قل ما تشاء عن عظمة ثورة 30 يونيو التى نحتفل بمرور 11 عاماً على ذكراها.. سواء انها أنقذت مصر من الضياع وانتشلتها من السقوط.. أو أنها خلصت مصر من أحقر وأشرس تنظيم إرهابى هو جماعة الإخوان المدعومة والممولة والمدفوعة من قوى الشر لتخريب وتدمير الدولة المصرية وانتزاع هويتها والعبث فى وحدتها وسيادتها وأمنها القومي.. ثورة «30 يونيو» العظيمة هى الفارق بين الخوف والأمان والاطمئنان.. بين الفوضى والاستقرار.. بين شبه الدولة إلى الدولة الحقيقية القوية القادرة بين التشرذم والانقسام.. وبين الاصطفاف والوحدة الوطنية.. بين تقسيم المصريين إلى معسكرين فى عام الجماعة الإرهابية… الأول الأهل والعشيرة والثانى باقى المصريين.. ليصبح المصريون على قلب رجل واحد فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات وعبورها بأمان وسلام وثقة.
ثورة 30 يونيو ليست مجرد ثورة عادية.. بل هى إعادة البعث والحياة لوطن كاد يغرق.. هى المعنى الحقيقى لعودة الوطن.. ووضعه على طريق القوة والقدرة وتأكيد حقيقى على عبقرية الإنسان المصري.. فهى كانت ومازالت عبوراً جديداً من ضفة الظلمات والفوضى والتطرف والتشدد والإرهاب والضياع والانهيار واهمال وتجاهل الاهتمام ببناء الإنسان إلى شواطئ النور والمستقبل والأمن والأمان والاستقرار والاعتدال والوسطية وأكبر ملحمة لبناء الإنسان المصرى وإعادة الاعتبار له وبناء الوطن القوى القادر على حماية شعبه وتأمين مقدراته وصون مقدساته وتحصين أمنه القومي.. وطن يقف على أرض شديدة الصلابة.. ثورة 30 يونيو عفوانها وأبطالها من فلذات كبد هذا الوطن.. حيث الشرف والإخلاص والنقاء الوطنى فى أعظم صورة.. فى بطل حقيقى لم يأبه ولم يخف.. ولم يتردد فى انقاذ وطنه وشعبه.. لم يدر ظهره لنداء شعبه.. بل تحلى بالشجاعة والجسارة وحمى الوطن والمواطن.. وعمل على انقاذ إرادة المصريين فى عزل الجماعة الإرهابية التى لم يجد منها الوطن إلا الجحود والخيانة والعمالة والارتماء فى أحضان قوى الشر.
أعظم ما فى ثورة 30 يونيو نتائجها وأبعادها الإستراتيجية وصناعة الفارق فى مسيرة هذا الوطن.. لذلك فإن بيان 3 يوليو التاريخى هو تجسيد حقيقى للإرادة المصرية والوعى الوطنى والانحياز للدولة الوطنية والفداء من أجل أن يبقى خالداً.. «3 يوليو» هو ترجمة حقيقية لأهداف ثورة 30 يونيو العظيمة ومطالب المصريين.. لذلك فإن البعد الإستراتيجى لثورة المصريين فاق كل التوقعات وعمل على مبدأ غاية فى الأهمية وهو احدى ركائز دولة 30 يونيو.. ان ما حدث من ضعف وهوان وفوضى لن يتكرر مرة أخرى على كافة الأصعدة لن تعود مصر مرة أخرى إلى مرجع الخوف والفوضى أو الضعف.. فمصر ستظل وتبقى هى حجر الزاوية فى الشرق الأوسط.. هى دائماً من تصنع الفارق.. وتمتلك الحياة والخلود.. لذلك فإن النتائج الإستراتيجية لثورة 30 يونيو ثم بيان 3 يوليو هى سر عظمة وعبقرية المصريين وصلابة إرادتهم فى تحقيق المعجزات وتراه فى الآتي:
أولاً: من أهم نتائج ثورة 30 يونيو انها جاءت بقائد عظيم اختاره الشعب.. امتلك الرؤية واستشراف المستقبل وتشخيص أسباب معاناة مصر وقرر أن ما حدث لن يتكرر من هنا رؤية الرئيس السيسى ارتكزت على إستراتيجية شاملة تحت عنوان حماية مصر وأمنها القومى فى الحاضر والمستقبل.. وسط أتون من الصراعات والاضطرابات والحرائق المندلعة فى المنطقة حول مصر وطوفان من المؤامرات والمخططات التى تستهدف مصر.. من هنا قرر تمكين مصر من امتلاك أعلى درجات القوة والقدرة والردع لحماية أمنها القومى وحدودها وأراضيها وفرض السيادة الكاملة على البر والبحر والجو ودرء التهديدات وتطبيق إستراتيجية ان القوة تحمى السلام وتمنع العدوان و»العفى محدش يقدر يأكل لقمته» وبالتالى تقف مصر على أرض شديدة الصلابة فى مواجهة التهديدات وأن قوتها تمنع التهديد المباشر لأمنها القومى ولديها من الردع ما يحول ويمنع كل من يفكر بالمساس بأمنها القومي.. لذلك تعيش مصر فى سلام وأمن واستقرار فى محيط مضطرب وحرائق وصراعات مشتعلة فى كافة دول الجوار.
ثانياً: رؤية الرئيس السيسى تعمل على امتلاك منظومة قوية للحفاظ على الأمن القومى بالمفهوم الشامل وليس الجانب الدفاعى أو العسكرى والأمنى فحسب ولكن كافة مكونات الأمن القومي.. فامتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة هو احدى نتاج ثورة 30 يونيو.. وهذه القدرة تشمل البناء والتنمية والنهوض الاقتصادى وبناء الإنسان وحياة كريمة والارتقاء بجودة الخدمات وامتلاك القدرة على جذب الاستثمارات من خلال بنية تحتية عصرية والاستثمار الأمثل فى موقع مصر الإستراتيجى والمحورى الذى يعد قلب العالم.. لذلك فإن تطوير الموانئ المصرية صنع الفارق على الصعيد الاقتصادى وتعظيم موقع مصر الجغرافى بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للموارد المصرية وتعظيمها وتحويلها إلى قيمة مضافة مثل الرمال السوداء والكوارتز والرخام والذهب.
ثالثاً: تأمين وتحصين سيناء وحمايتها من الأطماع والمؤامرات والأهداف الشيطانية من خلال مظلة القوة الدفاعية والعسكرية والأمنية.. وأيضاً القوة التنموية غير المسبوقة حيث شهدت أكبر وأعظم عملية تنمية باستثمارات تصل إلى تريليون جنيه على مرحلتين لتتحول إلى مركز اقتصادى وزراعى وصناعى وتجارى واستثماري.
رابعاً: القضاء على الظواهر السلبية التى عانى منها المصريون مثل حالة الاحتقان وعدم الرضا جراء التجاهل والتهميش.. لذلك فإن هناك اهتماماً غير مسبوق بمحافظات الصعيد والمحافظات النائية والقضاء على العشوائيات والارتقاء بالرعاية الصحية والاهتمام والاطمئنان على صحة المصريين كاحدى دعائم الأمن القومي.. لذلك تم القضاء على فيروس «سي» وقوائم الانتظار واطلاق المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة وأيضاً اطلاق مشروع القرن تطوير وتنمية قرى الريف المصرى والذى يستهدف الارتقاء بحياة ما يقرب من 60 مليون مواطن مصرى يعيشون فى هذه القري.
خامساً: الاهتمام بقضايا وملفات تم اهمالها فى العقود الماضية مثل بناء الوعى الحقيقى لدى المصريين فى مواجهة حملات الأكاذيب والتزييف والتشكيك.. فالحفاظ على العقل المصرى قضية أمن قومى فى ظل الحروب الجديدة وأيضاً الحفاظ على الهوية المصرية وبناء الشخصية المصرية فى ظل حروب الغزو الثقافى التى تستهدف ضرب الثوابت المصرية.. وكذلك تحقيق مبدأ التشاركية بين القيادة والشعب فى الحفاظ وبناء الوطن والتواصل المستمر بين القيادة والمواطنين والرئيس السيسى يؤمن بأن الشعب هو صمام الأمان فى حماية وطنه وانه هو من يصون ويحمى ويبني.