أحد عشر عاما مرت على ثورة 30 يونيو 2013، هذه الثورة العظيمة التى شارك فيها ملايين المصريين عندما خرجوا لتحقيق هدف واحد هو ازاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن السلطة بعد عام «أسود» من الحكم كادت فيه البلاد تسقط فى «وحل الفوضي» وأن تكون مرتعا للتنظيمات الإرهابية.
ومثلت الثورة بالفعل «حكاية شعب»، خرج على قلب رجل واحد صباح يوم 30 يونيو 2013 فى كل محافظات مصر، بمشاركة الأحزاب السياسية وحركة تمرد وجبهة الانقاذ الوطني، ورفع الجميع لافتات تعبر عن رفض حكم الجماعة الإرهابية، وردد المتظاهرون شعارات: «ضحكوا علينا باسم الدين لا إخوان ولا مسلمين»، «يسقط يسقط حكم المرشد»، و»يسقط تجار الدين».
وفى يوم 3 يوليو، أمام الحشود الهائلة ومطالبتها بزوال حكم الإخوان، أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى «وزير الدفاع وقتها»، إنهاء حكم الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسي، وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلى منصور.
وبعد عام واحد من ثورة 30 يونيو، جرت الانتخابات الرئاسية، واختار المصريون السيسى رئيسا للجمهورية ليبدأ مرحلة جديدة من تاريخ البلاد، أعاد خلالها الأمن والأمان والاستقرار، كما اعاد بناء الدولة التى عانت على مدى عقود من التسيب والاهمال، وغياب التطوير.
ونجح الرئيس السيسى خلال السنوات العشر التى تولى فيها الحكم فى تطوير البنية التحتية وتنفيذ مشروع تنموى عملاق يشمل الزراعة والصناعة وكل مجالات الحياة، كما انحاز الرئيس خلال هذه السنوات إلى الفقراء والأسر الأكثر احتياجا بتنفيذ العديد من المبادرات الرئاسية واصدار القرارات التى تخفف الاعباء عن المواطنين وتحقق الحياة الكريمة لهم .
«الجمهورية الأسبوعي» فى هذا الملف ومن خلال لقاء عدد من خبراء تيار الإسلام السياسى والخبراء السياسيين والعسكريين، تحاول الاجابة عن بعض التساؤلات بما فيها هل كان لابد من اشتعال ثورة 30 يونيو لازاحة جماعة الإخوان عن المشهد السياسى وماذا لو بقيت الجماعة فى الحكم حتى الآن، وماذا أيضا عن إرهاب الجماعة والتنظيمات الإرهابية الموالية لها، وغيرها من الأسئلة التى نجد الإجابة عنها فى السطور التالية:
المصريون أنهوا حكم «الإرهابية» بالوعى والإرادة الوطنية
«الجماعة» فشلت فى الإدارة والحكم .. و«الثورة» أنقذت البلاد من الفوضى
مختار نوح : العقل الجمعى المصرى كان راصداً لكل الممارسات الخاطئة للجماعة
اللواء عبدالحميد خيرت : القضاء على تنظيم الإخوان ساهم فى سرعة هزيمة الإرهاب
اللواء حمدى بخيت : الثورة المصرية منعت تقسيم وتفتيت دول الجوار
ماهر فرغلى : الجماعة فشلت فى إدارة الدولة وغابت عنها الرؤية والبرامج المدروسة
تنظيم الإخوان استقطب الإرهابيين من بعض الدول ونقلهم إلى سيناء
قال مختار نوح المحامي: إن طبيعة التنظيمات السرية قائمة على محور الثقة قبل الكفاءة وجماعة الإخوان تنظيم سرى منذ نشأته حتى نهايته، فبنيته كانت قائمة على الثقة وبالتالى لا تجوز إعمال الديمقراطية بنص اللائحة داخل المبنى الهيكلى والمؤسسى للاخوان ومن هنا تكون نهاية التنظيم تكمن فى أسباب قوته فاعتمادهم على عنصر الثقة جعلهم يتقاتلون مع عنصر الكفاءة والاختيار الشعبى وانحسر فى عمله على المحسوبية والفساد والولاء للجماعة حتى لو كان ظاهريا.. أضاف أنه بعد تمكن « الإخوان» من حكم مصر اكتشفت الجماعة أنها «متخمة» بعناصر لا تكن لها أى انتماء بل كانت مغنما يمارس فيه كل أصحاب المصالح رغباتهم فى اعتلاء الحكم.
وأضاف إن طرح سؤال: «ماذا لو استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن» لا محل له من الإعراب، لماذا: لأن المصريين خبروا واقعهم المؤلم خلال سنة حكمهم السوداء التى كشفت أسباب استحالة استمرارهم واهمها المحسوبية والعلاقة بالتنظيم الخاص والوساطة وغياب الكفاءة والجهل المعرفى وساد كل ذلك اركان البلاد والدليل على الجهل ظهر حين حكمت المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب بسبب الانحراف التشريعى فلم يفهموا النص القانونى للبطلان الا بعد القاء الدكتور طارق البشرى محاضرة على اعضاء برلمان الإخوان وساستهم لشرح معنى مصطلح الانحراف التشريعى وهذا كشف العوار فى جسد الجماعة وهنا لم يكن واردا استمرارهم فى حكم دولة بحجم مصر.
أضاف نوح ان الجماعة فى سنة حكمها فوجئت بما يسمى بالسياسة الخارجية للدولة التى تحتاج لعلم وعلوم متخصصة فى التعامل مع ساسة العالم، ومفردات لغة التعامل السياسى مع الخارج، وكيفية إبرام عقود الاتفاقيات الدولية وهذا كان غائبا مما أوقع الجماعة فى عدة اتفاقيات استراتيجية كادت تذهب بمصر فى قاع جهنم .. وكادت تتخلى عن سيناء لتوطين الفلسطينيين فيها.
ويرى «نوح» أن ثورة 30 يونيو لم تكن عفوية لأن العقل الجمعى المصرى كان راصدا لكل تلك الممارسات خلال فترة حكم الجماعة، فكانت ثورتهم وسيلة الاجهاض فى اللحظات الاخيرة، مضيفا أن الإخوان قبلوا التنازل عن سيناء وتم عرضه على السلطة الفلسطينية والتى رفضته.
وينتقل إلى ممارسات الإخوان داخل مصر، والتى أكدت ان فكرة صلابة تنظيم الإخوان كانت وهمية لاعتمادها على التميز العنصرى، وكان استخدام السلاح لاصلاح المنكر عقيدة ثابتة، لديهم وضح ذلك فى القاء رجالهم الاطفال من فوق الاسطح وحرق والتمثيل بجثث المخالفين لهم فى المذهب، كلها جرائم فى بداية حكم الجماعة وتحولت خلال اشهر لقانون فمنعوا الاعلاميين من دخول مدينة الإنتاج الاعلامى مرورا بمنع موظفى وزارة المالية وانتهاء بمنع القضاة من دخول المحكمة الدستورية.
وأوضح أن هذا هو القانون الذى يحكم عقلية الإخوان حتى المتهمين بمقتل المستشار هشام بركات برروا اغتياله بأنه أصدر امرا بفض الاعتصام على غير رغبتهم، فالقانون والمنطق الذى سيطر خلال فترة حكم الإخوان انهم صوت القانون والاله الذى سيطبق على الكيان الداخلى للدولة وهنا غابت العدالة وذابت الدولة، تأكد ذلك باستحواذهم على المناصب فنجد رئيس حزبهم هو عضو التنظيم السرى ورئيس مجلس الشعب ورئيس اللجنة الدستورية يتم ذلك خلال أسبوعين فقط وكأنهم لا يجدون من يثقون فيه الا عضو التنظيم السرى فاستمرارهم كان مستحيلا.
وأكد نوح أن لثورة 30 يونيو الفضل فى اكتشاف أنه لم يكن فى مصر أحزاباً معارضة إبان حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مشددا على أن الشعب المصرى صبور وسوف يكمل طريق التنمية والبناء الذى بدأته دولة 30 يونيو مدركا اننا نخوض معركة ولابد من النصر فى نهايتها مهما بلغت الصعوبات والتحديات.
قرار عقابي
قال اللواء عبدالحميد خيرت نائب جهاز الامن الوطنى الأسبق، ان ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو 2013 من الأحداث العظيمة فى تاريخ مصر، انهما ترجمة لقرار شعبى جماعى لتصحيح مسار ما حدث فى أعقاب 25 يناير 2011 لاسترداد ما اختطفته جماعة الإخوان التى كان وصولها للسلطة كارثة ليس على مصر وحدها بل على المنطقة العربية كلها.
وذكر اللواء عبدالحميد خيرت، أن ثورة 30 يونيو كانت قراراً عقابياً شعبياً ساندته القوات المسلحة والشرطة لانقاذ مصر من سيناريوهات مظلمة حال استمرار حكم الإخوان وكانت هذه الثورة ركيزة فى افشال السيناريو الاسود الذى خطط له فى غرف المؤمرات السرية بتوجيه اجهزة مخابرات غربية ووجدت فى جماعة الإخوان وتنظيمها الإرهابى مع منظمات التمويل الأجنبى لتمرير المخطط ولذلك كان اسقاط الجماعة المفرخة الرئيسية للارهاب وحاضنة ميلشياته انتشالا لمصر والمنطقة من مخططات الفوضى واعادتها لمنطق الدولة وسيادتها ومحاور قوتها.
أضاف أن ثورة 30 يونيو نجحت فى احباط مخطط انهيار الدولة والمؤسسات فى مطلع القرن 21 وذلك من منطلق استلهام روح نصر أكتوبر 73 رغم استقواء جماعة الإخوان بدعم الإدارة الأمريكية والاتحاد الاوروبى سياسة (حافة الهاوية) التى اعتمدتها الجماعة الإرهابية وهو ما تجلى لاحقا عقب الهزيمة الكاملة لمكتب الارشاد والتنظيم الدولى على يد الشعب فلجأوا لممارسة العنف والتفجير والارهاب واستباحة الدماء فكانت 30 يونيو المنطلق لاستعادة الدولة ومنع اغتيال كل الرموز الوطنية كما وقفت حائط صد لمنع منهج التمكين الهادف للسيطرة على الوعى المصرى بادراج مرشدهم الاول فى المقررات الدراسية بهدف رسم ملامح تشكيل العقل المصرى والسعى لاحداث فتن طائفية بين أبناء مصر.
وأشار، إلى احباط مخطط هدم وزارة الداخلية رغم قرار حل جهاز امن الدولة واستبعاد قيادته المشهود لها بالكفاءة، لان الجهاز يعلم عن مخطط الإخوان وتنظيمها السرى كل التفاصيل مما يعتبر خطيئة فى حق مصر، فهذا القرار اتخذ بعد رصد لقاء بين خيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح، اضافة الى مخطط الحاق طلبة من اسر قيادات اخوانية بكلية الشرطة وعودة ١٢ ألف فاسد ممن سبق فصلهم باحكام فى قضايا مخلة بالشرف والامانة ، لاختراق اجهزة الأمن الجنائى والسياسى والدولة وتكوين ما عرف بائتلاف أمناء الشرطة مع السماح بتواجد الضباط الملتحين المرتبطة بجماعة حازم ابو اسماعيل «حازمون» وكل هذا كان عملية أخونة الدولة.
وأوضح أن تنظيم الإخوان لعب على وتر الدين لجذب قوى الاسلام الراديكالى واخونة وزارة الداخلية وذلك باستبعاد ما يقرب من 5 آلاف قيادة عليا من دفعات مختلفة دون ان يكون هناك بديل لملء الفراغات فى الهيكل الادارى ، فكانت 30 يونيو التى قضت على أخطر تنظيم داخل وزارة الداخلية وأعادت لها الروح مرة ثانية، اضافة الى انها كانت الدرع لحماية سيادة القانون بعد حصار المحكمة الدستورية كابشع عملية إرهابية لاسقاط دولة القانون واقالة النائب العام فى سابقة كانت الأولى ومنع الاجهزة الامنية من ملاحقة كل من له علاقة بقوى الاسلام السياسى المتطرفين والخارجين عن القانون فضلا عن صدور عفو رئاسى عشوائى للعناصر الإرهابية الصادر بشأنهم أحكام قضائية.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان منح ما يقرب من 80 ألف فلسطينى من قطاع غزة الجنسية المصرية مما آثار علامات استفهام حول علاقة هذا القرار بفكرة التوطين فى سيناء وفى نفس الوقت تشكيل وزارة تضم الكوادر الإخوانية فى وزارات الاعلام والعدل والتربية والتعليم والحكم المحلى والتموين والشباب والرياضة والدفع بكوادر إخوانية للحكم المحلى والمحافظين.
وأكد اللواء خيرت أنه لو استمرت الجماعة فى الحكم لاكتمل المخطط ولولا ثورة 30 يونيو وبيان ٣ يوليو الذى رسم خارطة الطريق لمصر لنجح تنظيم الإخوان فى اذابة الدولة لتعم الفوضى فى البلاد.. ونحمد الله أن الثورة أنقذتنا من هذا السيناريو السييء والخطير.
فكرة مستحيلة
وقال اللواء حمدى بخيت الخبير الاستراتيجي: «حين نتحدث عن الفكرة المستحيلة بامكانية استمرار جماعة الإخوان فى الحكم على المستوى الاستراتيجى علينا البحث عن الدور المصرى والدوائر الاستراتيجية التى تتحرك فيها بلادنا اقليميا وعربيا واسلاميا ودوليا ، فالدور الاقليمى لمصر فى حال استمرار الإخوان فى الحكم كان سيتراجع لتغير العديد من المعادلات الاقليمية لصالح خصوم مصر، مشروع تصفية القضية الفلسطينية الذى فشل بسبب احتفاظ مصر بعد ازاحة الإخوان من الحكم بثوابتها القومية وقوتها الاقليمية وهذا لم يحافظ فقط على القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحق تقرير المصير واقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية بل تعدى ذلك بعودة سوريا للحضن العربى والحفاظ على تماسك العراق هذا بسبب صلابة الدولة المصرية والحفاظ على كيانها».
وأكد أن وجود مصر كدولة تنعم بالوفاق الوطنى وصاحبة رؤية واضحة تجاه القضايا العربية ساهمت فى منع تفتيت وتقسيم دول الجوار، وقال: «لو لم تكن ثورة يونيو التى ازاحت حكم الإخوان لتغيرت خريطة البناء الديموجرافى وانتشر انواع التطرف مما يؤدى لانهيار الدول بسبب الاقتتال الداخلى بين هذا الفصيل وباقى مكونات المجتمع كما يشتعل الصراع بينهم وبين السلفيين ومن يقدم خدماته للغرب طلبا لنصرته وسيادته على الاخر، فسيادة التطرف تستدعى التدخلات الاجنبية التى تستقوى بها القوى المتصارعة».
وشدد اللواء حمدى بخيت، على ان وجود الجيش القوى والشعب صاحب الارادة الذى نجح فى الوقوف امام مشروعات التدخل الأجنبى ونهب ثروات مصر أنقذ مصر لان ما تم طرحه من مشروعات كانت تمتد لخارج مصر لتصفير المزايا الإستراتيجية للدولة مما يعقد الازمات والمشاكل الداخلية فضلا عن مخاطر الدخول فى تحالفات تسلب مصر الارادة والقرار المستقل، كما تصبح مصر مستودعاً للتنظيمات الإرهابية لتنطلق منها لهز استقرار دول المنطقة بدعم من أجهزة الاستخبارات التى ترعى جماعة الإخوان وروافد الاسلام السياسى مثلما ترعى داعش والقاعدة وبوكوحرام وتستخدمها انطلاقا من الاراضى المصرية مما يضع الدولة فى مهب الريح وتحت سطوة هذه الأذرع الإرهابية.
وقال: «شاهدنا خلال حكم جماعة الإخوان، الصراع حول تقسيم المغانم واحتدم الصراع مع السلفيين حول التعليم حتى يتمكن كل فريق من تضمين المناهج أفكاره وايديولوجيته فلولا نجاح مصر شعبا وجيشا فى التصدى لهذا العبث لأصبح البناء الاجتماعى للدولة أول الضحايا لهذه الافكار.
مضيفا: «فى ظل حكم الإخوان كانت ستعانى مصر من انحسار الطموحات على الخريطة الدولية وسلب الارادة وعدم استقلال القرار السيادى وتنفيذ ما يمليه اصحاب المصالح ولكن بعد ثورة يوليه اتسعت مائدة علاقات مصر الدولية واستفادت من ذلك فى تنوع مصادر السلاح وتعدد مصادر تمويل المشروعات التنموية والانفتاح على المنظمات الاقتصادية الاقليمية والدولية واقامة شراكات قائمة على المصالح المشتركة ويلفت النظر لواء حمدى ان كثرة العداوات حول مصر فى هذه الفترة هدفه سحب القرار السيادى المصرى وهو ما تقاتل من أجله القيادة السياسية.
وأشار اللواء حمدى بخيت إلى أن نجاح اى دولة فى التصدى لاى عداء يتم بمقومات ثلاث أولها الوفاق الوطنى للامة وهو لحظة فارقة به حققنا نصر اكتوبر 73 ونجحت ثورة 30 يونيه والتصدى للاخوان واستعادة الدولة المصرية والثانية الوعى الوطنى وادراك الشعب خطورة استمرار الإخوان فى الحكم والثالثة الارادة الوطنية درع اى امة لمواجهة التحديات، وعلينا الانتباه للضغوط التى تؤدى لمشاكل وهنا ادراك القيادة السياسية يمكنها من تطويع الضغوط والتحديات والافلات من آثارها السلبية على المجتمع والتحرك بطريقة صحيحة قبل الوصول لنقطة الذروة.
حالة استقطاب خطيرة
وقال ماهر فرغلى الباحث فى الاسلام السياسي: انه لو استمر حكم جماعة الإخوان لخضعت المنطقة لحالة استقطاب خطيرة لذهاب الجماعة لتحالفات مع أمثالهم من تيار الاسلام السياسى سواء جماعات او تنظيمات أو دول يحكمها المقربون من الاسلام السياسى لتصبح السياسة الخارجية المصرية مرتبطة بتوجهات خارجية، وفتح المجال السياسى لقوى خارجية والسماح لها بالتغلغل وتنفيذ اجنداتها من خلال مؤسسات وتنظيمات وشركات وتصبح مصر محطة لتيارات الاسلام السياسى فى العالم مما يؤدى لدخولها فى مأزق والدخول فى معارك وحروب جديدة مما يؤدى لانهيار الدولة خاصة ان دول المنطقة تعج بالعديد من الازمات والتنافر، كما أن ما انتوته الجماعة من تشكيل حرس ثورى يقمع باسم الاسلام كان يعنى تفكيك الجيش والشرطة وتجميع كل الجماعات الإرهابية المسلحة فى سيناء وهنا يتم قمع المواطن والتخلص من المعارضين لاجل استمرار هذا التيار فى الحكم لمدة 500 سنة.
وأضاف : «لقد غابت الرؤية الاقتصادية والبرامج المدروسة والمشروع الاقتصادى عن الجماعة ما أدى لأزمات فى الطاقة والتجارة الخارجية كما ادى عدم السماح بتداول السلطة عبر انتخابات حرة نزيهة فكانت الاجراءات تتم من خلال مكتب الارشاد وكان صدور الاعلان الدستورى والسيطرة على البرلمان والمجالس المحلية مما يؤدى لتفكيك الدولة وعدم استقرارها.
وأوضح فرغلي، ان الجماعة لم تفرق بين إدارة «الرعية» وإدارة الدولة لأن عناصرها لم يكن لهم تصور لإدارة الدولة فكانت صدمة حين وصلوا للحكم فحدث انهيارهم لان الحكم جاء اليهم فى لحظة فارقة ولم تكن الجماعة مؤهلة لهذا فسعى عناصرها لاخونة مؤسسات الدولة وفوجيء التنظيم بان مصر اكبر مما تصوروا وصعب إدارتها والسيطرة عليها لغياب الخبرة ومحدودية علاقاتهم الدولية ودول الاقليم والمنظمات الدولية فلم يكن أمامهم إلا إدارة الدولة بعقلية الجماعة وتنظيمها وكانت النتيجة الفشل ولذا خرج الشعب المصرى لازاحتهم فى يوم 30 يونيو ونجح فى ذلك.