد المناطق الأكثر عرضة بالدلتا فى محافظات البحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط وبورسعيد بطول 69 كيلو متراً وتم تنفيذ 95 ٪ من هذه الحمايات وجارى الانتهاء من آخر مرحلة بمحافظة الدقهلية.
> .. وما هى التأثيرات السلبية الناتجة من مظاهر التغيرات المناخية؟
ــ يوجد تأثيرات سلبية ناتجة عن مظاهر التغيرات منها تأثيرات بيئية وتأثيرات اقتصادية وتأثيرات اجتماعية وتغير المناخ وايضا فنية جوفية لتقليل الآثار الجانبية ولدعم التنمية المستدامة للأجيال الحالية والقادمة فى إطار قانونى مؤسسي.
> ما هى أنواع المخاطر المتوقعة؟
ــ يوجد ثلاثة أنواع من المخاطر، الأول مخاطر الغمر وهو عبارة عن ارتفاع منسوب سطح البحر وبالتالى غرق الأراضى الزراعية والثانى النحر وهو عبارة عن تآكل الشواطئ والثالث تسرب المياه المالحة فى قنوات الأرض فتنخفض القيمة الإنتاجية للأرض.
> حدثنا عن برنامج السفراء؟
ــ برنامج السفراء هو أحد أنشطة برنامج بناء القدرات لخطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية لمشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ فى دلتا نهر النيل والساحل الشمالى والذى يهدف لوضع خطة تراعى مختلف الأنشطة بالمنطقة الساحلية اعتماداً على أحدث المعارف العلمية وأدوات النمذجة والبيانات الدقيقة لدعم متخذى القرار، كما أن الوزارة تعمل على التوسع فى استخدام الحلول القائمة على الطبيعة خاصة فى المناطق الساحلية وهو ما يتجلى فيما أنجزته الوزارة بمشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية على السواحل الشمالية ودلتا نهر النيل بتنفيذ أعمال حمايات للمناطق المنخفضة بإجمالى أطوال تصل إلى حوالى 69 كم فى محافظات بورسعيد – دمياط – الدقهلية – كفر الشيخ – البحيرة باستخدام تقنيات قليلة التكلفة ومواد صديقة للبيئة من البيئة المحيطة بمنطقة المشروع مع مشاركة المجتمع المحلى بالشكل الذى يحقق استدامة المشروع.
> ما هى خطة البرنامج؟
ــ خطة المشروع تتكون من ثلاثة محاور أولا لجنة وزارية على مستوى الوزراء مهمتها اعتماد الخطط وثانياً لجنة دعم فنى تقوم بتجميع الخطط من مختلف المحافظات لدمجها وثالثاً لجان المحافظات فى كل محافظة على البحر المتوسط لوضع خطط إستراتيجية على مستوى المحافظة.
> وكيف تنفذ؟
ــ هناك خطة بأساسيات ونظام قانونى تنظيمى لاستمرار تنفيذ الخطة مستقبلاً وهو برنامج «السفراء» لضمان استدامة مشروع التكيف مع التغيرات المناخية عبارة عن عدد من السفراء من مختلف الوزارات مثل وزارة الموارد المائية والرى ووزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة النقل ووزارة الكهرباء ومحافظات البحيرة والإسكندرية ومطروح وشمال سيناء وبورسعيد وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط وهيئة المجتمعات العمرانية والهيئة العامة للتخطيط العمرانى وجهاز مدينة العلمين الجديدة وجهاز مدينة رشيد الجديدة وتم اختيار سفراء لديهم مهارات لحمل رسالة المشروع بعد انتهائه.. وهنا لابد من توفير نظام مؤسسى بالتوازى مع الوزراء والسفراء بإنشاء فى كل محافظة ساحلية لجنة تتواصل مع المحافظة للتنسيق معهم ووضع خطة إستراتيجية خاصة بالمنطقة الساحلية لأى مشروع وللحفاظ على أى منشآت حيوية والتخطيط لبناء أى منشأت فى المستقبل وتجمع عمل اللجنة فى لجنة الدعم الفنى ثم اعتمادها من مجلس الوزراء.. ولدينا خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية التى يتم وضعها حالياً مع كافة الجهات التى تعمل فى المنطقة الساحلية للبحر المتوسط.. ويوجد حمايات أخرى ولكنها مرتبطة بخطة المحافظات وستكون لكل محافظة وفقاً لظروفها وحسب طبيعة كل محافظة وسيكون لها موازنة خاصة بها بحيث تقوم كل محافظة بتقسيم نفسها إلى وحدات ساحلية مختلفة وكل وحدة لها طبيعة مختلفة وتتعامل مع الخطر القائم بالمحافظة سواء غمر أو نحر أو مياه مالحة.. ونتوقع أن تتعرض دلتا نهر النيل والساحل الشمالى لخسائر اقتصادية كبيرة ولابد من العمل لتلافى هذه الاخطار ولابد من التعامل لمواجهة هذه الظاهرة.
> هل للتغيرات المناخية دور فى انحسار مياه البحر المتوسط؟
ــ شهدت بعض الشواطئ المصرية حدوث ظاهرة انحسار المياه وظهور حاجز رملى بطول الشاطئ حيث انحسرت مياه البحر فى عدد من المحافظات الساحلية وارتفعت الأمواج فى البعض الآخر مما دفع المسئولين إلى إغلاق الشواطئ ورفع الرايات لمنع نزول المصطافين للمياه حفاظاً على أرواحهم، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج وحدوث ظاهرة المد والجزر وقد تم رصد التغيرات فى السواحل المصرية ودراسة التغيرات المناخية وإجراء مسح شامل ودراسة انحسار مياه البحر على السواحل للوقوف على الوضع البيئى بالسواحل المصرية وأن ما حدث من غلق بعض الشواطئ وتحذيرات المصطفين هو أمر طبيعى للحفاظ على حياتهم ويحدث فى أوقات مختلفة نتيجة للتغير فى حالة الطقس واضطراب حالة البحر.
