شهدت كرة القدم المصرية موسماً عجيباً وغريباً فى كل شئ حتى فى أزماتها.. ورغم ذلك هناك شخصيات كروية تستحق أن نعطيها حقها لتميزها وتفوقها فى عملها بل تحقيق الإعجاب الجماهيرى نظراً لما تحققه من تفوق ونجاح بفضل الموهبة والإخلاص فى العمل والضمير المهنى مع عدم الاتجاه للحصول على الترند أو جمع المال الكثير.. وبالتأكيد فإن كل من يتسم بهذه الصفات لابد أن ربنا هايكرمه ويمنحه من نفحاته مايتعجب له أهل الأرض..
أتكلم هنا عن ثلاثة نماذج مضيئة بدون أن أعرفهم معرفة شخصية وبدون إنتظار أى شئ منهم.. واولهم طارق مصطفى المدير الفنى لفريق البنك الأهلى الذى شرفنا لسنوات طويلة كمدرب فى المغرب ثم عاد وتولى مسئوليته منذ عامين تقريباً ونجح فى تشكيل مجموعة من اللاعبين ذوى المهارة ويجمعون بين الخبرة والشباب وبعد أن كان فى مركز متأخر نوعاً ما الموسم الماضى أصبح هذا العام بين الكبار بل إكتسح فريق «بيراميدز» بأربعة أهداف منذ أيام فى مباراة تكتيكية من العيار الثقيل واحتل المركز الرابع ليقترب من اللعب فى الكونفيدرالية خلال زمن قياسى من الصعود للممتاز..
النموذج الثانى هو أحمد خطاب المدير الفنى لفريق فاركو وأصغر مدرب سناً فى الدورى والمدهش أنه حارس مرمى سابق.. وقد إتضحت موهبته منذ الموسم الماضى حيث حافظ على الفريق من الهبوط وبدأ هذا الموسم بمستوى رائع محققاً الفوز تلو الآخر حتى أصبح ينافس ضمن مجموعة البطولة ليبهر جميع المتابعين.. ويحقق أيضاً الفوز بثلاثة أهداف على فريق المليارديرات مع الفارق الشاسع بين الفريقين فى ثمن اللاعبين..
والنموذج الثالث هو المعلق أيمن الكاشف الذى يتربع على قمة التعليق الرياضى بدون منازع ولامنافس فى الوقت الذى يضطر المشاهدون إلى غلق صوت التليفزيون مع أى معلق آخر.. لأن الكاشف منحه الله كاريزما وحيادية وخفة دم وثقافة بدون فذلكة أو تجاوز فى حق لاعب أو مدرب ولايجامل جمهور أى فريق مهما كان ولديه صوت مميز ومصطلحات وإفيهات تعطى الماتش طعماً مختلفاً.. ويعتبره الجمهور خليفة الراحل ميمى الشربينى.