تجرى الانتخابات الرئاسية الجزائرية السبت القادم في الداخل بعدما بدأت الاثنين الماضي مرحلة التصويت في الخارج.. وبصوت الناخبون الجزائريون بين ثلاثة مرشحين ضمتهم القائمة النهائية للانتخابات الرئاسية هم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون مرشحاً مستقلاً، يوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية، وحسانى شريف عبد العالي، عن حركة مجتمع السلم.
د. محمد الشريف المستشار الإعلامي وخبير في التخطيط الإستراتيجي يقول أنه إلى الآن تبقى حدود المترشحين متساوية لأن كل مرشح لديه لغة معينة في صياغة خطابه السياسي، والموجه إلى الناخب الجزائري، فعلى سبيل المثال المرشح الحر الرئيس عبد المجيد تبون لغته حتى الآن تنطلق من لغة الأرقام، لأنه يتكلم عن الإنجازات التي قدمها خلال فترة ولايته، وقد انجز الكثير والكثير للاقتصاد الوطني وللشعب الجزائري.
قال إن المرشح الثاني من حركة حمس شريف حساني يتكلم ايضا من خلال المخاطبة الفئوية، ويعتمد على توجيه العديد من البرامج التي تخاطب الشباب بالدرجة الأولي، كما يوجه خطابه للمرأة الجزائرية، ويتعهد بالحفاظ على كل الثوابت المتعلقة بالشعب الجزائري، أو الدبلوماسية الجزائرية فيما يتعلق بالقضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية.

أشار إلى أن المترشح الثالث أوشيش من حزب الأفافاس وهو أيضاً يخاطب الشباب بشكل كبير، باعتباره واحداً منهم لأنه شاب يتكلم بلغة الشباب، ويركز عليهم بشكل مباشر وأساسي ويركز على التعهد بالقضاء على أشكال البيروقراطية والعراقيل الإدارية فيما يخص الخدمات التي تقدم للمواطن وايضا مجال الاستثمار وكل ما يتعلق بالمواطن والمؤسسات.
قال إن هناك تحديات تواجه المترشحين الثلاثة، ومنها مدى القدرة على إحداث انطلاقة في بعث الثقة الحقيقة مع المواطنين، لأن المواطن الجزائري أصبح يبتعد عن المشاركة السياسية والممارسة السياسية، وهذا ما أحدثته عهود سابقة من تجارب في علاقة المواطن مع المؤسسات الحكومية أو مع المسئولين وهذا سيكون التحدى الأول، والتحدى الثاني هو التحدى الوطني ذو البعد الدولى لأن نسبة المشاركة تحد إستراتيجي كبير لأنه يعطى رسالة للخارج، لأن نسب المشاركة على تجارب سابقة كانت لا تتعدى الـ 40%.
أكد نبيل كحلوش باحث في الدراسات الإستراتيجية أنه بالنسبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فإن المشاريع المنجزة في السنوات الخمس الأخيرة هي من ضمن أساسيات خطابه السياسي في الحملة الانتخابية لاستقطاب أكبر قدر من الجماهير.
أشار نبيل إلى أن الجماهير الجزائرية تتطلع إلى أهداف داخلية وخارجية، وتتمثل في تنظيم النشاط التجاري أكثر، والرفع من قيمة العملة، وتحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وتطوير قطاع الإعلام وتعزيز التجارة الإلكترونية، ومكافحة البيروقراطية.
قال إنه في العموم يتميز الخطاب السياسي الراهن في الجزائر بالاحترام المتبادل وهذا مؤشر إيجابي جداً، حيث لا نلحظ أي طعن في الأشخاص بين المترشحين، كما نلاحظ أن خطاب الرئيس تبون ومنافسه أوشيش يتميز بالجانب الكاريزماتي الذي يتميز بإظهار القدرات الفردية على القيادة، في حين يتميز خطاب المرشح حساني بالجانب التواصلي الذي يركز على تحفيز المخاطبين على التفكير المشترك، ويمكن أن نتوقع بأن الترتيب سيكون كالأتي الرئيس تبون أولا ونيله لعهدة ثانية، والمرشح الثاني حساني والثالث أوشيش.

أكد د. رابح لاروسي استاذ العلوم السياسية أننا لا نستطيع التكهن بنسب المشاركة ولكن يوجد تصور مبدئي، ويحرص المترشحون الثلاث على الاهتمام الكبير بتحفيز الجماهير بالاقتراع لأي من كان والاهتمام بالمشاركة الفاعلة، والتركيز على الجوانب الاقتصادية للمواطنين، وأهم ما يهم المواطن الجزائري القوة الشرائية والمناخ والأجور، ومن الملفات المهمة البطالة والسكن والصحة وكل هذه تحديات كبري، ويترتب على ذلك جهد كبير للمترشحين في تأمين الجبهة الداخلية على الأسس الاقتصادية والاجتماعية وضرورة خطاب الجماهير حول فتح آفاق جديدة للاستثمارات وتنمية العجلة الوطنية.

أكد حكيم بوغرارة الإعلامي استاذ بعدد من الأكاديميات الإعلامية إن الـ ٧ من سبتمبر موعد مهم بالنظر إلى عدة أسباب أولها لأن نظام الحكم في الجزائر نظام رئاسي والدستور يمنح صلاحيات واسعة للرئيس خاصة في إدارة ملف السياسة الخارجية والدبلوماسية وتعيين رئيس الوزراء وفي ترؤس مجلس الوزراء وفى إدارة الشأن العام المحلى وصلاحياته بحكم الدستور على التشريع بمراسيم دستورية خاصة عندما يكون البرلمان في عطلة وكذلك امتلاكه لحقيبة وزير الدفاع يجعل الانتخابات الرئاسية هامة جداً مشيراً إلى التحولات الإقليمية والدولية وكثرة الأزمات في منطقة الساحل مثل مالي وليبيا والنيجر وأيضا بعض الاضطرابات على الحدود الشرقية والغربية وهذه التحولات تنعكس على أهمية الانتخابات الرئاسية من خلال قدرة المترشح على حشد الناخبين وعلى الوصول إلى نسب مشاركة قوية حتى تمنح شرعية لا يمكن التشكيك في سير العملية الانتخابية من أي جهة كانت.
وحول فرص المرشحين وحظوظ كل منهم تشير الكثير من التقارير إلى أن حظوظ الرئيس عبد المجيد تبون هو الأوفر حظا لعدة معايير أولاً لأنه مدعوم من أكثر من 12 حزباً لديهم حضور قوى في البرلمان ولديهم امتداد شعبي واضح مشيراً إلى أن حركة البناء الوطني لدية المرشح ( بن جرينا ) وكان مرشح في انتخابات عام 2019 وكان الثاني في تلك الانتخابات وأيضاً حزب جبهة التحرير الوطني الذي يملك أغلبية بسيطة في البرلمان شأنه مثل التجمع الوطني الديمقراطي والكثير من الأحزاب في البرلمان التي لديها امتداد شعبي كبير يؤثر بقوة في المشهد الانتخابي.
كما أن الرئيس تبون حقق العديد من الإنجازات الإيجابية خاصة على مستوى مؤشر الاقتصاد الكلى فهو رفع من احتياطي العملة الأجنبية في 5 سنوات من 40 مليار دولار إلى 70 مليار دولار.