قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أمس إن إعادة الوضع إلى طبيعته فى غزة سيحتاج لسنوات.
وشدد خلال جلسة مجلس الأمن الشهرية حول التطورات فى الشرق الأوسط، على ضرورة توقف العنف لمنع اتساع التصعيد فى المنطقة، مؤكداً أن المخاطر تهدد المهام الإنسانية فى قطاع غزة، حيث أجبر نحو مليونى شخص على النزوح فى غزة.
وجدد وينسلاند التأكيد على أن هناك حاجة إلى تحرك عاجل للتخفيف من الأزمة الإنسانية التى يواجهها قطاع غزة، ولى صعيد الاستفزازات الاسرائيلية بالضفة الغربية قال المنسق الاممى إن الضفة تعيش على فوهة بركان بسبب العنف.
ومن جانبها طالبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى بالضغط على حركة «حماس» الفلسطينية، للقبول بالمقترح الأمريكى فى مسودة اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
واعتبرت السفيرة الأمريكية فى كلمتها، أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة «يلوح فى الأفق الآن»، مشددة على مطالبة أعضاء مجلس الأمن، بمواصلة إرسال رسائل قوية إلى الجهات الفاعلة الأخرى فى المنطقة لتجنب الإجراءات التى قد تعيق إتمام هذا الاتفاق.
وأكدت جرينفيلد، أنه على الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية إسراع عملية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة حال وقف إطلاق النار، قائلة: «ندعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة».
وأضافت أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل على وقف أى قيود من شأنها عرقلة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ولفتت، إلى أن الإجراءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية بتوسيع المستوطنات تمثل أفعالا أحادية تعوق حل الدولتين، وأضافت إن واشنطن تطالب بإطلاق سراح المحتجزين المتبقين داخل قطاع غزة وتؤكد ضرورة وقف إطلاق النار.
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال إن قطاع غزة شهد دمارا كبيرا ويجب العمل على استعادة مقومات الحياة بكل مناطقه.
أضاف: نؤيد مقترح الأمين العام بتنفيذ حملة تطعيم عاجلة لوقف انتشار مرض شلل الأطفال.
وشدد على أن غزة ليست بحاجة إلى مزيد من الأوبئة والموت والمجاعة ويجب السماح بتطعيم 640 ألف طفل فلسطينى ضد شلل الأطفال.
أشار إلى أن قطاع غزة واجه تدميرا ممنهجا طال المستشفيات والمنازل والخيام والملاجئ.
أكد ضرورة تنفيذ وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة.
فيما اكد ممثل روسيا لدى مجلس الأمن ديمترى بوليانسكى على أن فشل مجلس الأمن فى تطبيق قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة أمر محبط.
شدد على أن إسرائيل تعرقل عمل المنظمات الإنسانية فى قطاع غزة ولا نية لديها لوقف العمليات العسكرية.
من ناحية اشارت القاهرة الاخبارية الى تصريح وول ستريت جورنال بان القاهرة رفضت مقترحا اسرائليا بانشاء 8 ابراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا واخر امريكى بانشاء برجين .
فى نفس السياق اصدر الرئيس الفلسطينى محمود عباس مرسوما رئاسيا بتشكيل لجنة للتحضير للذهاب إلى قطاع غزة. ونص المرسوم، الذى تلقت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» نسخة منه، على «البدء بإجراء الترتيبات اللازمة لتوجه رئيس الدولة وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى غزة».
وكان عباس قد أعلن عزمه الذهاب إلى قطاع غزة برفقة أعضاء القيادة الفلسطينية، خلال كلمة له أمام مجلس الأمة التركى الأسبوع الماضي.
وبحسب المرسوم، تهدف الخطوة إلى «استعادة الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني، وتمكين الحكومة من تولى مهامها بشكل فعال فى جميع أراضى الدولة الفلسطينية لاسيما فى مجالى الإغاثة والإعمار».
وأضاف أن هذه الخطوة تهدف إلى «إطلاق عملية سياسية تبدأ بحصول فلسطين على عضويتها الكاملة فى الأمم المتحدة وتنفيذ حل الدولتين طبقا لقرارات الشرعية الدولية والرأى الاستشارى الصادر عن محكمة العدل العليا، بما ينهى الاحتلال عن أراضى دولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 بما فيها القدس الشرقية».
من جهة أخري، كشفت مصادر فى تصريحات إعلامية أن السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل السماح بزيارة الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة غير أن تل أبيب لم ترد على الطلب.
وأضافت المصادر أن السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل والولايات المتحدة عدم عرقلة زيارة محمود عباس لغزة وتأمين مسارها.
ووفقا لتلك المصادر، فقد تضمنت الرسالة طلب انسحاب الجيش الإسرائيلى الكامل من قطاع غزة والوقف الفورى للحرب. وأكدت مصادر إسرائيلية غير رسمية أن إسرائيل لن تسمح بزيارة عباس لقطاع غزة.
من جهته، صرح مستشار الرئيس الفلسطينى فى تصريحات للقاهرة الإخبارية بأن عباس والقيادة الفلسطينية مصممون على الذهاب إلى غزة حتى لو رفضت إسرائيل. وطالب المستشار مجلس الأمن الدولى بضمان تنفيذ الزيارة التى أكد أنها تهدف إلى تثبيت وحدة الأراضى الفلسطينية.
وعلى صعيد ملف الهدنة، شدد الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار وإتمام الاتفاق فى قطاع غزة، كما بحثا مفاوضات القاهرة المقبلة، وضرورة أن تتضمن إزالة العقبات المتبقية.
وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصر خلال مكالمته «الصعبة» مع بايدن على وجود الجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا بعدما طالبه بايدن بالمرونة فى ذلك.
المصادر أضافت أنه لن تكون هناك قمة فى القاهرة خلال الأيام المقبلة أو اتفاق، إذا استمرت إسرائيل على موقفها فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، كما أوضح مصدر إسرائيلى أن الموقف الأمريكى لم يكن صارما بما فيه الكفاية، وأن واشنطن لم تكن متشددة مع تل أبيب فى جولة المفاوضات الأخيرة.
من جانبها قالت حركة حماس إن أى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يجب أن يحقق الوقف الشامل للحرب والانسحاب الكامل من القطاع وبدء الإعمار وإنهاء الحصار مع صفقة تبادل جادة.
وحمّلت وسائل إعلام إسرائيلية وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن المسئولية عن تضاؤل فرص التوصل لاتفاق فى القاهرة، فى حين نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسئول لم تذكر اسمه أن إعلان بلينكن دعم نتنياهو للمقترح الأمريكى يظهر حركة حماس بشكل غير دقيق أنها الطرف الوحيد الذى يعرقل الصفقة.
داخليا، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على كل المسئولين عن 7 أكتوبر الاستقالة بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان.
ميدانياً أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أمس، أن عدد الضحايا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 40 ألفاً و 265 فلسطينياً، بينما بلغ عدد الإصابات 93 ألفاً و144 شخصاً، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة، فى بيانها اليومي، أن الجيش الإسرائيلى «ارتكب 4 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 42 ضحية و 163 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنه «لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم».
وقصفت قوات الاحتلال مدرسة تؤوى نازحين وقتلت عددا من النساء والأطفال للمرة العاشرة منذ مطلع الشهر الجاري.
من جهتها، قالت سرايا القدس-الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامي- إنها قصفت بقذائف هاون من العيار الثقيل مقرا لقيادة الاحتلال فى محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
كما أفادت الأنباء بأن صفارات الإنذار دوت فى كيسوفيم بغلاف غزة الجنوبى إثر الاشتباه باختراق طائرة مسيرة.
على الصعيد الإنساني، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، إن «الأمر مؤسف ومحبط للغاية عندما ترى الأطفال داخل قطاع يبحثون فى القمامة عن أى شيء يمكنهم أكله أو بيعه».
وأضاف لازاريني، خلال لقاء مع شبكة سى إن إن الأمريكية، أن «الوضع الإنسانى فى قطاع غزة أسوأ من أى شيء يمكن أن يراه الإنسان»، لافتا إلى أن «الأمراض تتسلل إلى سكان القطاع، ومثل شلل الأطفال».
وفى الضفة الغربية المحتلة، استشهد عدد من الفلسطينيين أمس فى قصف إسرائيلى استهدف منزلا فى مخيم طولكرم شمالى الضفة، فى حين قالت كتائب عز الدين القسام إنها استهدفت قوات الاحتلال على محور البلاونة فى المخيم ضمن معركة طوفان الأقصي.
وقالت سرايا القدس إن مقاتليها يواصلون خوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال فى محاور القتال بمخيم طولكرم.
من جهتها، قالت السلطات الإسرائيلية، فى بيان إن الشرطة ألقت القبض على 4 أشخاص يشتبه بمشاركتهم فى هجوم عنيف شنه مستوطنون على قرية جيت الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن سقوط فلسطيني.
وأوضحت، فى بيانها، أنه «كان حدثا إرهابيا جسيما تخلله إشعال نار فى مبان، ومركبات، ورشق بالحجارة، والزجاجات الحارقة، بالإضافة إلى إطلاق الرصاص الحى مما أسفر عن سقوط فلسطينى وإصابة آخر».
وأشار إلى أن «3 من المحتجزين بالغون والرابع قاصر، ويشتبه فى ارتكابهم عدة أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين». وجاء فى البيان أن «التحقيق مستمر».
وعلى غير العادة، ندد زعماء إسرائيليون، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالهجوم الذى شنه عشرات المستوطنين المسلحين بالبنادق والقنابل الحارقة فى 15 أغسطس. ووعد بإجراء تحقيق سريع.
ويتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان القوات الإسرائيلية بالوقوف متفرجة على هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، ويقولون إنه لا تجرى محاكمات فى الغالب على أعمال العنف هذه.
